حثت افتتاحية صحيفة “نيويورك تايمز “ الدول الأوروبية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إصدار بيان عاجل يدين اغتيال رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زادة، وضرورة وصفه بأنه “غير قانوني بحسب القانون الدولي ويضُر بمسألة الحد من انتشار الأسلحة”.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو قررا تنفيذ “استراتيجية الأرض المحروقة” لحرمان إدارة بايدن المقبلة من “العودة للديبلوماسية والاتفاق النووي”.
ولفتت إلى مسار الأحداث منذ زيارة بومبيو لتل أبيب “وامتناع الإدارة الأميركية عن إدانة الاغتيال”.
يأتي ذلك بعدما كان الاتحاد الأوروبي دان أمس اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، بهجوم مسلّح استهدف سيارته قرب العاصمة طهران، أمس الجمعة، واصفاً العمل بـ “الإجرامي”، وداعياً إلى “ضبط النفس وتجنب تصعيد التوترات”.
وأصدر مكتب الناطق الرسمي باسم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي بياناً قال فيه “قتل في يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر مسؤول في الحكومة الإيرانية مع عدد آخر في هجوم مسلّح”، معتبراً العمل بأنه “إجرامي ويتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي في مجال احترام حقوق الإنسان”.
وتابعت “نيويورك تايمز ” أنه “يبدو أن “إسرائيل” وإدارة ترامب يخشيان من أن تسعى إدارة بايدن إلى عودة سريعة للاتفاق النووي، مما قد ينعش الاقتصاد الإيراني المتعثر ويجعل من الصعب احتواء نفوذها في الشرق الأوسط، لذا فإن قتل فخري زادة يجعل الأمر أكثر صعوبة”.
كما أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن “الحكومة الإسرائيلية، كعادتها، لم تتحمل مسؤولية الاغتيال، لكن العديد من التقارير المنشورة – والطريقة الجريئة التي قتل بها فخري زادة – تشير بقوة إلى عملاء الموساد. من جانبها، ربما تكون إدارة ترامب قد علمت أو لم تكن على علم بالمؤامرة مسبقًا، لكن مايك بومبيو، وزير الخارجية، كان في “إسرائيل” مؤخرًا، ولم تدن الإدارة عملية القتل حتى الآن”.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، يوم الجمعة، “استشهاد رئيس منظمة البحث والتطوير في الوزارة محسن فخري زادة”.
ووفقاً لوكالة “فارس” فإنه “قُتل 3 أو 4 عناصر إرهابية خلال اشتباك أثناء محاولة الاغتيال”، وأشارت الوكالة إلى أن “العالم فخري زادة تعرض لعملية اغتيال بتفجير وإطلاق نار في ابسرد بمنطقة دماوند قرب طهران”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة، عن 3 مسؤولين استخباراتيين، تأكيدهم أن “إسرائيل” تقف خلف اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة.
ووفق الإعلام الإسرائيلي فإن “نتنياهو ذكر فخري زادة بالاسم علناً عام 2018، بعد كشف صورته في المؤتمر الصحافي” الذي أعلن فيه عن مزاعم “سرقة الأرشيف النووي الإيراني”.
هذا ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو تلميحه، الجمعة، إلى “مشاركة إسرائيلية محتملة باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة”.
نتنياهو قال “قمت بالكثير من الأمور هذا الأسبوع ولا أستطيع التكلم عنها جميعها”، فيما أشار المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية يوسي كوبرفسر، إلى أن “فخري زادة هو سليماني البرنامج النووي”.
وتابع كوبرفسر: “حادث من هذا النوع يمكن أن تنفذه إسرائيل والولايات المتحدة فقط”.
هذا وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نشر تغريدة صحافي إسرائيلي حول اغتيال رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زادة.
وجاء في مضمون التغريدة أنّ “فخري زادة كان رئيس البرنامج العسكري السري لإيران وكان مطلوباً لسنوات عديدة من قبل الموساد. وفاته ضربة نفسية ومهنية كبيرة لإيران”، على حد قوله.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت إنه “يُفهم من تغريدة ترامب ان اغتيال زادة هو عمل مشترك أميركي إسرائيلي”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين29-11-2020)