اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن خطوة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، وقفه بعض مبيعات الأسلحة للكيان الإسرائيلي، أثناء حملته السياسية في ولاية ويسكونسن قبل الانتخابات الرئاسية، «مؤسفة»، لأنها تسببت بصرف الانتباه عن التأكيد بأن أخطر زعيم يهدّد إسرائيل ليس بايدن بل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وكشفت الصحيفة، وفق كاتب المقال توماس فريدمان، أنه بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب على غزة، وفي ظل الإخفاق في تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة، فإن سياسات نتنياهو لم ولن تنتج «نصراً مستداماً» في غزة، وقال فريدمان: «سياسات نتنياهو تقوّض احتياجات وأهداف الولايات المتحدة الإستراتيجية الأوسع في الشرق الأوسط، وتعرّض يهود العالم للخطر».
وتابعت «نيويورك تايمز»، في هذا الشأن، فإن سياسات نتنياهو لا يمكن لها أيضاً أن تحمي إسرائيل ممّا وصفه فريدمان بـ«التهديد الوجودي»، وهو إيران، وأشارت إلى أن نتنياهو أقنع قيادة جيشه والإسرائيليين بخوض هذه الحرب في غزة لـ7 أشهر، من دون أي خطة للخروج وتعزيز أي نصر عسكري تم تحقيقه.
وأضافت الصحيفة: إنّه، في اليوم التالي لأي انتصار للمقاومة الفلسطينية، إما أن تغادر «إسرائيل غزة، ما يعني أن حركة حماس ستواصل وجودها في القطاع»، وإما ستكون قوات الاحتلال «محاصرةً في قطاع غزّة» ما سيشكّل إرهاقاً لـ«تل أبيب»، على أكثر من صعيد ولاسيما العسكري والاقتصادي.
وعلى ضوء ذلك، بيّنت الصحيفة أن مسؤولي إدارة بايدن، ضغطوا على نتنياهو في حين لم يحصلوا إلا على جواب واحد: «استمر في إرسال الأسلحة إلينا ودافع عنا على المسرح العالمي، وسنفعل ما نريد وما يتوافق مع احتياجاتنا السياسية».
وأكدت «نيويورك تايمز»، أن غرق إسرائيل في غزّة من دون مخرج واضح، يستتنزف احتياطيات الأسلحة الأميركية والتي تستخدمها واشنطن أيضاً في دعم أوكرانيا، ومن الممكن أيضاً، أن تؤدي إلى حرب لا نهاية لها في غزة، «إلى زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، وخاصة الأردن ومصر» وفق الصحيفة.
وأشارت الصحفية إلى أنه في الثالث عشر من نيسان الماضي، شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً مع بعض الدول العربية وبريطانيا وفرنسا، لصدّ الطائرات من دون طيار والصواريخ الـ300، التي أطلقتها إيران على إسرائيل في تلك الليلة، لكن كلّما تعمقت إسرائيل في غزة، فسيصبح من الصعب أكثر فأكثر بالنسبة لبعض الدول العربية، وخاصةً الأردن، أن يُنظر إليها على أنها تدافع عن إسرائيل ضد إيران، وفق «نيويوروك تايمز».
سيرياهوم نيوز٣_الوطن