نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالاً يشير إلى أن الطائرات بدون طيار في العراق، شكّلت تحدياً للقوات الأميركية، مضيفة أن هذه الطائرات هي أكبر من الطائرات المروحية الرباعية المتداولة تجارياً، وأصغر من طائرات MQ-9 Reapers. فيما يلي نص المقال المترجم:
تقوم “المجموعات المدعومة من إيران”، من فصائل المقاومة العراقية، بتنفيذ ضربات بواسطة مسيّرات ضد أهداف أميركية حساسة في العراق، وتنجح في تخطي الدفاعات الأميركية.
إنها طائرات مسيَّرة صغيرة محمَّلة بالمتفجرات، تنقضّ على أهدافها وتُمطرها بالقنابل المباشِرة في هجمات متأخرة من الليل، ولاسيما ضد مواقع الاستخابرات المركزية، ووحدات العمليات الخاصة الأميركية، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وقال مايكل مولروي، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، والضابط المتخصص بسياسة الشرق الأوسط في “البنتاغون” إنه “بفضل التكنولوجيا التي يوفّرها فيلق القدس، أصبحت المسيّرات أكثر تطوراً، وتكلفتها باتت منخفضة نسبياً. وتُعتبر هذه الطائرات أحد أهم التهديدات التي تواجه قواتنا في العراق”.
وقال مسؤول كبير في الأمن القومي العراقي إن الطائرات بدون طيّار شكّلت تحدياً للقوات الأميركية، لكنها كانت مجرد أدوات وليست صلب المشكلة. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المسيّرات هي “وسيلة ضغط”، فإيران في ضائقةٍ اقتصادية. وكلما زاد الخناق عليها، زادت الهجمات.
في المقابل، قال بعض المحللين الأميركيين إن الهجمات تستهدف الآن مستودعات الطائرات، حيث المسيّرات من طراز MQ-9 Reaper وطائرات المراقبة المروحية، في محاولة لتعطيل قدرة الاستطلاع الأميركية، أو شلّها.
وذكر مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة أقامت منظومة دفاعية لمواجهة الصواريخ والمدفعية وأنظمة المورتر في منشآتها العسكرية، لكن الطائرات المسيّرة تحلّق على ارتفاع منخفض للغاية، بحيث لا يمكن لتلك الدفاعات اكتشافها.
وقال حمدي مالك، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، “إن هناك أدلة متزايدة على أن إيران تحاول إنشاء ـ أو أنشأت ـ بعض المجموعات الخاصة، والقادرة على شنّ هجمات عسكرية معقَّدة للغاية ضد المصالح الأميركية”.
من جهته، أشار مايكل بريجينت، من معهد هدسون، وهو ضابط مخابرات أميركي سابق في العراق، إلى أنها “طريقة ناجحة للغاية للهجوم”، بحيث تنطلق من مناطق خارج الوجود العسكري الأميركي في العراق.
وأضاف بريجينت أن طبيعة المراقبة عبر الأقمار الصناعية، يمكنها أن تغطي أجزاء أخرى من العراق فقط لفترات محدودة، ولا يمكنها تتبُّع الأهداف المتحركة.
وهذه الطائرات هي أكبر من الطائرات المروحية الرباعية المتداولة تجارياً، وأصغر من طائرات MQ-9 Reapers. ويبلغ طول جناحها 66 قدماً. وقال محللون عسكريون إنها تحمل ما بين 5 و30 كلغ من المتفجرات.
كما أشار المحللون إلى أن هذه التكنولوجيا تشبه، إلى حد بعيد، ما تنقله إيران إلى الحوثيين في اليمن، لشنّ هجمات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. (الميادين)
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم