نشرت هيئة تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية السبت، مقال رأي وصفت فيه حكومة بنيامين نتنياهو بأنها “تشكل خطرا على مستقبل إسرائيل”.
وأشارت الصحيفة في المقال الذي حمل عنوان “مثل الديمقراطية في دولة يهودية في خطر”، إلى أن “الحكومة اليمينية المتطرفة التي ستتولى السلطة قريبا، بقيادة بنيامين نتنياهو، تمثل اختلافا نوعيا ومثيرا للقلق عن جميع الحكومات الأخرى في تاريخ إسرائيل”.
وأضافت: “في حين أن نتنياهو يحظى بوضوح بدعم الناخبين الإسرائيليين، إلا أن انتصار ائتلافه كان ضيقا ولا يمكن اعتباره تفويضا واسعا لتقديم تنازلات للأحزاب الدينية المتطرفة والقومية”، محذرة من أن “حكومة نتنياهو تشكل تهديدا كبيرا لمستقبل إسرائيل وتوجهها وأمنها وحتى لفكرة موطن يهودي”.
واعتبرت افتتاحية الصحيفة أن وضع الحكومة الإسرائيلية المقبلة يجعل من المستحيل عسكريا وسياسيا، الوصول إلى حل الدولتين، داعية الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن إلى فعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون في إسرائيل.
وأشارت إلى أن “عودة نتنياهو كرئيس للوزراء، بعد عام ونصف من إطاحته من منصبه، لا يمكن فصله عن قضايا الفساد التي تلاحقه، لافتة إلى أنه يفعل الآن كل ما في وسعه للبقاء في السلطة من خلال تلبية مطالب العناصر الأكثر تطرفا في السياسة الإسرائيلية.
وأوضحت أن الحكومة المقبلة التي ستتشكل من الأحزاب اليمينية المتطرفة، تدعو إلى توسيع وشرعنة المستوطنات بطريقة تجعل قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية أمرا مستحيلا، كما تدعو إلى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، وهو عمل ينذر بإثارة جولة جديدة من العنف والتصعيد، إلى جانب تقويض سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية، ومنح الكنيست إمكانية فعل ما يشاء مع تهميش للقضاء.
وتابعت الصحيفة: “هذه التحركات مقلقة، وعلى قادة أمريكا أن يقولوا ذلك. كان الرد الرئيسي لإدارة بايدن حتى الآن هو خطاب حذر من وزير الخارجية أنطوني بلينكين الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة سوف تتعامل مع السياسات الإسرائيلية، وليس الأفراد”.
ولفتت إلى أن “الحكومة التي توشك على تولي المسؤولية، ليست مجرد تكرار آخر للتحالفات غير المستقرة والمتغيرة التي أعقبت الانتخابات الأربعة الماضية غير الحاسمة. هذه الائتلافات، مثل العديد من قبلها، غالبا ما تضمنت أحزابا دينية أو قومية هامشية، لكنها عادة ما كانت تحت المراقبة من قبل الأحزاب السياسية الأكثر اعتدالا أو حتى من قبل نتنياهو على مدى السنوات الخمس عشرة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء”.
وحذرت الصحيفة من أن “كل هذا مهدد الآن. تتمتع الأحزاب اليمينية بأغلبية مطلقة في الكنيست، ونتنياهو، الذي يأمل في أن تنقذه الحكومة الجديدة من المحاكمة ومن السجن المحتمل، تحت سلطتهم”.
وتابعت: “هذا ليس مجرد تحول مخيب للآمال لحليف قديم. لطالما كانت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة علاقة تتجاوز التعريفات التقليدية للتحالف العسكري أو الصداقة الدبلوماسية. لقد صاغت مجموعة من القيم المشتركة الراسخة روابط قوية ومتشعبة.. يعكس دعم أمريكا لإسرائيل احترام بلدينا للمثل الديمقراطية. ويجب على الرئيس بايدن والسيد نتنياهو بذل كل ما في وسعهما لإعادة تأكيد هذا الالتزام”.
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم