أبدى ضابط مهندس في جيش الاحتلال الإسرائيلي اندهاشه من النطاق الواسع للأنفاق التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خلال الحرب الدائرة هناك.
وتحدث الضابط الإسرائيلي لمجلة “نيوزويك” الأميركية قائلا “كنا نعلم أننا سنرى ما توقعناه، لكنني لم أتوقع أن تكون هذه الأنفاق بهذه المتانة، مما يعني أن هناك الكثير من الخرسانة والسلالم، والكثير من التقاطعات في هذه الأنفاق”.
وأضاف “بالطبع، نحن لا ندخل عادة (في تلك الأنفاق)، لكننا نستكشفها ونراها، ولهذا فإن الأمر بدا مفاجئا حقا”.
وتابع الضابط “اعتقدت أن (الأنفاق) ستكون بدائية أكثر بعض الشيء، لكنها متطورة بالفعل”.
وأشارت نيوزويك، في تقرير للكاتب المختص بشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية توم أوكونور، إلى أن تلك الأنفاق تعد عنصرا أساسيا في إستراتيجية حماس العسكرية، وهدفا رئيسيا للجيش الإسرائيلي على مدى صراع مثقل بالكثير من عدم اليقين لكلا الجانبين.
ولطالما كان معروفا عن قطاع غزة أنه يضم شبكات مترامية، يعود تاريخها إلى ما يقرب من 4 عقود من الاحتلال الإسرائيلي. وعندما تولت حركة حماس السلطة في عام 2007 بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وفوزها بالانتخابات التي جرت هناك، توسعت تلك الشبكات بشكل كبير، وفق المجلة.
ووصف الضابط الإسرائيلي -الذي لم تذكر نيوزويك اسمه- تلك الشبكات بأنها “شريان الحياة” لغزة. وقال “عندما كانت إسرائيل تسيطر على قطاع غزة، نفذنا عمليات ضد أنفاق التهريب هذه، ولم تكن السلع عسكرية فحسب، بل سلعا مدنية أيضا، لكن معظمها كانت عسكرية. وبعد مغادرة إسرائيل، أصبحت هذه الأنفاق شريان حياة لهم أكثر فأكثر”.
وتعد تلك الأنفاق -حسب زعم الضابط- “أصولا أساسية” لحماس، وما برحت تشكل تحديا لمحاولات إسرائيل إلحاق هزيمة “ماحقة” بالمقاومة الفلسطينية في الحرب الحالية الأكثر دموية حتى الآن التي تكتنف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 75 عاما.
وأوضح الضابط أن تلك الأنفاق، التي قال إن القوات الإسرائيلية اكتشفت “المئات من فتحاتها”، غالبا ما تخدم أغراضا متعددة، حيث يستخدم بعضها ممرات لوسائل دفاعية وهجومية، وبعضها الآخر لتهريب الأسلحة والسلع الأخرى، كما أن بعضا منها متصل بمراكز مدنية ومستشفيات وعيادات ومساجد، حسب زعمه.
وذكر الضابط المهندس، في حديثه لمجلة نيوزويك، أن “الجيش الإسرائيلي يُفضل تدمير فتحات تلك الأنفاق دون دخولها، وبدلا من استخدام الغارات الجوية أو المتفجرات لتدميرها”.
وقال “نحن ندرك أنه إذا رأينا عدوا، وإذا رأينا شخصا يطلق النار علينا من أحد الأنفاق ثم ركض عائدا، فإن هدفهم هو استدراجنا للدخول إلى النفق ومطاردتهم، لكننا لا نريد أن نجاريهم في لعبتهم، بل نريد أن نلعب لعبتنا”.
وواصل حديثه “لذلك، عادة ما نحاول أولاً قتل العدو بالمتفجرات التي لا تدمر النفق، بل تدمر العدو، ثم نلجأ للمتفجرات الأثقل التي ستدمر النفق نفسه”.
وأردف “لا نعرف حقا عدد الأشخاص الذين قتلناهم، ولكننا نعلم أننا إذا لم نفعل ذلك، فسيهاجموننا مرة أخرى في اليوم التالي”.
وأفادت المجلة في تقريرها بأن الفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة -مثل حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين– تستخدم “حرب الأنفاق” في عملياتها على قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتنسق العديد منها عملياتها علنا مع بعضها بعضا، حتى فيما يتعلق بموضوع الأسرى الإسرائيليين، الذين قال بعضهم إنهم كانوا محتجزين داخل الأنفاق قبل الإفراج عنهم.
وأكد الضابط أن التركيز بعد ذلك سيتحول إلى جنوب قطاع غزة، وهي المنطقة التي يقطنها أكثر من مليون فلسطيني، وطالبهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالجلاء منها في وقت سابق من هذا الشهر، حسب “الجزيرة نت”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم