نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ قرار “إسرائيل” وقف غزو واسع النطاق لقطاع غزة، وإبداله بتوغلات برية محدودة، “يتوافق مع الاقتراحات التي قدّمها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى الإسرائيليين مؤخراً”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من افتقار خطة الغزو الإسرائيلية الأولية إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق”.
وأكد المسؤولون للصحيفة أنّ التوغلات البرية، التي ينفّذها “الجيش” الإسرائيلي في غزة، أصغر حجماً مما وصفه العسكريون الإسرائيليون لأوستن ولغيره من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين.
وأشار مسؤول أميركي، تحدّث إلى “نيويورك تايمز” شرط عدم الكشف عن هويته، إلى وجود “جهود منسَّقة” (مع الإسرائيليين)، بذلها أوستن ومسؤولون آخرون.
واشنطن تقود الحرب الحالية بدلاً من “إسرائيل”
وفي وقت سابق، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ الولايات المتحدة الأميركية “تتولى قيادة الحرب (بدلاً من “إسرائيل”)، وفقاً لمصالحها في المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الدعم الأميركي الوثيق للاحتلال الإسرائيلي “له ثمن”.
وفي تعليقه على مشاركة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اجتماع “كابينت” الحرب المقلّص، خلال زيارته الأراضي المحتلة بُعيْد بدء العدوان على غزة، قال محلل الشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت” إنّ الأمر يُعَدُّ “سيطرةً أميركيةً على إدارة المعركة”.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه المشاركة بأنّها “سابقة من نوعها” لدى الاحتلال، مشيرةً إلى أنّها “تُظهر إلى أي حدّ يشرف الأميركيون على قرارات إسرائيل”.
وبالتزامن مع إعلان “جيش” الاحتلال “توسيع عملياته البرية”، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن 5 مسؤولين أميركيين مطّلعين على المناقشات، قولهم إنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “تحثّ إسرائيل على إعادة التفكير في خططها شنّ هجوم بري كبير على قطاع غزة”.
ووفقاً لهم، فإنّ “مسؤولي الإدارة أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشكّكون بصورة متزايدة في أنّه سيحقق هدف إسرائيل المعلن، والمتمثل بالقضاء على حركة حماس”.
وفيما يتعلّق بالمعوّقات التي سيواجهها “الجيش” الإسرائيلي في حال غزوه قطاع غزة براً، أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنّ هذه التحديات “قد تدفع القادة الإسرائيليين إلى الحدّ من نطاق العمليات العسكرية وحجمها”.
وبحسب المجلة، فإنّ التحدي الأول هو “طبيعة القتال ذاتها”، موضحةً أنّ “غزة مبنية ومكتظة بالسكان. وفي شوارعها الضيقة والمباني المكتظة، يتم تحييد عدد من المزايا التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، في السرعة، والاتصالات، والمراقبة، وقوة النيران بعيدة المدى”. وبناءً عليه، “سيحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تفكيك قواته”، التي ستصبح بعد ذلك عرضةً لمجموعات صغيرة من المقاومين.
ورجّحت أن تكون العمليات في غزة، ذات الطبيعة الحضرية، أصعب كثيراً من العمليات المدمّرة التي خاضها الجيش الأميركي في المناطق الحضرية في الفلوجة العراقية، بينما وصفت القتال في الأنفاق بـ”الكابوس”.
من جهتها، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في وقت سابق، إلى التحذيرات التي يطلقها خبراء في حرب المدن، من أنّ “الجيش” الإسرائيلي سيواجه “غابةً جهنميةً”، من المباني والألغام والأنفاق المكتظة، في أثناء قتاله المقاومة الفلسطينية.
وصرّح المسؤول الكبير السابق في البنتاغون، ميك مولروي، بأنّ المقاومة الفلسطينية “أصبحت فعّالةً للغاية” في القتال في المناطق الحضرية، مُشيراً إلى أنّها “استعدت جيداً لدخول القوات الإسرائيلية”، على رغم تفوّق قوات “الجيش” الإسرائيلي وأسلحته ومعداته على تلك الموجودة لدى المقاومة في قطاع غزّة.
يُذكر أنّ المتحدث باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي أعلن سابقاً أنّ القوات البرية “تعمل على توسعة النشاطات البرية في غزة”، إلا أنّها لم تستطع أن تثبت في مناطق الجهد الرئيس في الشمال الشرقي والشمال الغربي من القطاع، والوسط في البريج.
وتصدّت المقاومة الفلسطينية لمحاولات تقدّم القوات الإسرائيلية وأحبطت الهجوم، على الرغم من تصعيد الاحتلال وتيرة قصفه المناطق الشرقية والشمالية من القطاع، على وجه الخصوص.
بدورها، أكّدت حركة “حماس” فشل الهجوم البري، الذي شنّه الاحتلال على غزّة عبر 3 محاور، مؤكدةً إيقاع جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح، وتم نقلهم عبر المروحيات.
وقالت الحركة، في بيانٍ، إنّ العدو “وقع في كمائن أعدّتها المقاومة الفلسطينية”، مشيرةً إلى أنّ المقاومين استخدموا صواريخ من نوع “كورنيت” وقذائف من نوع “ياسين” في صدّ الهجوم.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم