لطالما اعتبرت نواة التمر مجرد بقايا تُرمى جانباً، إلا أن الدراسات الحديثة كشفت عن كنزٍ دفينٍ فيها، فهي ليست مجرد نواة، بل علاج طبيعي فعال لأكثر من 60 حالة صحية، إذ تحتوي على مركبات قوية تعرف باسم “البروانثوسيانيدين”، وهي مضادات أكسدة قوية تمتلك خصائص علاجية مذهلة، ما يفتح آفاقاً جديدة للاستفادة من هذه الهدية الطبيعية.
فوائد علاجية مذهلة
ووفقاً لرأي خبير في الطب البديل رأفت لبابيدي، والذي بين من خلال حوار مع صحيفتنا “الحرية”، أن بعض الأبحاث أظهرت أن نواة التمر تقدم فوائد علاجية متعددة أبرزها، التهابات المسالك البولية المزمنة خاصة لدى كبار السن، والذين قد لا تستجيب أجسامهم للمضادات الحيوية التقليدية، حيث تمتلك نواة التمر خصائص مطهرة طبيعية تساهم في التخفيف من هذه الالتهابات العنيدة.
أما جرثومة المعدة (الملفوف الحلزوني)، فتعد “قهوة نواة التمر” بمثابة منظف طبيعي للجهاز الهضمي، والتي تساعد في تخفيف أعراض التهاب المعدة والقولون الناتجة عن هذه الجرثومة المستعصية.
من بقايا إلى علاج.. اكتشافات مذهلة في نواة التمر
وبالنسبة لفرط نشاط المثانة أو ما يسمى ب(المثانة العصبية) عندما يعاني الكثير من كبار السن من كثرة التبول الليلي، أوضح لبابيدي، أن فوائد النواة تعمل على تهدئة عضلات المثانة، ما يحسن من جودة النوم ويقلل من هذه المشكلة المزعجة.
وفيما يخص الحساسية المزمنة سواء كانت حساسية طعام أو جلد، أو تنفس، يضيف: إن شرب قهوة نواة التمر بانتظام، يساعد في تهدئة الجهاز المناعي وتقليل ردود الفعل التحسسية المفرطة.
أما داء النقرس وبفضل قدرتها على تقليل إنتاج حمض البوليك، فهي تعمل كبديل طبيعي وآمن للأدوية الشائعة المستخدمة في علاج النقرس.
ما وراء البروانثوسيانيدين
كما يشير لبابيدي إلى أن فوائد نواة التمر لا تقتصر على البروانثوسيانيدين فحسب، فبالإضافة إلى خصائصها المضادة للأكسدة، فهي تحتوي على مركبات أخرى ذات قيمة علاجية عالية، منها: الألياف الغذائية والتي تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتنظيم حركة الأمعاء، والشعور بالشبع، ما قد يساعد في إدارة الوزن.
أما المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، فهي ضرورية أيضاً لصحة القلب والأوعية الدموية وتنظيم ضغط، وبالنسبة للفيتامينات فهي تحتوي على كميات ضئيلة من منها و التي تدعم الصحة العامة، وفيما يخص مركبات الفلافونويد فهي مضادات أكسدة أخرى تساهم في مكافحة الالتهابات وحماية الخلايا من التلف.
وصفة بسيطة
لتحضير “قهوة نواة التمر” والاستفادة من خصائصها العلاجية، بين لبابيدي أنه علينا غسل نواة التمر جيداً وتركها لتجف تماماً لمدة 3 أيام، ثم نحمّص النوى في الفرن حتى تصل إلى لون القهوة الغامق، وبعدها نقوم بطحنها جيداً حتى نحصل على مسحوق ناعم، وأخيراّ نحضرها كما نحضر القهوة العادية، أما عن طريقة استخدامها يضيف: نشرب من 2 – 3 كوب مرات يومياً.
مذاق رائع وفوائد لا تحصى
كما أوضح لبابيدي أن ما يميز قهوة نواة التمر هو مذاقها الشبيه بالقهوة التقليدية، ولكنها خالية تماماً من الكافيين، و هي غنية بالفوائد الصحية التي تعود بالنفع على الجسم..
وختم لبابيدي بأنها كنز من كنوز الطبيعة المتاحة بين أيدينا، لا سيما أن فكرتها تقوم على تحويل ما كان يعتبر مهملًا إلى علاج فعال، يساهم في تحسين الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض.