مهدي زلزلي
مع انتشار منصات البث التدفقي وتصدرها المشهد الإعلامي والفني حول العالم، كان من الطبيعي ملاحظة اهتمام معظمها بشمولية المحتوى وتنوعه على حساب الجانب القيمي والأخلاقي، فالضوابط والقيود تحد بطبيعة الحال هذا الانتشار، من دون أن يشكل هذا الاكتشاف في الضرورة هاجساً لدى إدارة هذه المنصات التي تنطلق من منطلقات تجارية وتُعنى بالربح قبل أي اعتبارات أخرى.
في هذا الإطار يأتي إطلاق منصة «هدى فليكس»، وهي منصة فيديو حديثة وملتزمة تقدّم محتوى بصرياً نظيفاً وآمناً من الناحيتين التربوية والاجتماعية، وتهدف إلى «الحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقية وتلبية حاجات العائلة العربية وتطلعات الشباب العربي المعاصر»، بحسب مسؤول العلاقات العامة في المنصة نبيه أحمد.
وفي حديث معنا، يؤكد أحمد أنّ «هدى فليكس» ليست مجرّد مشروع تجاري بل «رؤية إعلامية متكاملة تنطلق من قناعة بأن صناعة الوعي مسؤولية كبرى، وأن الإعلام الملتزم قادر على صناعة البديل النظيف في مواجهة طوفان المنصات المفتوحة».
خدمة قضايا الأمة ودعم المخرجين الشباب
ويلفت أحمد إلى أن المنصة تطمح أن تكون من أوائل المنصات العربية في مجال المحتوى الرقمي الهادف وتقديم النموذج الأصيل والحديث للإعلام الملتزم، مشيراً إلى أن رسالتها هي تقديم تجربة مشاهدة راقية وآمنة تواكب العصر وتحترم عقل المشاهد وخصوصيته وتسهم في ترسيخ الوعي المجتمعي وخدمة القضايا العادلة للأمة التي يحاول الغرب تشويهها وتغيير حقائقها.
ومن بين أهداف المنصة دعم وتحفيز الإنتاج الجاد وخاصة لدى الخريجين الشباب في مجال الإخراج الذين يشقون طريقهم في عالم الإنتاج.
أسواق مفتوحة… ومحتوى يناسب الجميع
أما عن الإنتاجات المنوي عرضها، فيؤكد أحمد أنّ أسواقها الأساسية تمتد من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وتونس والمغرب والجزائر وكل الدول العربية التي تنتج أعمالاً فنية تقدم القيم بالطريقة الصحيحة، فضلاً عن الأسواق الثانوية في أوروبا وأميركا الشمالية وصولاً إلى الصين وكوريا، لافتاً إلى أنّ ثمة إنتاجات يمكن التعويل عليها بمعزل عن هويتها، حيث يقدم كثير من المخرجين والمنتجين أعمالاً تخالف سياسات دولهم، وتقع هذه الأعمال في طليعة اهتمامات المنصة.
وتستهدف المنصة أفراد العائلة كافة من الفئات العمرية المختلفة، عبر أعمال خاصة بأعمار محددة، بدءاً من الأطفال من عمر ست سنوات فما فوق، مروراً بمرحلتي المراهقة والشباب وقضاياهما المختلفة، وصولاً إلى «أعمال تناسب العائلة كلها كالأفلام العائلية الاجتماعية التي تقدم القيم الاجتماعية السامية والإنسانية»، ما يجعلها ضرورة للأسر الباحثة عن فضاء آمن يقدم لأولادها ما يريدونه من حاجة ثقافية بطريقة نظيفة يمكن البناء عليها لصناعة الوعي والثقافة عندهم.
واجهة استخدام عصرية ومرحلة تجريبية مجانية
ولا يغيب التنوع عن المنصة، إذ تقدم الأفلام والمسلسلات الوثائقيات والمحاضرات والبرامج التي تبث على فضائيات عربية، مع خدمة البث المباشر لبعض هذه الفضائيات، ويمكن الدخول إليها من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والحواسيب والتلفزيون الذكي، مع الاشتغال على دعم تعدد اللغات مستقبلاً لمخاطبة جمهور عالمي أكثر تنوعاً، وواجهة استخدام عصرية وسهلة وسلسة تمكّن المتلقي من التنقل بين الأقسام بشكل سلس وبسيط، وستكون المرحلة التجريبية مجانية بالكامل ما يتيح للجمهور التعرف أكثر إلى محتوى هذه المنصة لتكون محطة أساسية في برنامجه اليومي.
دعوة إلى الشركاء
ويدعو أحمد الشركاء المهتمين بالانضمام إلى عائلة «هدى فليكس» إلى تقديم إنتاجاتهم وبرامجهم إلى المنصة التي تضمن لهم الوصول إلى جمهور عربي واسع يبحث عن البديل الآمن. أما الجمهور المتابع فيعده بالالتزام بنشر محتوى احترافي وعالي الجودة فنياً يحاكي ما هو موجود في المنصات العالمية المعروفة، مع تسويق رقمي وإعلامي يضمن انتشار هذه الأعمال.
لسنا بديلاً من المنصات الموجودة
ويؤكد أحمد أنّ منصة «هدى فليكس» لا تطمح إلى أن تكون بديلاً للمنصات الموجودة، بل إلى أن تأخذ مكانها في تلبية احتياجات المجتمع العربي الثقافية والفنية متحملة مسؤولية كبيرة في انتقاء المحتوى وتقديمه انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه العائلة والمجتمع، خصوصاً أنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم ضخّاً ثقافيّاً هائلاً ومحاولات لرسم مسار ثقافي معين للجمهور، حيث ستكون بمنزلة مساحة آمنة يمكن لهذا الجمهور الاعتماد عليها من دون الاضطرار إلى عيش هاجس الأفكار المعلبة والمسممة والفاسدة التي تصله من الخارج ولا يمكن السيطرة عليها في ظل هذا التطور التكنولوجي.
التسمية… هدى ورحمة
أما عن خلفية التسمية، فيلفت أحمد إلى أن إطلاق المنصة «يأتي في ذكرى المولد النبوي الشريف للرسول الأكرم محمد (ص) الذي بُعِثَ هدى ورحمة للعالمين حاملاً في رسالته الإنسانية القيم السمحاء التي تناسب البشرية كلها، إلى جميع أنحاء العالم»، وهو ما تأمل المنصة استلهامه انطلاقاً مما تحمله من رسالة نبيلة وما تطمح بالوصول إليه من فضاءات إنسانية عالمية.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار