آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » “هراء بوتين”… هل ينقلب ترامب على الرئيس الروسي؟

“هراء بوتين”… هل ينقلب ترامب على الرئيس الروسي؟

يبدو أن ترامب قد نفد صبره، بسبب سياسة بوتين، بعد الجهود الفاشلة لتأمين اتفاق سلام بين موسكو وكييف.

“أستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة”. هذا ما قاله دونالد ترامب خلال فترة ترشحه للرئاسة. لكنه قد لا يستطيع الوفاء بوعده هذا. فالرئيس الأميركي الذي أبدى إعجابه يوماً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، عاد وغيّر لهجته أخيراً، بعد فشل محاولاته لإقناعه بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويبدو أن صبر الرئيس الأميركي نفد بسبب سياسة بوتين، بعد الجهود الفاشلة لتأمين اتفاق سلام بين موسكو وكييف. وبحسب محللين، مثلت تعليقات ترامب في الأيام الماضية تحولاً مفاجئاً في سياسته حيال هذه الأزمة.

ترامب يغيّر موقفه
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن ترامب يفكّر في إرسال نظام دفاع جوي إضافي من طراز “باتريوت” إلى أوكرانيا، بعدما تعهد في الأيام الأخيرة تعزيز قدرات كييف ضد الهجمات الروسية. وأمس أعرب خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو روته عن “امتعاضه” من روسيا، وعدم “سروره” من بوتين، معلناً عزمه فرض رسوم مرتفعة على موسكو  خلال 50 يوماً في حال لم تتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، مع التلويح بعقوبات قريبة، بعدما كان أشار الثلاثاء إلى أنه مستعد لدعم مشروع قانون العقوبات على روسيا الذي دفع به السناتور الجمهوري ليندسي غراهام.

في هذا الصدد، قالت “فورين بوليسي” إنه إذا استمر ترامب في هذا الاتجاه، فسيمثل ذلك تحولاً ملحوظاً في مساره. وذكرت شبكة “سي أن أن” أن “تعليقات ترامب الأخيرة قد تكون محاولة للضغط على بوتين بدلاً من الإشارة إلى تحول قوي في سياسة الإدارة الأميركية”.

في السياق نفسه، تقول آنا بورشفسكايا، الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، لـ”النهار”: “مبكرٌ جداً الحكم على ذلك، لكنها بالتأكيد علامة إيجابية. يبدو أن ترامب يشعر بخيبة أمل متزايدة من بوتين. حتى الآن، كان يميل أكثر إلى التساهل معه، رغم أن بوتين يواصل إظهار عدم اهتمامه بالمعاملة بالمثل”.

 

بوتين وترامب (انترنت)

بوتين وترامب (انترنت)

 

بوتين لا يريد إنهاء الحرب
أصر ترامب على اتباع النهج الديبلوماسي مع بوتين أكثر من سلفه جو بايدن، فيما كانت علاقته بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشد توتراً. ويبدو أنه يستيقظ الآن على فكرة أن بوتين ليس مهتماً حقاً بإنهاء الحرب. وبالفعل، لم يحاول أحد أكثر من ترامب إقناع بوتين بإنهاء الحرب.

ويقول الباحث المقيم في واشنطن حسن منيمنة لـ”النهار” إن المسألة تكمن في أن ترامب “كان يتوقع أن يستجيب بوتين فوراً لمبادرته، فتتوقف الحرب في أوكرانيا، لكن الحسابات الروسية مختلفة، وموسكو اليوم في موقع متقدّم، أي أنها قادرة على تحقيق الإنجاز ميدانياً”.

ويضيف: “روسيا مستفيدة من التفاوض كما من الحرب الميدانية، أي لا مصلحة لديها اليوم في إيقاف الحرب، وخصوصاً أن هناك خشية في أوساط موسكو من أن تكون هذه الهدنة مجرد هدنة كي تتمكن أوكرانيا من إعادة التسلح”.

ويرى منيمنة أن لا سبيل إلى دفع موسكو في اتجاه إيقاف الحرب فوراً، “وهذا بطبيعة الحال ما لم يتوقعه ترامب، فالرئيس الأميركي كان يتوقع أن هيبته ستمكنه من فرض وقف لإطلاق النار… لكن الموقف روسياً هو: نتفاوض بعد التوصّل إلى صيغة ترضي الطرفين، ولن نوقف النار فيما نحن نتقدم ميدانياً”.

العودة إلى نقطة البداية
ورأت شبكة “سي أن أن” أن تغيير موقف ترامب المفاجئ بشأن تزويد أوكرانيا الأسلحة يُعيد الحرب إلى نقطة البداية، “فبعد ستة أشهر فقط من تولي ترامب منصبه، يجد نفسه في المكان الذي كان فيه بايدن دائماً، بعدما جرب كلّ شيء آخر تقريباً”.

وشددت على أن “الديبلوماسية الصبورة والكلمات اللطيفة وحتى التوقف الموقت للمساعدات العسكرية لم تغير موقف بوتين، وهكذا تعلّم ترامب ببطء أن روسيا هي خصم”.

وتقول بورشفسكايا لـ”النهار”: “هل هذا تحول حقيقي؟ لقد بذل بايدن ما يكفي لضمان ألا تخسر أوكرانيا الحرب، لكن هذا لا يعني ضمان فوزها على روسيا، وممكنٌ أن ينتهي بنا المطاف إلى النهج نفسه من ترامب. ما يعنيه ذلك هو أن روسيا قد تستمر في التفاوض من موقع قوة”.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طهران تلوّح بالتخصيب السرّي: لمفاوضات على أسس جديدة

  محمد خواجوئي   على الرغم من “الأضرار الجادّة” التي ألحقتها الهجمات الإسرائيلية والأميركية بالمنشآت النووية الإيرانية – وفق إقرار سلطات البلد المُستهدَف -، لكن ...