آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » هذا مايفعله الدخلاء والمتسللون إلى مهنة الصحافة!!

هذا مايفعله الدخلاء والمتسللون إلى مهنة الصحافة!!

 

علي عبود

 

كان زميل متمرس بمهنة الصحافة يردد أمامي عبارة لها الكثير من المعاني والدلالات: صحافتنا يقودها أمّيون وأغبياء!!

وكان يقصد أن من يتبوأ الإدارات الصحفية إما تم تعيينهم بالوساطة أو لايحملون شهادات جامعية!!

واكتشفت بعد سنوات من الممارسة في مهنة المتاعب مايقصده زميلي وصديقي في آن معا، فما مرّ عليّ من دخلاء ومتسللين إلى المهنة لايمكن ان يمر على مهنة الصحافة في أي بلد آخر بالعالم!

أمين تحرير كان يُقدّم نفسه للآخرين أنّه الصحفي الأبرز في سورية، وكان يمتلك موهبة الإقناع إلى حد الإبهار، وخلال تعاملي اليومي معه اكتشفت أنه فنان بتشويه المقالات، فيحذف منها كل العبارات التي يمكن أن تزعج مدير أو وزير، ولم أعرف حتى الآن إن كان يفعلها بقصد قمع مواهب المحررين أم خوفا من المسؤولين!

متسسل اقتنص منصب أمين تحرير لم يكن يقرأ المواد ومع ذلك يذيلها بتوقيعه، ويوافق على نشرها مستندا إلى موافقة رئيس القسم المختص إلى أن أوقعه أحد رؤساء الأقسام في ورطة من العيار الثقيل كادت أن تودي به إلى السجن لولا نفوذ وتدخل رئيس التحرير!!

متسلل آخر لم يجد سوى الصحافة كوظيفة بعد سنوات من تخرجه باختصاص لايمت إلى المهنة بأي صلة، هو اختارها لأن بعض زملائه في الدراسة نجحوا باقتناص وظيفة محرر في أحدى الصحف، وبالفعل نجح بالوساطة ان يقتنص فرصة كان يفترض أن تكون من نصيب أحد خريجي قسم الإعلام، واكتشفت انه لايسعى إلى ممارسة المهنة، بل اعتبرها ممرا لاستخدام وساطته باقتناص منصب مدير لمؤسسة تتبع وزارة الإعلام في محافظته وفعلا نجح في مسعاه فحصل على المنصب مع سيارة ومزايا ومكاسب لايعرف أحد كيف استثمرها سواه !!

متسلل إلى الصحافة نشر بوستاً على صفحته منذ فترة زعم فيه أنه تعرّض إلى ظلم غير مسبوق خلال مسيرته المهنية .. فما هذه المسيرة؟

كان يعمل في مؤسستين إعلاميتين ولم ينشر مادة واحدة لها علاقة بالصحافة؟

والأمر لايتعلق بالمتسللين فقط وإنما بمحررين يجيدون مهنة الصحافة 100% لكنهم يتجنبون التطرق إلى الجوانب السلبية فهم لايرون سوى النصف الملآن، على الرغم من أن الصحافة التي توصف بمهنة المتاعب يجب أن تسلط الضوء دائما على النصف الفارغ وإلا تحوّلت إلى بوق للمسؤولين، طبعا أمثال هؤلاء الأبواق يعضبون فجأة عندما يتعلق الأمر بممصالحهم الذاتية فعندها فقط تبرز مواهبهم الصحفية، وهي حالات نادرة جدا لايمكن احتسابها في مسيرتهم المهنية التي تعتمد على التزلف للمسؤولين إلى حد أن أحدهم كان يكتب المقالات لأبناء مسؤول كبير علنا ودون أي تحرّج أو حياء ولا احترام لمهنة الصحافة!

نعم، لقد ابتلي الإعلام السوري بإدارات فاشلة، وبمنتحلي صفة صحفيين وإعلاميين، تمكنوا من استلام مواقع ومناصب مهمة وحساسة سواء في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة الورقية!

ولعلنا نتذكر جيدا بروز بعض الأسماء على شاشتنا في العقود الماضية التي احتكرت تقديم برامج سياسية واقتصادية، وعلمية، وثقافية بفعل قرارات من وزراء الإعلام السابقين، وليس مصادفة أن معظم مراسلي الصحف والوكالات العربية والأجنبية الذين تم اختيارهم من وزراء الإعلام المتعاقبين لايمكن وصفهم سوى بالمتسللين إلى المهنة، بدليل أنهم اختفوا من المشهد فور إعفاء من عيّنهم!

