وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن نتائج إدخال “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في التظاهرات التي حصلت في “تل أبيب”، وتقول إن الأوضاع في “إسرائيل” لا تسير على ما يرام.
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مقالاً للكاتب والمحلل في الشؤون الاقتصادية سامي بيرتس، يتحدث عن تفكك ما يسمى بـ”جيش” الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الأحداث الأخيرة التي تعيشها “إسرائيل”.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
“إسرائيل” تسير نحو صِدام داخلي قاس وكثير الإصابات. بنيامين نتنياهو لا ينوي وقف عملية التشريع أو تخفيفها. إنه مدفوع بالحاجة إلى تقديم إنجاز لمعسكره وضمان استقرار حكومته لأشهر طويلة، يدفع فيها بقية أجزاء الانقلاب. كل خطر آخر – أمني، اقتصادي، دبلوماسي، اجتماعي – يُزاح حالياً جانباً لصالح الأجندة التي تدير نتنياهو: “أولاً ننتصر، ثم نقوم بحصر أضرار”.
إنها مقامرة هائلة، والخطر الفوري هو على جيش الشعب – أي الجزء الذي يخدم (عسكرياً) في الشعب. إعلان احتياطيين في وحدات حساسة، خصوصاً في سلاح الجو، عن عدم التطوع للاحتياط، يزداد. بعض المقاومة علني، وبعضها رمادي – طيارون يبلغون قادتهم أنّهم لا يستطيعون الحضور إلى الاحتياط لأنه “لدي موعد مع طبيب الأسنان”، وكلهم يفهمون الأمر سريعاً. إنهم يبثون إشارات عن نواياهم على أمل أن يتوقف التشريع، وإذا لم يحدث هذا فسوف يرفضون التطوع. الأعداد تكبُر يومياً، والتماسك تضرر وهناك خشية من أن يتمدد هذا إلى “الجيش” الدائم.
الفجوة بين الحساسية التي يدير بها نتنياهو ويوآف غالانت مخاطر حيال حزب الله وبين الطريقة التي يديران بها الخطر على المجتمع الإسرائيلي وعلى “الجيش” الإسرائيلي، لا تُعقل. الإذعان للطيارين إشكالي، لكن من حوّلهم إلى لاعبين مركزيين في هذا الحدث هو نتنياهو. لقد تجاهل مئات آلاف الإسرائيليين منذ 28 أسبوعاً على التوالي ضد الانقلاب على النظام. استهزأ بالاقتصاديين، بجماعة الهايتك، برجال الأعمال، بالتربويين، بالأطباء وبكل بقية أصحاب الاختصاصات. وهكذا حوّل الطيارين وأصحاب وظائف أخرى وحاسمة في “الجيش” إلى الكابح الأخير.
إذا تفكك الجيش، هذا سيكون أولاً على رأسه وعلى رأس غالانت، لكن لديهم شركاء في المسؤولية: رئيس قطاع الأعمال ورئيس الهستدروت، وكل من يفهم أن الحكومة تقودنا إلى خراب ولا يفعل شيئاً من أجل كبحها.
المجتمع المدني أزهر في نصف السنة الأخير قدرة مثيرة للانطباع في التظاهرات وأيام التشويش. هذا لم يكفِ لوقف الحكومة. إنه صراع قوة تخوضه ضد الدولة ومؤسساتها، ومن أجل كبحها مطلوب المزيد من القوة. المعارضة في الكنيست ضعيفة، وقطاع الأعمال يتلعثم.
تشاؤم رجال الأعمال، منظمات العمال وجهات أخرى في المجتمع المدني، لم يُبقِ خياراً للاحتياطيين. إنهم يفهمون جيداً آثار إضعاف الجهاز القضائي وتطرف حكومة نتنياهو. هم من سيضطرون لخدمة حكومة متطرفة، مشيحانية (خلاصية) ودينية، تُخصي الرقابة القضائية وتعمل على القضاء على حراس البوابة (مؤسسات الدولة).
مجتمع سليم كان عليه ترك “الجيش” خارج الحدث، لكن كون قطاع الأعمال يحرص أساساً على أرباحه والهستدروت تهتم أساساً بأعضائها، من الواضح للاحتياطيين انهم ليسوا لوحدهم في القصة. عندما يقول بار دافيد أنه لن يُضرب الاقتصاد “فقط بسبب مبرر المعقولية”، الرسالة إلى الاحتجاج هي: تدبّروا أموركم من دوننا. في قطاع الأعمال وفي الهستدروت يقولون إنهم “خائفون على الجيش الإسرائيلي”، لكنهم بقوا سلبيين. لو كانوا قلقين فعلاً، لكان عليهم أن يقولوا للاحتياطيين: اجلسوا جانباً، نحن سنستخدم القوة المطلوبة من أجل وقف الانقلاب. لكن ليسوا في القصة.
سيرياهوم نيوز 1-الميادين