آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » هكذا تبنى الدولة 

هكذا تبنى الدولة 

 

 

 

حسان نديم حسن

 

 

الدولة هي حلم شعب يجمع بين الطموح المشترك والواقع العملي، يقوم على أساس متين من القانون يرتفع فوق أعمدة المساواة، ويمتد بجناحي العدل.

هي منظومة قيمية ومؤسساتية تضمن سيادة القانون فوق الجميع.

 

بناء الدولة ليس مجرد رسم حدود على خريطة أو تشييد هياكل إدارية، هو عمل دقيق يوازن بين السياسة والقيم، بين القوة والعدالة، وبين التخطيط والرؤية.

إنه عمل يرسم ملامح وطن، حيث يجد كل فرد فيه مكانًا له ويحس أنه جزء لا يتجزأ منه، و يعبّر عن تطلعات الجميع ويضمن حقوقهم دون تمييز.

 

ثم تأتي المؤسسات، وهي الأعمدة التي يقوم عليها هذا البناء الكبير. مؤسسات تضمن العدالة عبر قضاء مستقل، وتُصيغ السياسات من خلال برلمان منتخب يعبر عن تطلعات الشعب، وتنفذ هذه السياسات عبر حكومة تخدم الجميع بلا استثناء. المؤسسات ليست مجرد هياكل إدارية، بل أدوات لتحقيق حياة أفضل للمواطنين، حيث تقدم لهم الخدمات، تحمي حقوقهم، وتعزز شعورهم بالانتماء.

 

لكن بناء الدولة لا يقتصر على الهياكل السياسية، بل يمتد إلى عمق المجتمع. التعليم هو العمود الفقري الذي يفتح آفاق المستقبل ويُخرج أجيالًا قادرة على القيادة والإبداع. الاقتصاد هو القلب النابض الذي يضمن العيش الكريم، ويدفع عجلة التنمية. أما العدالة، فهي الروح التي تُشعر المواطن بأنه محمي ومُقدّر في وطنه.

 

الدولة تُبنى على التوازن: بين السلطة والمسؤولية، بين الحقوق والواجبات، وبين الحرية والنظام. إنها كيان حي ينمو ويتطور مع مرور الزمن، ويجب أن تكون مرنة بما يكفي لتستجيب لتحديات العصر، لكن قوية بما يكفي لتحمي المبادئ التي قامت عليها.

 

إن بناء الدولة ليس مجرد مسؤولية القادة أو المؤسسات، بل هو عمل جماعي يشارك فيه كل فرد.

الشعب هو الأساس، والوعي الجمعي هو ما يُحدد مدى نجاح هذه العملية. إنها رحلة طويلة وصعبة، لكنها تثمر وطنًا يحقق العدل، يعزز الكرامة، ويُشكّل ملاذًا آمنًا للجميع.

(اخبار سورية الوطن 1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السوريون أحفاد طائر الانيق

  سمير حماد   هل ستشهد المنطقة حالة تنويرية كتلك التي قام بها تنويريّو النهضة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشر ين حين قرر ...