كافأت جائزة نوبل للسلام للعام 2025 الجمعة زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، “المحرِرة” المرغمة على العيش في الخفاء في بلد تحول إلى “دولة قاسية واستبدادية”، بحسب لجنة نوبل النروجية.
وأعلنت ماتشادو تعليقا على فوزها بالجائزة “إنني ممتنة للغاية باسم شعب فنزويلا، لم نصل إلى هدفنا بعد”، في مكالمة فاجأها بها سكرتير لجنة نوبل كريستيان بيرغ هاربفيكن في وسط الليل.
وتابعت في مقطع مصور لتلقيها الخبر فيما كانت نائمة “إننا نعمل جاهدين للتوصل إلى ذلك، لكنني واثقة من أننا سننتصر”.
وقالت “آمل أنكم تدركون أنها حركة، أنه إنجاز مجتمع بكامله. أن مجرد شخص واحد، لا أستحق هذا بالتأكيد”.
ومن جهته انتقد البيت الأبيض اليوم الجمعة قرار لجنة جائزة نوبل منح جائزة السلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية بدلا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونج في منشور على منصة إكس “سيواصل الرئيس ترامب إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح. فهو يملك قلبا محبا للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته الخالصة”.
وأضاف “لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام”.
ومنحت لجنة نوبل النرويجية الجائزة السنوية إلى الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، مشيدة “بالمدافعين الشجعان عن الحرية الذين ينهضون ويقاومون” القيادة الاستبدادية.
وأطلق ترامب حملة مكثفة لنيل الجائزة، وأعلن هذا الأسبوع التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمعتقلين في إطار خطته لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
ولم يُعلق ترامب بعد على قرار نوبل، لكنه نشر صباح اليوم ثلاثة مقاطع فيديو على حسابه في منصة تروث سوشيال لمؤيدين يحتفلون باتفاق غزة.
ويزعم ترامب أنه أنهى ثماني حروب منذ توليه المنصب ويؤكد أنه يستحق نوبل، رغم قوله مؤخرا إنه يتوقع أن يجري تجاهله.
وقال ترامب الشهر الماضي لقادة عسكريين أمريكيين كبار “هل ستحصل على جائزة نوبل؟ قطعا لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئا على الإطلاق”.
وأضاف أن الأمر سيكون “إهانة كبيرة” للولايات المتحدة إذا لم يحصل عليها.
وكان يجب تقديم الترشيحات لجائزة نوبل قبل 31 يناير كانون الثاني لتكون محل بحث لنيل جائزة هذا العام. وعاد ترامب إلى البيت الأبيض لولايته الثانية في 20 يناير كانون الثاني.
وقال رئيس اللجنة يورغن واتنه فريدنس في أوسلو أن ماتشادو “قدمت أحد أكبر الأمثلة الاستثنائية على الشجاعة في النشاط المدني في أميركا اللاتينية خلال الفترة الأخيرة”.
وتابع أنها “كانت شخصية محورية في وحدة المعارضة السياسية التي كانت منقسمة بعمق في السابق، لكنها توصلت إلى توافق للمطالبة بانتخابات حرة وبحكومة تتمتع بصفة تمثيلية”.
وخاضت ماتشادو العمل السياسي في مطلع العقد الأول من الألفية حين نشطت من أجل تنظيم استفتاء ضد الرئيس آنذاك هوغو تشافيز، فجعلت من سقوط النظام التشافي قضيتها.
وبالرغم من شعبيتها الكبيرة، منعت المهندسة الأم لثلاثة أولاد من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024 التي فاز فيها نيكولاس مادورو، وريث تشافيز في السياسة، بالرغم من احتجاجات المعارضة.
ولم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول كثيرة بفوز مادورو الحاكم منذ 2013، بل تعتبر الفائز إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي حل محل ماتشادو مرشحا عن المعارضة عند استبعادها من الاقتراع.
وعلق أوروتيا المقيم اليوم في المنفى في إسبانيا، في منشور على إكس أن ماتشادو “تستحق عن جدارة” الجائزة، فيما رأت الأمم المتحدة أن اختيار زعيمة المعارضة “يعكس تطلعات الشعب الفنزويلي إلى انتخابات حرة ونزيهة”.
كذلك رأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في الجائزة “رسالة قوية”.
وقال فريندنس أن “فنزويلا انتقلت من بلد ديموقراطي ومزدهر نسبيا إلى دولة قاسية واستبدادية تعاني أزمة إنسانية واقتصادية”.
وتابع أن “آلة الدولة القمعية موجهة ضد شعبها نفسه. نحو ثمانية ملايين شخص غادروا البلاد. والمعارضة تم إسكاتها بصورة منهجية من خلال التزوير الانتخابي والملاحقات القضائية والسجن”.
وبالرغم من شعبيتها الواسعة، اضطرت ماتشادو إلى العيش في الخفاء في بلد رفضت مغادرته.
– لا نوبل لترامب –
ولم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في الفوز بالجائزة العريقة هذه السنة.
ويردد رجل الأعمال السابق منذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في كانون الثاني/ينير، أنه “يستحق” الجائزة، مؤكدا دوره في وضع حد لثماني حروب، وآخرها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة حيث تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار استنادا إلى خطة طرحها ترامب.
غير أن المراقبين يعتبرون تأكيداته مبالغا فيها إلى حد كبير.
وقال المؤرخ أسلي سفين المتخصص في جائزة نوبل للسلام، متحدثا لوكالة فرانس برس إن ترامب “يكره مادورو”، لافتا إلى أنه “يقصف مراكب الصيد التي يشتبه بأنها تنقل مخدرات، وسيجد بالتالي صعوبة في مهاجمة هذه الجائزة”.
وشنت إدارة ترامب إلى الآن ضربات على أربعة قوارب على الأقل قالت إنها تستخدم لتهريب المخدرات في البحر الكاريبي ، ما أوقع ما لا يقل عن 21 قتيلا بالإجمال، فيما ندد مادورو بـ”عدوان مسلح”.
وسبق أن فازت ماتشادو عام 2024 بجائزة ساخاروف، أرقى جائزة لحقوق الإنسان يمنحها الاتحاد الأوروبي، وبجائزة فاتيسلاف هافيل التي يمنحها مجلس أوروبا.
وجائزة نوبل عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية وشيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1,18 مليون دولار).
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم