آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » نهاية سعيدة لحكاية “الخمسة الكبار”!؟

نهاية سعيدة لحكاية “الخمسة الكبار”!؟

 

علي عبود

 

تابع الكثيرون الضجة الكبيرة حول مول الميدان في دمشق المعروف باسم الـ “البيغ5 ” أو الخمسة الكبار، ولم يخطر على بال الجوار، ولا على بال كل من تعامل مع هذا المول على مدى خمسة أعوام أنه مخالف 100%!

فجأة، بعد أن اكتملت محالفة بناء المول، أصدرالمكتب التنفيذي في محافظة دمشق قرارا يقضي بطي قرارات التسوية الخاصة به، وتكليف مديرية دوائر الخدمات باستصدار قرارات هدم فوري بالمخالفات المرتكبة ضمن العقار المذكور!

وكان من المنطقي أن يطالب عدد من أعضاء مجلس المحافظة بمعرفة الأسباب التي أدت إلى اتخاذ القرار بعد سنوات من تأسيس المول، وكانوا يريدون تحديدا الإحابة على السؤال: كيف تمت عمليات التسوية سابقاً؟

وعلى الرغم من أهمية الإجابة على هذا السؤال التي ستكشف المتورطين فإن السؤال الأهم: من أعطى لهذا المتنفذ الرخص بارتكاب المخالفة التي أسفرت عن بناء عدة طوابق؟

من المؤكد أن المتنفذ ليس مغامرا كي ينفق المليارات على مشروع مهدّد بالهدم لاحقا في أي لحظة، وبالتالي من المهم جدا التحقيق في خفايا وأسرار بناء مول مخالف 100 %!!

نجزم أن عددا من أعضاء مجلس محافظة دمشق يعرفون أن صاحب مول “الخمسة الكبار” هو ليس زميلا لهم في مجلس المحافظة فقط، بل هو أيضا عضو في مجلس الشعب، وعضو في شركة دمشق القابضة، وبالتالي فعندما يصدر قرار بهدم كل طوابق المول، فهذا يعني أن هناك قطبة مخفية وراء رفع الحماية عن هذا المتنفذ، أو أن الأمر تصفية حسابات بين متنفذين كبار جدا!!

نحن أمام حكاية مشوقة تبدأ بالمخالفات، وذروتها قرارات بالهدم ، مع نهاية سعيدة جدا!

الفصل الأول من هذه الحكاية كما وردت على لسان بعض مسؤولي المحافظة، ان العقار كان عبارة عن منزل عربي لديه ساعة كهرباء، “وثيقة ملكية” وأن تسوية المخالفات اعتمدت على “ساعة الكهرباء”!!!

واستتب وضع المخالف إلى حين كشف “أحدهم” عن 3 صور جوية للعقار تثبت وجود محالفة للمرسوم رقم /40/ لعام 2012 ، وبالتالي “لاتنطبق عليه التسوية على الإطلاق”، وهذا يعني ان التسويات الممنوحة للمخالف عام 2018 لم تكن صحيحة، أيّ مخالفة للمرسوم!

والملفت أكثر أن الطابق الخامس من المول غير وارد أصلا في قرارات التسوية المفصّلة على قياس المتنفذ ومع ذلك لم يلتزم بمضمونها غير القانوني!!

والسؤال هنا بطبيعة الحال: لماذا السماح أساسا بارتكاب مخالفات ببناء عدة طوابق، ثم تصدر بعدها قرارات بتسويتها لصالح هذا المخالف دون سائر المواطنين غير المتنفذين؟

الفصل الثاني من حكاية مول “الخمسة الكبار” هو مثير ومتشابك بوقائعه، فالعقار كان في عام 1964 مستملكا كحديقة لمحافظة دمشق وفي عام 1998 استملكته وزارة التربية “على أساس أن يصبح مدرسة” ، وفي عام 2005 صدر قرار بتحويله إلى عقار سكني مؤلف من 6 طوابق، وهذا مااستند عليه المخالف المتنفذ!

الفصل الثالث: صدر قرار بهدم الطوابق المخالفة التي صدرت سابقا قرارات بتسويتها خلافا للقانون، وقرار آخر بإخلاء العقار خلال 15 يوما .. وكان السؤال: هل سيلتزم المتنفذ بمضمون القرارين؟

وكان هذا السؤال مهما لأن المكتب التنفيذي أصدر بالإجماع قرارا بالإزالة الفورية للمخالفات .. واستنفرت آليات المحافظة للبدء بالهدم الفوري بعد انقضاء مدة الإنذار بالإخلاء!

أي أننا وصلنا إلى ذروة الحبكة في حكاية مول “الخمسة الكبار”!

الفصل الرابع: انصاع المتنفذ لقرار المكتب التنفيذي، وبدأ بتفريغ المول من المواد والتجهيزات والإشغالات قبل تنفيذ عمليات هدم الطوابق الخمسة بعد مرور سبع سنوات على إشادتها، وحيث تبلغ مساحة كل طابق منها 60 مترا تستوعب مطعما للوجبات والمأكولات.

وكدنا أن نصدق في نهاية هذا الفصل ان القانون سيطبق أيضا على المتنفذين وليس على المستضعفين فقط!

الفصل الأخير: يمكن تسمية هذا الفصل “النهاية السعيدة” وهي بمثابة مفاجأة غير متوقعة كحال معظم الحكايات، فبعد أن أكدت الجهات المسؤولة في محافظة دمشق أن “قرار هدم المول تم اتخاذه وهو واضح وصريح، ولا يمكن تجاوزه”، أعلنت محافظة دمشق انه تم التوصل إلى “حل وإجراء قانوني لتفادي الهدم يصبح بموجبه مول الخمسة الكبار خاضعا لملكية المحافظة، وإيقاف إجراءات الهدم خلال الوقت الراهن”!

وقالت مصادر المحافظة “أن المول سيعود إلى عمله المعتاد، على أن تتوضح آليات العمل فيه قريبا جداً ”!

المهم بالنسبة للمتنفذ أنه “عند تنفيذ المخطط التنظيمي بعد 5 سنوات ستتم أعمال الهدم حينها، لاسيما وأن المول مخالف ويقع ضمن منطقة أملاك عامة”!

السؤال بطبيعة الحال: ماذا سيحدث فعلا خلال أوبعد السنوات الخمسة القادمة؟

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...