باسل علي الخطيب
” توقف عن إحراج نفسك وإحراج تركيا “….
هذا ما خاطبت به كبريات الصحف التركية أردوغان…
يقول الخبر أن أردوغان توسط لدى محمد بن سلمان أن يرتب لقاءً يجمعه مع الاسد، السيد الرئيس رفض ذلك، و ابلغ بن سلمان أن الاجتماع سيكون لوحدهما فقط…
نعم، أردوغان يستجدي اللقاء مع الأسد، قد تكون هذه المرة العاشرة، أو أنني قد تهت في العد لكثرتها؟؟!!…..
على فكرة هناك سؤال يحيرني، إن كان علي الديك هو من أتى بالشامي إلى حضن الوطن، ترى من سنرسل إلى أردوغان ليسوقه الى دمشق؟؟!!….
دعكم من هذا السؤال الجانبي وان كان سؤالاً مهماً، دعونا نحاول الإجابة على السؤال التالي، وهو حقاً سؤال (الترليون)، وليس المليون، وهذا السؤال لايطرحه جورج قرداحي، إنما ظني يطرحه الملايين والملايين هنا وهنا وهناك وهناك…
لماذا يهرع الكل باتجاه سورية؟!!..
الآن أردوغان وقريبا ملك الببجي (عبد الله الصغير)، وكافور الإخشيدي وابن موزة…
أما بالنسبة لزيارة محمد بن سلمان لدمشق فهي تحصيل حاصل…
نعم القائمة طويلة، والكل يهرع ليحجز دوراً له في طابور الانتظار أمام أبواب دمشق…
ولكن سورية الآن في أضعف أحوالها من كل النواحي كما تبدو..
أين السر؟…
هناك سرّان، سأكشف لكم احدهما، الثاني لن اقوله، فإن كان الأول قولاً ثقيلاً، فالثاني هو قول عظيم، وليس هذا مقامه، وليس كل عقل او فؤاد قادر على تحمله، و لقلتم عني أنني مجنون، ولبهت الذي كفر، و قد يصرخ ذاك الذي بهت في وجهي: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟؟!!….
ساوجز لكم الإجابة لأن تمامها ومن ثم كمالها قول جداً ثقيل..
ذاك عقل جميل استطاع أن يحيل المحنة منحة، أنه نقل المشكلة إلى ديار الخصم، دون أن ينقلها مادياً، تدحرج الزلزال حتى وصلت أمواجه غرف النوم في تلك العواصم…
تلك الحرب التي بدأت بالقصة المفبركة عن اظافر اطفال درعا، تناسلت أحداثها بعضها من بعض…
وهاكم النتيجة…
روسيا تجرأت وهاجمت اوكرانيا، اليمين الاوروبي يطرق أبواب الحكم في اوروبا، قد تتجرأ الصين على تايوان، طوفان الأقصى، إيران تجرأت وضربت الكيان، اليمن هزم الكيان الوهابي وارام ذات العماد، تم طرد فرنسا من افريقيا، روسيا تتغلغل في افريقيا….
و تفصيل الكلام في كل ذلك يطول ويطول…
وهذه ليست الا إجابة مقتضبة و مقتضبة جداً…
سورية التي تقع على تقاطع عدة فوالق، ويمر فيها اكبر فوالق الكوكب، والذي أخذ اسمه من اسمها (الفالق السوري العظيم)، وهذا الوضع الجيولوجي انعكس على الوضع الجيوسياسي لسورية، أي ضغوط كبيرة تطبق على (الصفائح) المجتمعية والجغرافية في سورية، سيولد ضغوطاً هائلة، ستؤدي إلى زلازل عظيمة، وستنتقل تداعياتها إلى كل العالم، كحال الضغوط التي تتراكم على حواف الصفائح التكتونية والتي تؤدي إلى الزلازل….
وذات قمة في الرياض قبل ايام تكلم السيد الرئيس ليدل الأمة على الطريق، استعمل مفردات غابت كلياً عن الخطاب السياسي والإعلامي العربي والإسلامي، واعاد تذكير تلك الثوابت سيرتها الاولى، أنها دمشق هي هي، عاصمة العروبة، عاصمة المقاومة، عاصمة الكرامة..
أنها سورية إياها إياها بقية الله على الارض…
هكذا تكلم عزيز بلاد الشام….
ذات قمة في جدة العام الماضي عادت الأمة إلى سورية، وقد أدركت الأمة أنها من دون سورية ليست أمة…
ذات قمة العام الماضي في جدة، وقد جمعت تلك القاعة الأسد بكل من كانوا قد اجتمعوا سابقاً لإسقاط سورية…
دخل الرجل القاعة شامخاً واثقاً…
كيف لا؟؟!!..
وكل أولئك الرجال الشهداء، رجال وشهداء بلاد التين والزيتون قد حملوه على راحاتهم…
ان ادخلها بسلام….
هاقد أتاكم عزيز سورية…..
هاقد اتاكم عزيز بلاد الشام…
نعم، كيف لايدخل تلك القاعة شامخاً وعلى ذاك الكتف علي خزام، وعلى ذاك الكتف عصام زهر الدين؟!!….
الكل كانوا وجوماً، يناظرونه وينتظرون…
وكان أن نظر السيد الرئيس إلى القوم ولسان حاله: ماتظنون أنني فاعل بكم؟…..
وليس لهم إلا أن يطرقوا النظر للأرض، و قد قالت عيونهم مالم تقله السنتهم: كريم وابن أخ كريم…..
لتكفي بعدها إشارة من تلك السبابة إياها:
اذهبوا فأنتم الطلقاء….
تلك لم تكن قمة عادية..
تكلم فيها السيد الرئيس خمس دقائق، أوجز فيها الرجل كل الحال…..
اللهم أني بلغت…
أو ليبقوا في غيهم يعمهون….
ماداموا يصرون أن يبقوا خدام اللات والعزى و سالومي الثالثة الأخرى….
قد قال لهم آنذاك إن الخطر لم يعد محدقاً، إنما صار محققاً، وهاكم الحال الآن، الخطر صار محرقاً….
حسناً، لست اعرف من هن أولئك النسوة اللواتي سيقلن لاصحاب (السمو والمعالي) إياهم، كل واحدة بدورهن لكل واحد بدوره،: ابكي كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال….
الحل؟….
تعرفون كلكم عنوان (قصر الشعب)…..
نعم، أدرك الكل صاغرين أن سقوط سورية يعني سقوطهم….
و لكن اين دور دمشق؟…
لطالما مثلت سورية الوسطية، والوسط هو كل فضيلة بين رزيلتين، (الوسطية)، هي ثقافة سورية وشعبها، والوسطية هي فقهاً لا إفراط ولا تفريط، لذلك سورية هي الدولة الوحيدة التي تسمى الأمور بمسمياتها وتضع الاشياء موضعها، وهذا هو عين الوسطية…
نعم، لا احد يستطيع أن يلعب دور ضابط الايقاع سوى سورية…
وحتى تستطيع أن تلعب هذا الدور يحب أن تعود سورية أياها…
هذا يعني أن تعود الارض والبشر والحجر والحياة…..
عدا ذلك؟…
حرب الالف عام….
ألم اقل لكم ذات مقال أن سورية هي عمود السماء؟…
إذاً….
(موقع سيرياهوم نيوز-2)