آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » نهاية وسقوط مروّع لمنظومة كرة القدم بنادي الجزيرة لهذا الموسم … اجتمعت الأسباب والفشل واحد؟

نهاية وسقوط مروّع لمنظومة كرة القدم بنادي الجزيرة لهذا الموسم … اجتمعت الأسباب والفشل واحد؟

دحام السلطان

 

نهاية مروّعة ومؤلمة أجهزت على منظومة كرة القدم بنادي الجزيرة لهذا الموسم، وبددت آمال حلمها في بقاء كرتها على قيد الحياة لهذا الموسم، وهي التي كانت تُمنّي النفس في الحفاظ على بصيص أمل يضمن بقاء سلتها من دون عنب، أملاً في ثبات فريق الرجال على حاله في نهاية استحقاقه الفائت بين صفوف فرق الظل في الدرجة الأولى، ولكن دون جدوى في الوصول إلى التمسّك والقبض على خيط ذاك المنال، الذي لم تشفع أمنيات الجزراويين في الوصول إليه، قبل أن يسقطوا سقوطاً مدوّياً وهزيلاً ومؤلماً في موقعة حلب، «النكتة» حين هّزم الفريق أمام شرطة حماة بهدفين مقابل هدف واحد، في اليوم السادس من شهر كانون الثاني الماضي، وبه كان مفتاح بوابة العبور القاسية للهبوط الاضطراري إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، وسط أكثر من إشارة استفهام، تأخر الجزراويون في اكتشاف لغز شيفرتها إلى ما بعد اللقاء مباشرة وليس قبل وقوع الفريق في المحظور.

 

وصمة في جبين النادي

 

خسارة الرجال المدويّة آنذاك التي ستظل وصمة عار طويلة الأمد في جبين النادي، لن ينسى الجزراويون وقع سخطها في ذاكرتهم الحزينة بهذه السهولة المتناهية التي كانت كفيلة لأن تكشف الغطاء عن المستور الذي كان بمثابة الصدمة «الكارثة» التي مرت إلى الآن مرور الكرام لدى تجار الكلام وفلاسفة الرياضة ومدّعي الفهم عندنا في الحسكة، ومرت الحادثة وقُيّدت ضد مجهول وكأن شيئاً لم يكن، ولكنها ستظل ذكرى مشؤومة لن تشفع لها كل التبريرات ومسكّناتها، على الرغم من أن بعثة الفريق آنذاك قدّم إليها كل أسباب التفوّق، ولكن دون جدوى في ظل وجود ناس لا تهوى التفوّق وليست من ضمن حساباته، لأنها في الأساس رسمت لنفسها الفشل المخطوط «بالبانط العريض» على صفحات خط مسارها الملتوي والمنحرف، الذي لا أثر له ولا شهرة له، سوى سوء النوايا والتمسك بالفشل وعدم الثقة وفقدان المصداقية والمكاشفة مع الذات.

 

سقوط مركب ومزدوج

 

بعد سقوط فريق الرجال الذين سقوا النادي وأنصاره وعشاقه كأس مرارة الألم والخيبة والانكسار والخذلان، كانت أنظار الجزراويين في ذات الوقت ترنو نحو فريق الشباب الذي يلعب ضمن صفوف الدوري الممتاز، وتسيّره عطايا وهبات المغتربين بالتواصل المباشر مع الكادر المشرف عليه دون المرور إلى عمل إدارة النادي الرسمية، أملاً في أن يكون هذا الفريق مستقبل كرة رجال الجزيرة التي سقطت تباعاً في الموسم الماضي من الدوري الممتاز إلى دوري الأولى، وفي هذا الموسم من دوري الأولى إلى دوري الثانية، والذي كان بدوره «أي فريق الشباب» قد لعب عدة مباريات من ضمن استحقاق فريق الرجال بعد رحيل جميع لاعبي النادي وركضهم خلف المال وطبعاً هذا حقهم، ولكن دون جدوى من جانب الشباب، لاعتبارات كثيرة من ضمنها عاملا العمر والخبرة مع الفرق التي يتنافس الفريق وإياها، وأهمها حالة عدم الثقة والتفاهم وغياب حُسن وبياض النوايا بين كلا الكادرين اللذين كانا يقودان كلتا الفئتين، ووصول التفاهم بينهما إلى طريق مغلق نتيجة لضياع البوصلة الناظمة لعمل كرة القدم في النادي التي أدت إلى هذا السقوط المركب والمزدوج والضياع الكامل والمبرم للمنظومة الكروية برمتها في النادي.

 

حسم الأمور بشجاعة

 

نتيجة، بل لنتائج هذا الكشف الاطلاعي على لعبة كان اسمها كرة القدم في نادي الجزيرة، باتت الأمور واضحة وجلية الآن في نادي الجزيرة وإدارته العتيدة، التي بات عليها لزاماً في أن تحسم أمورها بشكل جدي وتتخذ قراراً صريحاً وجريئاً وشجاعاً لوضع حدٍ لحياة كرة القدم في النادي، التي باتت تحتاج وكوادرها إلى تسريح ونهاية خدمة وغسيل لكل رواسبها ومفرزاتها بشكل كامل بالكلور و«الديتول» وطي هذه الصفحة إلى إشعاراً آخر، ويكفي النادي وأنصاره حرقاً للأعصاب وحبساً وفتحاً للدموع على واقع خاسر ومهزوم لا جدوى منه، لأن أسباب السعادة لا مكان لها في كرة القدم التي تلوّثت من الداخل وباتت تحتاج اليوم إلى تجريف وجرعات علاج لن تجدي نفعاً بالمطلق على الأقل في الوقت الحاضر، وعلى الإدارة أن تُعيد النظر بنفسها وبجسدها الذي هو دون مستوى الطموح المرغوب والمأمول لقيادة ما بقي من أشلاء نادي الجزيرة، ومرفقات ذلك الجسد وتبعاته المقززة، ومن ثم الاهتمام بألعاب أخرى لها أهلها وكوادرها المُبعدة والمُهملة بشكل سليم وصحيح وليس اعتباطياً وعشوائياً، وبها سيكون اسم النادي باقياً، ثم التوجه لتأمين موارد مالية ثابتة من خلال التفكير بمطارح استثمارية جديدة من ضمن ملاك قطعة أرض المنشأة التي يمتلكها النادي، واتخاذ في ذلك ما نص عليه مضمون عقد الاستثمار الأخير الخاص بمسبح تشرين أسوة حسنة ودليل عمل وخريطة طريق للقادم، لأن طرق الاستجداء بوساطة «التسوّل والشحادة» والشيكات المطاطية، لن تلقى آذاناً صاغية عند الجميع كما يتوسّم ويتعشّم البعض، بل هي محصورة بقلة قليلة جداً لا يصل رقمها عدد أصابع اليدين، وهي لن تخدم الرياضة وتدفعها نحو الأمام، ومن أجل وضع حد للأسباب التي أفضت إلى إخفاق واحد.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في رابع الدوري الكروي الممتاز.. هدف واحد لا يكفي، والمفاجآت قادمة … الكرامة ينظر نحو الأمام والبقية تفكر بالنجاح التام

حسب اتحاد كرة القدم تقام مباريات الأسبوع الرابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز في ثلاثة أيام، غداً الجمعة يلعب الكرامة مع الشعلة على ملعب الباسل ...