لقد تكررت عدة أخطاء ومواقف مستفزة في بعض البرامج التلفزيونية مؤخرا، بعضها بسبب الإستسهال، والبعض الآخر سببه ضعف مقدم البرامج أمام الضيوف، بل وقلة الخبرة حينا، والجهل غالبا باختيارهم لمناقشتهم في قضايا راهنة أو أمور تهم الناس!

ولا يمكن استبعاد قيام البعض بتوريط زملاء منافسين لهم في أخطاء جسيمة أما لإقصائهم أو لتصفية حسابات شخصية معهم، وقد كنت شاهدا ومتابعا لعدد من هذه الحالات!

ومهما قيل في أسباب الأخطاء أو التوريطات التي حدثت مؤخرا، أو في سنوات ماضية، وستستمر في الحدوث، فإن السبب الرئيسي لها هو الإدارات الدخيلة على الإعلام، من جهة، والمتسللين إلى مهنة المتاعب بالوساطة من جهة أخرى.

يُفترض بمن يُعد برنامجا تلفزيونيا وإذاعيا أن يكون على دراية تامة بعناوين أو محاور كل حلقة ويتقن اختيار ضيوفها، وإذا تطلب الأمر استعراض اقتباسات او نقل معلومات من مصادر إعلامية أخرى، فيجب التأكد منها قبل بثها وعرضها ونشرها سواء كان البرنامج مسجلا أو على الهواء، والأهم أن يراجع المعد مع المذيع الحلقة بنسحتها النهائية اذا كانت مسجلة قبل بثها على الجمهور!

ومن الأخطاء المستغربة أن ينقل أحدهم خبرا من مصدر تلاعب بالخبر بدلا من نقله عن مصدره الأصلي، أو استضافة شخصيات مسفزة للناس، أو قليلي الخبرة، بل بعضهم يتقصّد الإثارة والإدلاء بآراء تخالف الأنظمة والقوانين النافذة والدستور، وهذا ماحصل في احد البرامج.

وبدلا من قيام المقدم المتسلل أصلا على المهنة بمقاطعة ضيفه (العبقري) وتسفيه آرائه المخالفة للمنطق تركه يتحدث على (راحته) دون أي مقاطعة فعلية، وهذا لايمكن أن يحدث مع مقدم متمرس ومتمكن ومطلع على موضوع الحلقة من كل جوانبه، لكنه كما قلنا الإستسهال بتقديم البرامج من جهة، وبسطوة المتسللين إلى المهنة من جهة أخرى!

لقد سبق وعملت في نشرة أخبار التلفزيون المسائية، ولم أصدق مارأيته من استسهال، ومؤامرات بين من يفترض أنهم زملاء في مهنة المتاعب.

كان مذيعو النشرة الإخبارية، باستثناء إثنين يأتون إلى قسم الأخبار قبل خمس دقائق لقراءتها سريعا، وتفاجأت بأحد المذيعين الذي اشتهر ببرامج التسالي أيضا، أنه لم يحضر ولا مرة إلى قسم الأخبار، وكان بفعل نفوذه لدى الوزير والمدير العام يُحرّض على المحررين ويعتبرهم تافهين لايتقنون صياغة الأخبار!

معد نشرة إخبارية كان على خلاف مع معد آخر منافس له على تبوء منصب مهم، لم يتردد بتوريطه امام مديره العام، فقد أخفى شريط الفيديو المصور الذي يبث بالتزامن مع أخبار النشرة، فإذيعت النشرة بلا مقاطع الفيديو!

ومذيع أهان أمامنا، دون أي سبب جوهري، احد الفنيين المسؤول عن بث النشرة الإخبارية .. فماذا حصل؟

لم يتجرّا الفني بالرد على المذيع المتنمر مباشرة، لكنه ردّ عليه عند ظهوره على الشاشة أثناء تلاوته للنشرة، فقد أظهره مشوها لمدة دقيقة تقريبا بألوان خضراء وزرقاء وحمراء، وعزا السبب حينها إلى خطأ فني!

الخلاصة:عندما يتسلط المتسللون على معظم المفاصل الأساسية في وسائل الإعلام، من الطبيعي أن تكثرالأخطاء وتغيب المحاسبة!

 

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“كوما” الصرف الصحي بطرطوس..!

  وائل علي   لا تزال مدينة طرطوس، منذ ما يقرب من النصف قرن، على قائمة انتظار إنجاز مشروع صرفها الصحي الذي أنفق على بنيته ...