أوفد العاهل الاردني الى القاهرة ستة من اعضاء الوزارة البارزين في حكومة المملكة بناء على دعوة من رئيس مجلس الوزراء المصري للتباحث بشان الاتفاق في المرحلة المقبلة على تفعيل بروتوكولات التعاون الثلاثي مابين الاردن ومصر والعراق.
وتهدف هذه الخطوة الى تكثيف الاتصالات بين الدول الثلاث املا فيما يبدو في ان تتم ترجمة الافكار التي اقترحها العام الماضي وقبل ازمة الفايروس كورونا الملك عبد الله الثاني على القيادتين في عراق ومصر تحت عنوان التكامل والتعاون في الاطار الاستثماري والتجاري وفي القطاعات الحدودية بهدف الوصول الى نوع من انواع التكامل الانتاجي الاقتصادي.
ويبدو ان اكبر وفد وزاري اردني وصل مصر وشارك في اجتماعات ثلاثية دعا لها الجانب المصري دون ان تتضح بعد اجندة هذه الاجتماعات الا في سياق العمل وبقرار وبضوء اخضر سياسي من البلدان الثلاثة باتجاه تفعيل بروتوكولات تم الاتفاق عليها سابقا.
وضم الوفد الوزاري الاردني وهو الاكبر الذي يغادر في مهمة وزارية جديدة جماعية منذ اندلاع ازمة الفايروس كورونا وزراء صحة والنقل والعمل والتجارة والصناعة والعدل في الاردن ويبدو ان وفدا وزاريا عراقيا في طريقه للقاهرة ايضا وستنضم الوفود مع الخبراء في الوزارة المصرية للبحث في العديد من الملفات قيد النقاش ما يسمى بالتكامل الثلاثي.
ومن المرجح ان وجود وزراء في الزراعة والنقل تحديدا له علاقة بالمشاريع التي يحاول الاردن اقناع العراق ومصر بها على صعيد التكامل الغذائي او الاتفاق على تحويل المنطقة الى مركز ضمان وامن غذائي بسبب تداعيات الفايروس كورونا وتفعيل التعاون في القطاعات الزراعية وفيما يخص وزراء النقل لا بد من الاشارة الى ان اللقاءات الثلاثية تعمل على نوع من انواع توحيد انماط التجارة والتبادل التجاري حيث البضائع من مصر وعبر البحر الاحمر “نويبع” الى مدينة العقبة ثم الى ميناء البصرة عبر الشاحنات البرية الاردنية والعراقية.
وتعتبر هذه البروتوكولات بين ست وزارات على الاقل في البلدان الثلاثة بؤرة العمل التكتيكي والاجرائي المتعلق بسعي الاردن لعلاقة ثلاثية متكاملة و ناضجة في ظل مرحلة التطبيع الابراهيمي والافاق التي ستقود اليها على صعيد التعاون الاقتصادي تحديدا والاستثماري بين دول من بينها الامارات والبحرين وبين الكيان الاسرائيلي ويبدولافتا للمراقبين ان الترتيبات الثلاثية هنا لا تضم دول المحور السعودي.
وبدا واضحا ان اجتماعات القاهرة الوزارية الثلاثية حظيت باضواء خضراء سياسية رفيعة المستوى لان مجلس الوزراء العراقي اعلن بالتزامن مع انعقاد هذه الاجتماعات عن عقد لقاء قمة اردني عراقي مصري في بغداد في الربع الاول من العام المقبل ويبدو ان هذا اللقاء سيجمع زعماء البلدان الثلاثة لتفعيل سلسلة من الاتفاقيات التي يعمل الوزراء في كل من بغداد وعمان والقاهرة على انضاجها حاليا.
وليس سرا ان الاردن يريد ان يؤطر التعاون في مجال الفايروس كورونا وفي المجال الصحي ايضا مع كل من مصر والعراق خصوصا وان صناعات الادوية والمستلزمات الطبية يبدو انها واعدة في الحانب الاردني فيما يحتاجها السوق المصري والعراقي على امل ان يتمكن الاردن من توقيع اتفاقيات تنعش الصناعات المستلزمات الطبية والصحية وهو امر تحدث عنه الملك عبد الله الثاني طوال الوقت وعدة مرات في غضون الاسابيع والاشهر الماضية.
وعقدت الاجتماعات الثلاثية بسرعة فعلا في القاهرة وبدا لافتا للنظر ان وزير الزراعة الاردني النشط محمد داودية اقترح على الطرفين المصري والعراقي في هذه الاجتماعات اطر محددة للتعاون المشترك ترجمة لمخرجات قمة عمان السياسية في شهر اب الماضي التي جمعت الملك عبد الله الثاني بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظميز
ويبدو ان الجانب الاردني سيقترح على العراق ومصر التكامل في القطاع الزراعي ايضا وفي اطار مشروع طموح لتحويل الاردن الى مركز لصناعات الامن الغذائي وصناعات تعليب الغذاء وانتاج الغذاء والتوسع في القطاعات الصناعية على امل التمكن من تحقيق وافر من الانتاج للبلدان الثلاثة وايضا على امل المساهمة في تصدير البضائع في منتجات الصناعات الغذائية والطبية لاحقا الى دول الجوار والى دول اوروبا وغيرها من الدول في العالم.
وعلمت “راي اليوم” في السياق ان لجان فنية ثلاثية اتفق الوزراء مساء او بعد ظهر السبت في الدول الثلاثة على تشكيلها لمتابعة البروتوكولات على المستوى الامناء العامين والخبراء الفنيين في كل الوزارات المعنية في القطاعات التي تم بحثها وهي التجارة والصحة والزراعة والنقل بصورة اساسية وبتوجيهات من القيادة في البلدان الثلاثة.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 13/12/2020