آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » نوبل الآداب 2025 للمجري لازلو كراسناهوركاي

نوبل الآداب 2025 للمجري لازلو كراسناهوركاي

 

منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب للروائي وكاتب السيناريو المجري لازلو كراسناهوركاي “لنتاجه الأدبي الآسر والرؤيوي الذي، في قلب الرعب المروّع، يعيد تأكيد قوّة الفن”.

 

طوال أربعة عقود، مزج كراسناهوركاي بين الرهبة الميتافيزيقية وإيمان صارم، يكاد يكون طقسياً، بالشكل الأدبي، عبر جُمله الطويلة التي تمتدّ على صفحات كاملة، حتى باتت كتاباته تشبه الوحي الخارج من بين الأنقاض.

 

وُلد كراسناهوركاي عام 1954 في بلدة غيولا الحدودية الصغيرة جنوب شرق المجر، قرب الحدود الرومانية. درس القانون في سجد وبودابست، قبل أن يتفرغ للأدب في جامعة أوتفوش لوراند. في مطلع الثمانينيات، عمل في دار النشر الحكومية “غوندولات”، وهناك صقل نثره المميّز الذي سيُحدث لاحقاً تحوّلاً عميقاً في الأدب المجري. وقد شكّل عمله الروائي الأول “ساتانتانغو” (Sátántangó) عام 1985 نقطة انطلاقه الكبرى: رواية تنبؤية تستكشف مزرعة جماعية مهجورة، تحوّلت إلى حدث أدبي في المجر، ثم إلى مصدر شهرته العالمية بعد ترجمتها. ولم يكن عبثاً أن تبدأ الأكاديمية السويدية سيرته من هذا العمل، مشيرةً إلى أنّه يمكن لمكان هامشي أن يصبح حاضنة لأدب عالمي.

 

 

في اللغة الإنكليزية، ارتبط صعود كراسناهوركاي ارتباطاً وثيقاً بمترجميه الثلاثة: جورج سيرتيس، أوتيلي مولزِت، وجون باتكي، الذين جعلوا نثره المتدفّق كـ”الحمم الطباعية”، وفق سيرتيس، قابلاً للقراءة من دون تجريده من خصوصيّته. وقد حَمَلَ كتاب “ويستمرّ العالم” (The World Goes On) عام 2017 أسماء المترجمين الثلاثة معاً، فيما تقاسم سيرتيس ومولزت جائزة الترجمة عندما نال كراسناهوركاي “جائزة مان بوكر الدولية” عام 2015 عن مجمل أعماله، بينما فازت ترجمة مولزت لرواية “عودة البارون فينكهايم إلى الوطن” (Baron Wenckheim’s Homecoming) عام 2019 بـ”جائزة الكتاب الوطني الأميركي للأدب المترجم”.

 

في المقلب الآخر، كان للسينما دور في توسيع أثر كراسناهوركاي. فقد شارك مع المخرج بيلا تار في كتابة ثلاثية سينمائية قاتمة بدأت بـ”ساتانتانغو” عام 1994 – وهي تحويل سينمائي مهيب للرواية، يمتد لسبع ساعات ونصف ساعة بالأبيض والأسود – ثم “تناغمات ميركمايستير” عام 2000 – مقتبسة من رواية “حزن المقاومة” – ولاحقاً “حصان تورينو” عام 2011، بسيناريو مشترك مع تار. وتُعدّ هذه الأعمال من أهم المنجزات الراسخة في السينما الأوروبية المعاصرة، وتتماشى لقطاتها وإيقاعها مع أسلوبه الروائي المتمدّد.

 

 

 

نال كراسناهوركاي خلال مسيرته جوائز مرموقة، أبرزها “جائزة كوشوت”، وهي أرفع تكريم ثقافي في المجر، و”جائزة مان بوكر الدولية” 2015، بالإضافة إلى “جائزة الكتاب الوطني الأميركي” 2019 للأدب المترجم. هذه الجوائز، المتوّجة بـ”نوبل”، تُعدّ اعترافاً مؤسساتياً بما أدركه قرّاء كراسناهوركاي والسينيفيليّين، وهو أن صوته الأدبي مشروع متماسك بنى عالماً أدبياً خاصاً، يخاطب القلق الإنساني في أعمق صوره.

 

قد يُغري تصنيفه تحت لافتة “الحداثة الكئيبة”، لكن بيان “نوبل” يشير إلى ما هو أعمق، وهو “إعادة تأكيد قوة الفن”. ففي أعماله تيّار خفيّ من الإنصات للقلق الإنساني والصبر والجمال، يواجه العدمية. وعلى مدى أربعين عاماً، كان كراسناهوركاي يكتب عند الحد الفاصل بين المعنى والتهديد، الظاهر والمرعب، بالإيمان وانهياره. وباختياره، تشير الأكاديمية السويدية إلى أنّ مهمة الأدب اليوم هي التحديق البطيء في العالم المترنّح حتى تتمايز طبقاته وتتكشّف، ليقرّ بأنّ بعضها سيظلّ عصيّاً على الفهم.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الزجل لغة الشعب

    يُقيم «نادي جويا الثقافي الاجتماعي الرياضي» أمسية شعرية زجلية يوم الجمعة 10 تشرين الأول (أكتوبر)، في باحة النادي في بلدة جويا (جنوب لبنان). ...