آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » هجوم كورسك يفقد زخمه وكييف تعود إلى طلب «السلام»

هجوم كورسك يفقد زخمه وكييف تعود إلى طلب «السلام»

 

لا تزال طريقة مقاربة روسيا للهجوم الأوكراني داخل حدودها تطرح تساؤلات عدة في أوساط المحللين الغربيين، وصلت حدّ وصف بعض هؤلاء لـ«استجابة» روسيا على أنّها كمن يتعامل مع «كارثة بيئية»، إذ يتم إعطاء الأولوية لـ«إجلاء» السكان وتأمين المساعدات اللازمة لهم، مع شبه «تجاهل» للعملية العسكرية. على أنّه يمكن فهم بعض ما يدور في أذهان صنّاع السياسة في موسكو، بالنظر إلى أنّ بعض المحلّلين، في كييف نفسها، بدؤوا ينعون «الإنجاز» الأوكراني بمهاجمة الأراضي الروسية والسيطرة على بعض القرى فيها. وفي السياق، أوردت صحيفة «كييف إندبندت» الأوكرانية، الإثنين، تقريراً جاء فيه أنّه بينما «راقب العالم الهجوم الأوكراني المذهل عبر الحدود في كورسك، واحتفى بضربة غير متوقعة لموسكو»، فإن القوات الروسية تقدمت «بسرعة مقلقة» في شرق أوكرانيا. ولفتت الصحيفة إلى أنّه في حديثه عن بُعد، في منتدى رئيسي للقيادة الأوكرانية في 27 آب، أدلى أولكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلّحة الأوكرانية، باعتراف صريح بشكل مفاجئ؛ إذ أكد أنّ «إجبار روسيا على إبعاد قواتها عن الهجمات على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا، كان بالفعل أحد الأهداف الرئيسية للهجوم المفاجئ لأوكرانيا في كورسك»، إلا أنه أوحى بأنّ «الخطة فشلت»، بقوله: «بالطبع، يفهم العدو هذا (أي نية كييف سحب القوات بعيداً من بوكروفسك)، ولهذا السبب يواصلون تركيز معظم القوات في اتجاه بوكروفسك، حيث تتواجد أكثر الوحدات القتالية فعالية». وبالفعل، حققت القوات الروسية، في آب، أكبر تقدّم شهري لها منذ تشرين الأول 2022 في أوكرانيا، بسيطرتها على 477 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لبيانات نشرها «معهد دراسة الحرب»، وحلّلتها وكالة «فرانس برس». أما الجيش الأوكراني، ورغم أنّه حقق، أيضاً، تقدّماً سريعاً، في مطلع آب، في كورسك، على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع في أسبوعين، وعلى بعد أقل من 35 كيلومتراً من العاصمة الإقليمية، إلا أن الجبهة المشار إليها بدأت تشهد «جموداً تدريجياً»، بعدما توسع التقدم ما بين 1150 و1300 كيلومتر مربع فقط، طوال الخمسة عشر يوماً الماضية. وتزامناً مع ذلك، لا تزال روسيا وأوكرانيا تتبادلان الهجمات، إذ أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أمس، أنّها «أسقطت 27 من أصل 35 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية»، مشيرةً إلى أن موسكو استخدمت ثلاثة صواريخ باليستية، وصاروخاً موجهاً في الهجوم. كما زعمت «شركة السكك الحديد» الحكومية في أوكرانيا، أمس، أن الهجوم الروسي الذي وقع الليلة السابقة، استهدف بنى تحتية لها في منطقة سوم، شمال شرق البلاد، ومنطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط، في ظل معطيات أوكرانية عن سقوط عدد من الضحايا. والإثنين، أعلنت السلطات في أوكرانيا أن البلاد تعرضت لهجوم كثيف بصواريخ ومسيّرات، استهدف خصوصاً العاصمة كييف، متحدثة عن أضرار مادية وسقوط جرحى. ومن جهتها، شنّت أوكرانيا «واحداً من أكبر هجماتها» بطائرات مسيرة على روسيا، نهاية الأسبوع، وسط معطيات عن إصابة مصفاة نفط ومحطة كهرباء في عمق البلاد، وفقاً لمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحدّدت عبرها شبكة «سي إن إن» المواقع المستهدفة.

 

طائرة «إف – 16»

وإلى جانب الهجمات المتبادلة، أثارت قضية تحطّم طائرة الـ«إف – 16» وموت طيارها في أوكرانيا، كثيراً من الجدل، فيما لم يعلن الجيش الأوكراني بعد سبب تحطّمها، مكتفياً بالقول إنها سقطت أثناء اقترابها من هدف روسي. ومن جهته، قال ميكولا أوليشتشوك، قائد القوات الجوية الأوكرانية، إن شركاء من الولايات المتحدة يساعدون في التحقيق في الحادث. على أن أوليشتشوك تعرض للإقالة، الجمعة، بموجب مرسوم رئاسي، بعد يوم واحد من الحادث، فيما ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن اللفتنانت جنرال أناتولي كريفونوسكا، سيتولى مهماته بشكل مؤقت. وسخر السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، في المقابل، من الحادثة، معتبراً أنّ «المدربين الأميركيين فشلوا في تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة من طراز (F-16)»، ما تسبّب بسقوطها.

بدأ بعض المراقبين في كييف ينعون «الإنجاز» الأوكراني بمهاجمة كورسك

 

وساطة هندية

تزامناً مع ذلك، وفي إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها رغم محاولاتها «كسب» أكبر عدد ممكن من النقاط، لا تزال كييف، على ما يبدو، «مصرّة» على إيجاد مخرج ديبلوماسي للحرب الدائرة، وبذل مساعٍ لـ«عزل» روسيا قبل أي مفاوضات مستقبلية. وبعدما أعربت أوكرانيا، في وقت سابق، عن «انفتاحها» على حضور موسكو هكذا مفاوضات، يبدو أنّ زيلينسكي يسعى مرة جديدة، وهذه المرة بوساطة هندية، إلى كسب دعم عالمي أوسع لخطة السلام المكوّنة من 10 نقاط، والتي تشمل المطالبة بسحب جميع القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وحشد عدد من الدول ضد موسكو. على أنّه وخلافاً لخطط كييف، لا تزال دول الجنوب العالمي متمسّكة، بحسب وكالة «بلومبرغ»، بوجود روسيا على طاولة المفاوضات، في أي منتدى سلام مستقبلي.

وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة، «بلومبرغ»، بأنّه أثناء زيارة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، لكييف، الأسبوع الماضي، اقترح زيلينسكي عليه عقد قمة في الهند، تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الأوكراني يريد عقد اجتماع ثانٍ للقادة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني، استكمالاً للقمة التي عُقدت في حزيران، لكسب «دعم دول الجنوب العالمي لكييف». وتعقيباً على تلك المعلومات، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن استعداده للعب «دور بنّاء» في عملية السلام، معتبراً في المقابل أنّه من «السابق لأوانه الحديث عن مسارات محددة في هذه المرحلة»، حسبما قال راندير غايسوال، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية للوكالة.

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اليسار الراديكالي الفرنسي يتخذ خطوة أولى في مسعاه لعزل ماكرون

اتخذ حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي الثلاثاء خطوة أولى في الجمعية الوطنية في مسعاه لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن فرص نجاحه ضئيلة للغاية. وقبل مكتب ...