نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلا للكاتبة نوا لاندو بعنوان “الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل على لبنان جعلتها تغرق في نفس الوحل الاستراتيجي”.
وتقول الكاتبة إنه بالنسبة لمعظم مواطني إسرائيل الذين استيقظوا بعد إحباط هجوم حزب الله الصاروخي من الشمال، كان الصباح به من التوتر الكثير، حيث أصدرت قيادة الجبهة الداخلية للجيش تعليمات طارئة في جميع أنحاء البلاد، لكن الأجواء العامة كانت تنم عن نجاح عسكري.
وعلى الرغم مما وصفتها الكاتبة بـ”النغمة الاحتفالية” للجيش الإسرائيلي، إلا أن حزب الله لا يزال يشكل تهديداً لشمال إسرائيل، تماماً كما كان ليلة السبت، ولا تزال المنطقة خالية تماماً كما كانت طيلة الأشهر العشرة الماضية، في إشارة من الكاتبة إلى عدم عودة سكان الشمال إلى بيوتهم.
وأوضحت الكاتبة أن منطقة تل أبيب عادت إلى العمل كالمعتاد بسرعة كبيرة، وأن بورصة تل أبيب سجلت مكاسب عندما فتحت أبوابها، ومع ذلك، فإن رؤساء البلديات والمجالس المحلية في الشمال كانوا غاضبين من الحكومة، حيث أكد لهم هجوم الأحد أن الدولة “عاجزة” عن إزالة التهديد المستمر لمنطقتهم، وأنها لم تجعل حزب الله “يستسلم” على الإطلاق.
وثمّنت الكاتبة منع الهجوم المخطط له على أهداف في وسط إسرائيل، واصفة إياه بأنه “إنجاز عسكري تكتيكي مثير للإعجاب” لكنه في الوقت ذاته “محدود” بالنسبة لإسرائيل.
وتؤكد الكاتبة على ضرورة أن تعمل إسرائيل على التوصل إلى صفقة دبلوماسية شاملة لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب في قطاع غزة، “كي تنتشل نفسها من الوحل الإقليمي الأوسع نطاقاً”.
وترى الكاتبة أن المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليست سوى “الخطوة الأولى نحو الحل” الذي يضمن عودة الهدوء على الحدود الشمالية، ما سيفتح الباب أمام الطريق الدبلوماسي المطلوب للتعامل مع حزب الله.
وتستعين الكاتبة بما قاله المعلق في هآرتس في باريل في الأسابيع الأخيرة، عن أن حزب الله لا ينوي حتى بعد التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة نزع سلاحه على الفور أو الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني. وبالتالي، سوف تظل إسرائيل في حاجة إلى اتخاذ خطوة، سواء عملية أو رمزية، للسماح بعودة مواطنيها إلى الشمال الذي يواجه تهديدات، بحسب المقال.
وتقول الكاتبة إن المسؤولين الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يرون أن الحل الدبلوماسي للتصعيد في الشمال يجتذب اهتماماً إسرائيلياً أقل بكثير من الاتفاق المحتمل بشأن غزة، ومع ذلك فإن هذا التصعيد يسبب قلقا كبيرا للمجتمع الدولي خلف الكواليس.
وتطرح الكاتبة تساؤلات كثيرة ما زالت مفتوحة عن مدى إمكان ردع حزب الله، وعن الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان وجيشه وعن الوضع الإشكالي لقوات اليونيفيل.
وتختتم الكاتبة مقالها مؤكدة على الحل الدبلوماسي، قائلة إنه على الرغم من مزاعم الساسة الشعبويين في الحكومة اليمينية دائماً أن القوة العسكرية “أخضعت” الجانب الآخر، إلا أن أي جولة من التصعيد الإقليمي لم تنتهِ إلا بتفاهمات دبلوماسية، بوساطة لاعبين دوليين.
“وسواء اعترفت حكومة نتنياهو بذلك أم لا، فإن هذا سيكون الحل الوحيد للتصعيد الحالي في الشمال أيضا”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم