اللاذقية– عبير سمير محمود
تسعى عائلات في اللاذقية إلى «التحايل على المكدوس» واستباق الموسم بحوالي شهر من موعده لإنجاز «المونة» اللازمة قبل استعار الأسعار في عزّ الموسم «أيلول المقبل»، مشيرة إلى أنها خطوة غير محببة تكسر تقاليد صنع هذه الأكلة بعد أن أجبرتهم الظروف الاقتصادية على ذلك.
ربات منازل تحدثن لـ«الوطن» عن صنع المكدوس هذا العام والصعوبات، وتقول أم بسام، إن إعداد المكدوس قبل أوانه قد لا يعطي نتائج المكدوس على أصوله نفسها، لكن استغلال التجار لموسم الباذنجان والفليفلة في شهر أيلول لرفع الأسعار كما فعلوا العام الماضي، جعل عدداً كبيراً من العائلات تقدم على صنع المكدوس في شهر آب وهي ظاهرة غير دارجة لكون هذه الفترة تعرف بفترة صنع دبس البندورة والفليفلة لحاجتها للشمس الحارقة.
من جهتها، قالت سميرة: إن غلاء الأسعار سواء للباذنجان أو الجوز والزيت، جعلها تقنن في صنع المكدوس من 50 كيلو سنوياً إلى 25 كيلو فقط، رغم «عشق أولادها لهذه الأكلة القديمة»، مبينة أن تكلفة المكدوسة تناطح الألف ليرة في حال كانت مصنوعة بحشوة مدعومة، ما يعني أن تكلفة كل مرطبان «قطرميز» مكدوس حجم صغير يكلف حوالي 150 ألف ليرة، ما بين سعر باذنجان 1500 ليرة للكيلو، والثوم 3 آلاف ليرة، وتتجاوز هذا الرقم الفليفلة حسب نوعها، والجوز يتخطى عتبة 45 ألف ليرة للكيلو الواحد، إضافة إلى تكاليف الغاز والزيت، والمادتان حالياً غير متوفرتين إلا في السوق السوداء وأسعارها خيالية.
سيدة أخرى تحدثت عن طرق بديلة لصناعة المكدوس، عبر استعمال النار لسلق الباذنجان وتوفير الغاز دون الاضطرار لاستغلال تجار الأزمات، منوهة بأن هذه الطريقة لا يكمن للجميع اتباعها إن لم يكن من سكان المنازل الريفية، كما اقترحت أن يتم استبدال الجوز بالفستق لكونه أرخص بحوالي 35 ألف ليرة عن كل كيلو إذ لا يتجاوز سعر كيلو الفستق الأخضر 3500 ليرة لتقوم بتشميسه وتيبيسه حتى يصبح صالحاً لصنع المكدوس.
واتفقت معظم السيدات اللواتي التقت بهنّ «الوطن»، على أن العيش وسط هذه الظروف والغلاء المعيشي بات الهم الوحيد من خلال عدم القدرة على توفير وصنع المادة التي نحب بأقل التكاليف ولو كانت بأدنى المواصفات، فلا قدرة أبداً على موازاة النوعية بالمصروف الباهظ وهذا كان زمان!
مصدر في سوق الهال باللاذقية أكد لـ«الوطن»، أن أسعار مكونات المكدوس بالجملة تسجل الفليفلة «قرن غزال» أعلى سعر بحوالي 3 آلاف ليرة للكيلو من النوعية ذات النخب الأول، وبقية الأنخاب تتراوح بين 1600 – 2800 ليرة، وكيلو الثوم بين 2500 – 2700 ليرة، والباذنجان بين 700 – 900 ليرة للكيلو، وهي أسعار جملة تضاف إليها أجور نقل وتكاليف عند مبيعها في السوق العادية، ما يعني أن تكلفة المكدوسة لا يجب أن تتجاوز 400 ليرة كسعر وسطي.
وحول ما يقال عن أن أسعار مكونات المكدوس قد تشهد زيادة قليلة في شهر أيلول مع بداية الموسم، رأى المصدر أنه ليس من المتوقع أن ترتفع الأسعار في الموسم الخريفي على العكس ربما تنخفض لكون زيت الزيتون مبشراً كما نعلم بأن الموسم جيد هذا العام عكس الأعوام السابقة، وهو مادة أساسية إضافة إلى الجوز الذي اقترب موعد نضجه وما يباع حالياً هو جوز قديم مستورد، ونأمل في ألا تكون هناك زيادة على المواد التي يسعى المواطن لتأمينها بأقل التكاليف لصنع هذه الأكلة التقليدية كل عام.
وحسب آخر نشرة تموينية تم تحديد سعر كيلو الباذنجان الزهري نوع أول بسعر 750 ليرة للكيلو، والنوع الثاني بسعر 600 ليرة، كما تم تحديد سعر كيلو الثوم اليابس نخب أول بسعر 2400 ليرة للكيلو الواحد، والنخب الثاني ألفي ليرة، والثالث 1800 ليرة، وسعر الفليفلة الحمراء بأنواعها 2700 ليرة للكيلو، وذلك وفق النشرة التي حملت تاريخ 8/8/2022 والتي تعتبر سارية المفعول حتى صدور نشرة جديدة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن