نهي علي:
باتت هائلة الخسائر التي تتسبب بها حرائق الغابات والحرائق الحراجية، التي بات لها مواسمها ” القاهرة” ولا سيما في فصل الصيف الذي بات فصل شؤم في أروقة وزارة الزراعة..إذ وصل عدد الحرائق في الأراضي الحراجية، في مختلف المحافظات السورية، إلى ٢٧٩ حريقا منذ بداية العام مخلفة خرابا يقدر بمساحة ١٩ ألف دونم.. وهو في الواقع من وجهة نظر اكاديمية رقم يؤشّر إلى حجم الخطر والضياعات وحجم التدهور الهائل في الغطاء الحراجي، والذي اتخذ طابع المتوالية الصاعدة خلال السنوات العشر الأخيرة، رغم التطمينات والإشارات المتكررة من المعنيين في وزارة الزراعة إلى أن عمليات التشجير وترميم آثار الحرائق مستمرة وبوتائر جيدة، وقد بدأت الإجراءات لترميم حرائق هذا العام، وهي إجراءات ما زالت في المرحلة الأولى التي تشمل تنمية الأرض وتنظيفها، في إطار الحرص على إعادة تشجير كافة المساحات المتضررة.
وتتصدر محافظة اللاذقية قائمة المحافظات الأكثر نصيباً في حرائق الحراج والغابات، و يشير أحد التقارير الجديدة الصادر عن مديرية الزراعة هناك، إلى الغابات التي تعرضت للحريق وعمليات التحريج التي تمت خلال السنوات العشر الماضية مابين عامي ٢٠٠٩ إلى ٢٠١٩، ففي عام ٢٠٠٩ بلغ عدد الحرائق ٨٧ حريقا ضمن نطاق محافظة اللاذقية بمساحة ١٩،٧ هكتارا ، في حين بلغت خطة التحريج المنفذة وقتها ١٢٩١،٦ هكتارا، حيث تم خلالها غرس ٦٠٨،٢٧٨غرسة حراجية، أما في عام ٢٠١٠ فقد بلغت الحرائق ١٠٥ حرائق ملتهمة مساحة ٣٦،٦ هكتارا، وتم تحريج حوالي ١٤٥١ هكتارا بعدد ٦٣٦،٣٦٦ غرسة حراجية، أما عام ٢٠١١ فحرائقه بلغت ٥١ حريقا على مساحة حوالي ٥،٩ هكتارات، وتم تحريج ٩٧٢،٣٠٩ هكتارات بـ ٥٥٢،٧٠٠ غرسة حراجية.
وكان عام ٢٠١٢ الأسوأ في الحراج ومحافظة اللاذقية، حيث بلغ عدد الحرائق خلالها ٢٥٧ حريقا على مساحة ١٠٠٠٠ هكتار تقريباً، معظمها من المناطق غير الآمنة وقتها، وتم تحريج ٣٠٦ هكتارات بمعدل غراس بلغ ١٩٦،٥٥٠غرسة، وفي عام ٢٠١٣ بلغ عدد الحرائق ١٤٦ حريقا على مساحة ٢٩٢،٨ هكتارا، وتم تحريج مساحة ٦٣٤،٣٨٥ هكتارا بعدد غراس حراجية بلغ ٣٨٠،٣٢٥ هكتار ا، أما في عام ٢٠١٤ فكان عدد الحرائق ١٣٢ حريقاعلى مساحة ١٥٨،٨ هكتارا، لتنفذ خطة تحريج على مساحة ٥٢٦،٧٢٥ هكتارا بعدد غراس بلغ ٣٦١،١٢٥ غرسة، وفي عام ٢٠١٥ بلغ عدد الحرائق ١٤٤ حريقاً على مساحة تقارب ١٠٠ هكتار، ونفذت خطة تحريج على مساحة ٧٣٠ هكتارا بعدد غراس بلغ ٣٦٢،٢ ألف غرسة.
وفي العام الذي يليه ٢٠١٦ بلغ عدد الحرائق ١٨٣ حريقاً بمساحة ٤٠٤ هكتارات، في حين كانت خطة التحريج المنفذة ٩٣٥ هكتارا بعدد بلغ ٣٠٧،٨٠٠ غرسة.
وفي ٢٠١٧ (وفقا لمدير الزراعة) فقد اقتصرت الحرائق على ١٠٠ حريق بمساحة ٩٠،٨ هكتارا مقابل خطة تحريج منفذة على مساحة ٧٤٥ هكتارا بعدد غراس بلغ ٢٩١،٩٢٩ غرسة، أما في عام ٢٠١٨ فتراجع عدد الحرائق إلى ٨٣ حريقا على مساحة ٤٤،٣ هكتارا، ونفذت خطة تحريج وقتها على مساحة ٨٧٥،٦٢ هكتارا بعدد غراس بلغ ٣٦٨،٥٨٥ غرسة.
أما في العام الماضي ٢٠١٩ فقد بلغ عدد الحرائق ١١٨ حريقاً على مساحة ٤٠٩،١٣ هكتارا مع تنفيذ خطة تحريج على مساحة ٩٠٠ هكتار بعدد غراس وصل إلى ٥١٤،١٩١ غرسة.
وتؤكّد معظم التحريات الموثّقة في سجلات الضبوط الخاصّة بحرائق الغابات، أن غالبية الحرائق مفتعلة تعود لأسباب ” التفحيم” والتجارة بالفحم، بالنسبة للغابات، أما بالنسبة للحرائق الحراجية فتعود لأهداف تتعلق بالاستيلاء على الأراضي الزراعية وتوسيع الحيازات، لا سيما في المناطق الجبليّة.
بقي من المهم الإشارة إلى أن أرقام وزارة الزراعة تكتفي بالإشارة إلى أعداد الحرائق والمساحات التي أتت عليها، لكن أحداً لم يتطرق إلى التكلفة المالية – النقدية لهذه الحرائق، ولحجم التدهور الكبير حراجياً وبيئياً الذي تتسبب به الحرائق..وأغلب الظن لو توفرت مثل هذه الأرقام، لظهر حجم الخطر الكبير الذي تتسبب به حرائق الغابات على صعيد الاقتصاد الوطني.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)