هل تصوَّر أصحاب مشروع «إعادة صياغة الشرق الأوسط»، أي ترسيخ سيطرة أميركية حصرية عليه، من محافظين جدد وتقليديين، بأنه سيأتي يوم تتحوّل فيه الصين إلى لاعب اقتصادي وسياسي وازن في الإقليم، إلى درجة رعاية مصالحة إيرانية – سعودية؟ هل عَرف هؤلاء أن الحرب على «الإرهاب»، في أفغانستان وفي العراق، سترتِّب على الولايات المتحدة أكلافاً باهظة، مادية وبشرية وسياسية، و«ستغرقها في الشرق الأوسط»، ما سيفسح المجال أمام تسارُع صعود الصين وعودة روسيا على الصعيد الدولي؟ لقد أضحى قطاع مُعتَبر من النُخب الأميركية، في الحزبَين الديموقراطي والجمهوري، يقرّ بأن هذه الحرب كانت «خطيئة» استراتيجية كبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وبأن تداعياتها على مصالحها وموقعها في المنطقة والعالم كانت كارثية بكلّ ما للكلمة من معنى.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية