واجه أهالي مدينة حلب موجة الحر التي تضرب المدينة، كعادتهم، بالسهر جماعات جماعات طوال الليل وحتى طلوع الشمس على طريق المحلق الغربي، والذي غدا مخدماً لتبية احتياجات عشاق السهر.
ويربط المحلق الغربي بين مستديرتي “الصنم” على طريق حلب دمشق والليرمون” المؤدية إلى ريف حلب الشمالي، ويشكل حداً فاصلاً بين حيي حلب الجديدة والفرقان غربي المدينة، وتحيط به أحراش استغلت أراضيها لاستضافة الراغبين بقضاء وقت ممتع في الليالي اللاهبة.
وتحول المحلق الغربي إلى نقطة جذب كبيرة لسكان وزوار حلب، خصوصاً من محافظة إدلب الذين قصدوا المكان بأعداد كبيرة لا سيما فئة الشباب منهم، ووجدوا ضالتهم في ربوعه ذات الهواء المنعش والخدمات اللازمة لقضاء حاجاتهم.
وأعرب السمان أبو محمد عن قناعته بأن المحلق الغربي أفضل منطقة شعبية وشبه مجانية لارتيادها وقت اشتداد درجات الحرارة ليلاً “إذ يغدو قضاء ساعات الليل الطويلة في بعض أحياء حلب دون تكييف، في غاية الصعوبة، وتحرمنا من النوم، في ظل التقنين الكهربائي الجائر والذي لا تتعدى ساعات وصله ليلاً سوى ساعتين، وغالباً وقت الفجر”!.
ولفت لـ “الوطن” إلى أن الأحياء المنخفضة جغرافياً في حلب، تدعى في الأمثال والأقوال الشعبية “جورة الهم”، لندرة التيارات الهوائية التي تصل إليها “الأمر الذي ييمم وجه سكانها منذ القدم إلى غرب المدينة المفتوح على تيارات الريف الغربي الباردة، حيث يقع المحلق الغربي والموصول بأوتستراد الراموسة، والذي تشكل ضفتاه هو الآخر مقصداً لسكان المدينة”.
من جهتها، ترى أم غسان في حديثها لـ “الوطن” أن المحلق الغربي وجهة مفضلة للعائلة “حيث يمكننا اصطحاب الطاولات والكراسي بدل استئجارها، مع وجبات الطبخ والخضار، وخصوصاً الجبس، ويمكن للأطفال شراء ما يشاؤون من عربات البائعين المتجولين الذين يؤمون المكان، كما بمقدور الكبار لعب الشدة وطاولة الزهر وشي اللحوم كوجبات للعائلة”.
وتنتشر براكيات الإكسبرس والكرفانات على نطاق واسع على امتداد ضفتي رصيف المحلق، وتوفر المشروبات الباردة والساخنة والطاولات والكراسي المأجورة بأسعار زهيدة، وهي مدت رقعة نفوذها إلى داخل الأحراش المحيطة بالطريق، لكنها وفرت الإضاءة اللازمة للمنطقة عن طريق المولدات أو ألواح الطاقة الشمسية، ما يظهر المنطقة من بعيد وكأنها مدينة سكنية أو سوق تجارية.
ولكثرة الإقبال أيام العطل الرسمية، وخاصة ليلة الجمعة، يضطر أصحاب السيارات لركنها في رتل ثانٍ أو ثالث لحجز مكان على طريق المحلق، ما يخلق أزمة مرور، تتطلب تدخل عناصر المرور ودوريات الشرطة.
وانتهز بعضهم انتعاش المنطقة سياحياً، وعمدوا إلى نصب سفينة ومراجيح و”نطيطة” وألعاب أخرى يدوية، إلى جانب قطار يجوب حارتي المحلق حاملاً الأطفال الصغار وبعض الكبار الذين يستمعون لأحدث الأغاني الشبابية الحديثة والرائجة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الوطن