غم دعوة تقارير إعلامية أميركية إلى المسارعة في سحب القوات الأميركية المحتلة من سورية قبل أن يتحول إخفاق وجودها فيها إلى كارثة بالنسبة لواشنطن، أعلن مسؤول أميركي أن بلاده لن تطبع علاقاتها مع سورية، وهدد بأن بلاده قد تلجأ لفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب جديدة عليها، وكذلك على الدول العربية التي أعادت علاقتها مع دمشق!
وانتقد الكاتب في مجلة «نيوزويك» الأميركية جيف لامار في مقال له فيها، نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس، الوجود العسكري الأميركي غير الشرعي في سورية، مؤكداً أن هذا الوجود الذي اتخذت واشنطن من مكافحة الإرهاب ذريعة له «فشل ويمكن أن يتحول إلى كارثة» بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضح لامار، أن «التدخل العسكري» الأميركي أخفق في تحقيق مآربه المعادية لسورية وعلى واشنطن الآن أن تواجه الواقع إذ إن سورية انتصرت وعلى صناع القرار الأميركيين التعامل مع هذه الحقيقة.
وأشار إلى زيف الخطاب الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب حول الانسحاب من سورية حيث استمر هذا الوجود، مؤكداً أن على الولايات المتحدة المسارعة لسحب قواتها من سورية قبل أن يتحول الفشل إلى كارثة.
وبخلاف التطورات المتلاحقة الإيجابية فيما يتعلق بالملف السوري، تحدث مسؤول أميركي في تصريحات نقلتها صحيفة «فايننشال تايمز» الأميركية، من دون أن يفصح عن اسمه! حسب مواقع إلكترونية معارضة، عن أن بلاده «لن تطبّع علاقاتها مع الدولة السورية، وأنها قد تلجأ لفرض عقوبات جديدة عليها».
وأشار المسؤول، إلى أن بلاده لم تدفع أحداً من الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع سورية، وإنما صدرت تلك القرارات من بعض الدول دون تدخل من الولايات المتحدة الأميركية.
ورجّح، أن تتعرض الدول التي أعادت علاقاتها مع سورية لعقوبات ما يسمى «قانون قيصر»، مشيراً إلى أن واشنطن «فوجئت» بالاتصال الهاتفي الذي جرى مؤخراً بين الرئيس بشار الأسد والملك الأردني عبد اللـه الثاني!
وبدأت دول عربية مؤخراً بالانفتاح على سورية في اعتراف غير مباشر بالقراءة الخاطئة لما جرى من أحداث فيها، حيث أقدم الأردن بعد زيارة علنية قام بها الملك عبد اللـه الثاني في تموز الماضي إلى أميركا التقى خلالها الرئيس جو بايدن، على فتح حدوده على مصراعيها أمام التبادلات التجارية والمسافرين مع سورية، قبل أن يجري الرئيس بشار الأسد اتصالاً هاتفياً مع الملك الأردني عبد اللـه الثاني في 3 من الشهر الجاري، تم خلاله بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وسط تأكيد الملك الأردني دعم بلاده لجهود الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.
كما أجرى الرئيس الأسد الأربعاء الماضي اتصالاً هاتفياً مع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان، تم خلاله الحديث حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ومجالات التعاون الثنائي بين سورية والإمارات والجهود المشتركة لتوسيعها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي سياق الانفتاح على سورية عقدت أيضاً جلسة مباحثات بين وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة مع وزير الطاقة والنفط الإماراتي سهيل المزروعي في 14 من الشهر ذاته على هامش المنتدى الدولي لأسبوع الطاقة الروسي في موسكو، وأعرب المزروعي عن تقييمه العالي للعلاقات بين دولة الإمارات وسورية التي أكد بأنها ستتطور وتتعزز في ظل ما نشهده حالياً من انفتاح في العلاقات العربية-العربية.
وتفرض الولايات المتحدة الأميركية إجراءات قسرية أحادية الجانب على سورية وأبرزها «قانون قيصر» الذي تهدد من خلاله أيضاً جميع الدول التي تحاول أن تعيد علاقاتها معها.
والأربعاء الماضي، تم استهداف قاعدة «التنف» التي أنشأتها قوات الاحتلال الأميركي بريف حمص الشرقي على الحدود السورية العراقية في العام 2014 بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بعدة صواريخ من طائرات مسيرة، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين.
وفي هذا السياق، كشف عضو مجلس النواب العراقي المنحل مختار الموسوي في تصريح نقلته وكالة «المعلومة» أمس، أن واشنطن عمدت إلى نقل جنود لها من الأراضي السورية إلى داخل العراق، وذلك بعد الهجوم على قاعدة «التنف» بالطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يمكن القبول به في ظل وجود اتفاقية على إخراج تلك القوات من العراق.
(سيرياهوم نيوز-نيوزويك-الوطن)