الرئيسية » كلمة حرة » هذا المسؤول (العظيم)!

هذا المسؤول (العظيم)!

| غانم محمد

 

مَن قال إن الإنسان السوريّ لا يأكل يوم الجمعة، وبالتالي تتعطّل الأفران ولا توجد مخصصات للناس في هذا اليوم، والذي تكرّس ثقافة وعادة، أنه يوم اجتماع الأسرة السورية، وعودة الأبناء الضاربين في الأرض بحثاً عن الأرزاق؟
ومن قال إن رغيفين ونيّفاً من الرغيف يكفيان شخصاً يبذل العرق طوال النهار لدفع ثمن هذين الرغيفين، وبالتالي لا يحقّ له تجاوز ما قسمه له مسؤولو (الخبز) من حصّة ساوت بينه وبين من اعتاد أن يأكل الكاتو، أو يتناول اللحم بالشوكة والسكين دون خبز!
ومن قال إنّ قطع الإنترنت عن كلّ الناس يمكن أن يجعل العملية التربوية (الامتحانات) طاهرة ونزيهة؟
هل تغرسون في أذهان هذا الجيل إننا شعب بلا أخلاق، وإن لم نقطع الإنترنت سيتمّ تسريب الأسئلة؟
ثم، هل هي هذه حدود ثقتكم بكوادركم، والتي تبدعون في وصف تفانيها وإخلاصها وتضحيتها؟
ومن قال لكم إن (اللدغات الكهربائية) ستمنع سرقة الأكبال، وإن بضع لوحات توعية بالقرب من الغابات ستمنع الحرائق عنها؟
إن كانت ضمائركم صاحية، فلا تصدّقوا ما تنقله لكم التقارير، ولا ترفعوا تقارير لمن هو أعلى منكم كذباً ورياء، فقط أشغلوا هذه الضمائر في التشخيص وفي تطبيق القانون، فحينها وإن طال دفع الفاتورة، فعلى الأقلّ لا نخرّب الأجيال القادمة، ولا نصنع منها فساداً يمشي على قدمين، على اعتبار أن فسادكم زائل لا محالة!
عندما يأتي أي مسؤول إلى أي مكان، تستنفر آليات البلدية وعمالها لتنظيف الشارع الذي سيمر منه، ويؤمنون وجود الكهرباء في ساعات وجوده… إلخ,
تبّت أعمالكم إن كنتم تعملون لأنفسكم فقط، وتبّت أعمالكم إن كنتم لا تعلمون أن أي مريض (أمراض مزمنة) لا يكفيه دخله لشراء نصف أدويته، ومع هذا يدخل رفع سعر الدواء حيّز التنفيذ حتى قبل أن تعمم نشرة الأسعار، بينما لم تنتهوا منذ سنة وأكثر من دراسة زيادة الرواتب!
(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...