آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » هجوم صيني وفرنسي عنيف على “اتفاق الغواصات النووية” المثير للجدل وواشنطن تؤكد إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع باريس قبل الإعلان التحالف الجديد مع لندن وكانبيرا

هجوم صيني وفرنسي عنيف على “اتفاق الغواصات النووية” المثير للجدل وواشنطن تؤكد إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع باريس قبل الإعلان التحالف الجديد مع لندن وكانبيرا

أثارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس، غضبا حادا لدى الصين، المنافس العنيد ، وفرنسا، أحد أقرب حلفائها، بشأن اتفاق من شأنه أن يساعد أستراليا على تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية، حسبما أفادت صحيفة لوس أنجليس تايمز .

وأعلن بايدن عن الاتفاق النووي، الذي يشمل المملكة المتحدة أيضا، أول أمس الأربعاء، ما هدد على الفور بتفاقم التوترات مع بكين وربما الإضرار بتحسين العلاقة مع باريس.

فهو يعطي أستراليا تكنولوجيا أمريكية لبناء أسطول من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي هي أكثر تخفيا، ولها مدى أطول وأعمق وأكثر تطورا من الغواصات التقليدية.

واعتبر الاتفاق خطوة رئيسية في تعهد بايدن بتشكيل تحالف كبير للحد من النفوذ الاقتصادي والعسكري للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويشار إلى أن التوترات الأمريكية مع الصين آخذة في الازدياد، وأن احتواء بكين هو أولوية عليا في السياسة الخارجية لإدارة بايدن.

وأعربت بكين الخميس، عن غضبها المتوقع من الاتفاق وانتقدته لتبنيه عقلية الحرب الباردة التي ستؤجج سباق التسلح وتضر بالجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية وتهدد السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان إن الولايات المتحدة وبريطانيا “تستخدمان الصادرات النووية كأدوات في ألاعيب جيوسياسية وتطبقان معايير مزدوجة وهو أمر غير مسؤول إلى حد كبير”. ودعا الدولتين إضافة إلى أستراليا إلى ” التخلص من عقلية الحرب الباردة والقيام بالمزيد للإسهام في السلام والاستقرار ” .

ورد مسؤولون في الإدارة الأمريكية بعد ظهر الخميس، بأن الاتفاق الدفاعي لا يستهدف بكين رغم أن معظم الخبراء رأوا الصين بشكل جلي هي المستهدفة على خلفية القرار.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي انضم إليه وزير الدفاع لويد أوستن ونظيريهما الأستراليان “إنه لا يستهدف أي دولة… إنه لا يهدف بالتأكيد إلى كبح جماح أي شخص. إنه يتعلق بالتمسك بالنظام الدولي القائم على القواعد الذي تؤمن به أستراليا والولايات المتحدة إيمانا عميقا”.

وأضافت وزيرة الخارجية الأسترالبة ماريس باين ” لقد كنا ثابتين للغاية في رغبتنا في المشاركة البناءة مع الصين.. ونحن نضع أهمية كبيرة على تلك العلاقة”.

وفي الوقت نفسه، أعرب القادة الفرنسيون يوم الخميس، عن سخطهم، قائلين إنهم أصيبوا بصدمة بالغة بسبب صفقة الغواصات – وهي انتقادات يبدو أنها تقوض جهود إدارة بايدن لإصلاح العلاقات مع الحلفاء التي تؤكد أنها أهملت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأجرت فرنسا والولايات المتحدة اتصالات رفيعة قبل الإعلان عن التحالف العسكري الجديد بين واشنطن وكانبيرا ولندن والذي يشمل حصول أستراليا على غواصات تعمل بالدفع النووي بتكنولوجيا أميركية، حسب ما أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة فرانس برس.

وقال المسؤول إن “مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية كانوا على اتصال مع نظرائهم الفرنسيين لمناقشة” الاتفاقية العسكرية الجديدة مع أستراليا “بما في ذلك قبل الإعلان” الذي صدر الأربعاء.

وأضاف المسؤول الكبير في البيت الأبيض، طالبا عدم كشف هويته، “كما قال الرئيس (بايدن) أمس، نتعاون بشكل وثيق مع فرنسا بشأن أولوياتنا المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ وسنواصل القيام بذلك”.

وتابع “تركز إدارتنا على هدف إحياء التحالفات والشراكات من أجل دعم نظام دولي قائم على احترام القواعد المشتركة. وهذا يعني تعزيز علاقاتنا الطويلة الأمد، بما في ذلك مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، والعمل على تكوينات جديدة”.

ومن المقرر أن يكلف قرار أستراليا بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، بدعم أمريكي وبريطاني، فرنسا صفقة بقيمة 56 مليار يورو (66 مليار دولار)، كانت قد وقعتها في عام 2016، لتزويد أستراليا بغواصات تقليدية.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي، الخطوة بأنها تتعارض مع روح التعاون بين فرنسا وأستراليا، والذي قالا إنها مبنية على الثقة السياسية.

وقال لودريان لإذاعة “فرانس انفو” يوم الخميس: “أنا غاضب.. إنه أمر لا يمكن فعله بين الحلفاء… إنها صفعة على الوجه”.

وأوضح: “لقد أقمنا علاقة ثقة مع أستراليا، وقد تعرضت هذه الثقة للخيانة”، مضيفا أن كانبرا يتعين عليها الآن أن تشرح كيف تعتزم الخروج من الصفقة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي: “لم ننته من هذه القصة بعد”.

وكانت شركة “نافال جروب”، وهي شركة فرنسية تملك الدولة معظمها وتعمل في مجال الدفاع والطاقة، فازت بالعقد في عام 2016 لتصميم الغواصات للبحرية الأسترالية.

 من ناحية أخرى، بدا أن هناك حليفا آخر، ينتقد الصفقة أيضا بصورة ضمنية، وهو نيوزيلندا، حيث أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن أن بلادها، التي لطالما رفضت استخدام الطاقة النووية، لن تسمح للغواصات الأسترالية التي تعمل بالطاقة النووية، بدخول مياهها.

وقالت أردرن في العاصمة ولنجتون إن “موقف نيوزيلندا بشأن الحظر المفروض على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في مياهنا، لم يتغير”.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون والرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الخميس عن الشراكة الجديدة، التي تعرف اختصارا باسم “أوكوس”، والتي ستسمح للدول الثلاث بتبادل التكنولوجيا التي تشمل الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والأنظمة تحت الماء وقدرات الضربات بعيدة المدى.

وقال القادة إن الجزء الأول من الاتفاقية الأمنية التاريخية سيشهد جهدا ثلاثيا لمدة 18 شهرا “لتحديد المسار الأمثل” لحصول أستراليا على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وفي وقت لاحق  أمس الخميس ، سعى رئيس الوزراء البريطاني إلى تهدئة حالة التوتر، في ظل الانتقادات التي تم توجيهها لتحالف “أوكوس”.

وقال جونسون، ردا على أسئلة في مجلس العموم يوم الخميس، إن “/أوكوس/ لا يقصد أن يكون معاديا لأي قوة أخرى”، مضيفا أنه ليس إلا انعكاسا للعلاقة الوثيقة بين الدول الثلاث، “والقيم المشتركة التي لدينا، ومستوى الثقة المطلق بيننا، الذي يمكّننا من الوصول إلى هذه الدرجة الاستثنائية لمشاركة التكنولوجيا النووية”.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مسيرات اليمن في 460 ساحة.. تحت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”

  خرجت مسيرات حاشدة، اليوم الجمعة، في محافظات صعدة ورَيْمَة ومأرب وعدد من مديريات محافظات عَمْران وإب وتعز وحَجَّة وذَمَار والجوف والمَحْوِيت نصرة للشعبين الفلسطيني ...