تسأل “النهار” المصادر عن إرسال إسرائيل السلاح إلى السويداء.
لم تُستثن السويداء من المشهدية العسكرية الاستثنائية التي شهدها الجنوب السوري ليل الأربعاء، وفي ظل التوغلات والإنزالات التي حصلت في القنيطرة وريف دمشق الغربي. فقد هبطت مروحيات إسرائيلية في السويداء، ما فتح الباب على أسئلة كثيرة حول الهدف من هذا الهبوط وتداعياته، خصوصاً أنه استبق اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الهيئة الروحية الدرزية في إسرائيل موفق طريف.
مصادر في السويداء تتحدّث عن الهبوط الذي حصل وتؤكّده، وتقول إنه يتكرّر كل فترة، وتشدّد المصادر على وجوب التمييز بين إسقاط المساعدات وهبوط المروحيات، فتشير إلى أن الهبوط عادة كان يحصل لنقل جرحى من السويداء إلى إسرائيل لعلاجهم، وأعدادهم قليلة، فيما إسقاط المساعدات يحصل جواً من دون الهبوط، مع ضرورة الإشارة إلى أن كمّيات المساعدات ضئيلة وفق المصادر.
لا تعرف المصادر هدف هبوط المروحيات ليل الأربعاء في السويداء، لكنها تقول إن التبعات سلبية وتصعيدية، خصوصاً أن سياقها يتزامن مع الهجمات على القنيطرة ودمشق، فرسم الهبوط صورة وكأن إسرائيل تهاجم السلطات السورية وتهبط في السويداء، فتربط الأخيرة بالاشتباك الحاصل دون أن تكون السويداء مشاركة فيه، وتعمّق الشرخ بين الدروز والسنّة.
إلى ذلك، تتحدّث المصادر عن المساعدات التي ترميها إسرائيل في السويداء، وتقول إن مروحيات رمت يوم الثلاثاء 220 سلّة غذائية فقط لأكثر من 100 ألف نازح، وهو رقم قليل جداً، ولا يقارن بأرقام المساعدات القادمة من الهلال الأحمر السوري، لكن التغطية الإعلامية الإسرائيلية والبروباغندا الحاصلة تضخّم من حجم المساعدة الإسرائيلية للمحافظة الدرزية.
وتسأل “النهار” المصادر عن إرسال إسرائيل السلاح إلى السويداء، فتقول المصادر إنه في آخر مرّة رمت إسرائيل سلاحاً كان عبارة عن 30 بندقية قنّاصة لكن دون مناظير ولا مخازن رصاص، وبالتالي هي ماكينات لا يمكن استخدامها. وتعود المصادر إلى البروباغندا التي تقودها إسرائيل والتي تشير بموجبها إلى أنها تمد السويداء بالسلاح والغذاء، لكنها “لا ترسل إلّا الفتات”، وفق تعبير المصادر.
يتحدّث المصدر عن واقع إنساني “مأسوي” في مراكز الإيواء في السويداء، ويصف مشاهداته، ويشير إلى امرأة حامل رصدها وهي تشرب كميات كبيرة من المياه لتتفادى شعور الجوع، لأنه لا مواد غذائية كافية.
وفي سياق إرسال المساعدات، المستجد الذي وجب الحديث عنه كان فتح طريق دمشق – السويداء المقفل منذ أحداث تمّوز الماضي بعد تأمينه. ووفق مصدر آخر، فإن الطريق هو بديل لممر بصرى الشام الذي تمر من خلاله المساعدات، وحيث تشكّل العشائر ضغطاً على مرور القافلات وتحاول استهدافها، وهو أيضاً محاولة سورية لتأمين الممرات والمساعدات وقطع الطريق على أي ممر من إسرائيل.
إلى ذلك، عقد نتنياهو اجتماعاً مع طريف في الجليل، وكان مضمون الاجتماع مستجدات السويداء وموقف إسرائيل منها، لكن لا معلومات رشحت عن اللقاء وتفاصيله.
