نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقال رأي كتبه مؤرخ ومحلل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، الدكتور ستيفن فيرتهايم، بعنوان “أمريكا لا تقود العالم”.
يقول فيرتهايم، الزميل أول في برنامج فن الحوكمة الأمريكي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، الولايات المتحدة “لا تقود العالم” في الوقت الراهن، حيث تواجه نظيراً نووياً مُستاءً ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته في موسكو، بالإضافة إلى تقارب الصين وإيران وكوريا الشمالية من بعضها البعض، فضلاً عن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الذي اختار فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن “أن يكون تابعاً لا أن يقود”.
ويضيف فيرتهايم أنه “كان من المفترض، بعد أربع سنوات من حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، أن يُعيد جو بايدن الولايات المتحدة إلى موقع القيادة العالمية”.
ويشير الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من نجاح بايدن في الوفاء بالتزاماته: حَشْد حلف شمال الأطلسي للتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا، وتأجيج الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين، ودعم إسرائيل بعد تعرضها للهجوم مع تجنب حرب إقليمية شاملة، وفقاً للعديد من المعايير التقليدية لواشنطن، إلا أن القيادة العالمية تنطوي على ما هو أكثر من دعم الأصدقاء وهزيمة الأعداء.
ويوضح أنه لم يحدث قط خلال العقود التي تلت الحرب الباردة أن بدت الولايات المتحدة أقل قيادة للعالم وأكثر كزعيم فصيل – حيث اقتصر دورها على الدفاع عن جانبها المفضل ضد الخصوم المتحالفين بشكل متزايد، ويراقب الكثير من العالم ويتساءل “لماذا يعتقد الأمريكيون أنهم هم المسؤولون؟”.
وأضاف أن “جزءاً من المشكلة يكمن في ميل الرئيس إلى المبالغة في التعاطف مع شركاء الولايات المتحدة. فقد أذعن لأوكرانيا وسرع المساعدات لإسرائيل حتى مع الشك العلني في خططها الحربية. كما تعهد عدة مرات بالدفاع عن تايوان متجاوزاً التزام الولايات المتحدة الرسمي بتسليحها.
ومع ذلك، وفقاً للكاتب، فإن “غرائز بايدن تعكس خطأ أعمق، استغرق صنعه عقوداً من الزمن. بعد الخروج من الحرب الباردة، خلط صناع السياسات الأمريكيون بين القيادة العالمية والهيمنة العسكرية”.
موضحاً أن “هناك نهجاً أفضل متاحاً، فمن أجل استعادة قيادة العالم، يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر للعالم المتشكك أنها تريد صنع السلام وبناء المرونة، وليس مجرد استنزاف عدو أو دعم حليف.
واختتم مقاله بالإشارة إلى أنه “لن يكون أي من هذا سهلاً بالطبع، فقيادة فصيل واحد فقط من العالم يحوّل الولايات المتحدة إلى تابع متوتر، فهو يضع الأمريكيين بشكل دائم على أعتاب الحرب في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا على حد سواء. والقادة الحقيقيون يعرفون متى يفسحون المجال للآخرين”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم