آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » هكذا تضحك الأمم من جهل امتنا..!

هكذا تضحك الأمم من جهل امتنا..!

 

 

مالك صقور

 

..” إذا ذاق المرء قطعة من لحم الإنسان تحوّل إلى ذئب “- يقول أفلاطون ..أما محمود درويش فيقول : ” هل يعرف مَنْ يهتف على جثة ضحيته – أخيه ” الله أكبر ” أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو : أصغر من كائن بشري سوي التكوين ؟ ” .

لكن في يقيني أن الذئب لا يولغ بدم أخيه الذئب ، كما يقول الشافعي :

وليس الذئب يأكل لحم ذئب

ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

أما مشهد من يصرخ على جثة أخيه ” الله أكبر ” فقد تكرر ومازال يتكرر، حتى مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً بخصوص هذه المذابح الجماعية والفردية في الساحل السوري ..هذه المجازر والمحارق التي ستقبح وجه التاريخ ووجه من أمر ونفذ وسكت عنها ..

لقد ذبح العراق من الوريد إلى الوريد عام 2003 ، ودمرت ليبيا وتشرزمت ،وفي السودان حرب ضروس ، ومازال اليمن السعيد غير سعيداً لأنه تحت قصف التحالف .. وها هي ذي سورية الأبية تحت المقصلة ، يريدون تمزيقها ، وشعبها يرفض التقسيم . لكن الدول الكبرى تتفاوض على المحاصصة !! .

وللأسف ، يتطلع العرب إلى أميركا وأوروبا بدونية و ضِعة ، لأنهم يرون في هذا الغرب : المدنية ، والحضارة ، والتقدم ، والثقافة ، والرقي . لكن للأسف لا يستوردون من الغرب إلاّ السلاح بقيمة بلايين البلايين من اليورو والدولارات . وهذا السلاح لا يستخدم ضد العدو الحقيقي ، بل موجه ضد إخوانهم العرب .

من يقرأ تاريخ أوروبا القديم والحديث ، ويطّلع على الصراع الدامي بين شعوب أوروبا وبلدانها منذ العصور الوسطى ، مروراً بالحربين العالميتين الأولى والثانية ، يظن بأن هذه الشعوب المتناحرة ، لا يمكن أن تتصالح ، فالحرب العالمية الثانية زهقت أكثر من سبعين مليون ضحية ، فكيف لها أن تنسى ، وكيف لها أن تتحد!!! والشعوب الأروبية لا تجمعها لغة واحدة ، ولا تاريخ واحد ، ولا دين واحد ، ولا آمال لديهم إلا استعباد شعوب آسيا وإفريقيا ، ونهب ثرواتهما..ورغم ذلك اتحد الأروبيون تحت يافطة كبيرة هي ( الاتحاد الأوروبي ). ووحدوا ( العملة ) ، وجعلوا وحدة النقد ( اليورو) ، كما ألغوا تأشيرة الدخول بين بلدانهم .

يحق للأروروبيين أن يتحدوا ، لأن التسامح والوعي جعلهم ينسون ماضي الحروب بينهم ، والصراعات الدموية الهائلة ، وراحوا يعملون على تطويربلدانهم في كافة الميادين : الصناعية والزراعية والثقافية والتجارية ، مستثمرين المعرفة والعلم والعقل والوعي . وفي الوقت نفسه ، عملوا على إضعاف العرب ، وزرع التفرقة بينهم ، ولا يخفى على أحد ما صرحت به إذاعة ( البي بي سي ) البريطانية من لندن ، في أثر تفكك الإتحاد السوفييتي : ” لقد زال العدو الشيوعي الأول وبقي الإسلام العدو الثاني ” ..وفهم القارئ كاف ٍلقراءة ما يجري الآن باسم الإسلام ..

ولكن لا يحق للعرب أن يتحدوا ..بل يجري العمل على تقسيم المقسم ، وتفتيت المفتت ، وتجزيئ المجزأ ..

بعد هذا أعود إلى العنوان وهوقول جدنا العظيم أبي الطيب المتنبي ..” ياأمة ضحكت من جهلها الأمم “..وهذا خير وصف لحال الأمة العربية في راهنها المريض ..فإذا وصفها المتنبي بالجهل منذ أكثر من ألف سنة ، فكيف حالها اليوم ، وقد وقعت ضحية التعصب الأعمى ، والتفرقة ، والتشتت ، والنعرات الطائفية ، والمذهبية ، والأمراض الاجتماعية . واتسمت بالدونية والتبعية للغرب .

هذه الأمة ، أمة العرب ، من المحيط إلى الخليج .. الموزعة على قارتين ، مسيجة بالمحيطات ، وفيها النيل ودجلة والفرات ، وفيها من الثروات لو استثمرت لصالح شعوبها ، لكانت كافية لأن تقضي على الفقر ، والجوع والمرض والتخلف ، والبطالة ، والجهل . ليس في بلاد العرب فحسب ، وفي هذه الأمة من الكوادر والعلماء ما يجعلها في صف الدول المتقدمة .. ولكن ما أن نسي العرب مضمون الآية الكريمة : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس “. حتى أصبح العرب على ماهم عليه الآن .

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جدلية العلاقة بين الديني والدنيوي 

سمير حماد   هل انت علماني ؟ إذن انت كافر وملحد ….الى هذه الدرجة اسيء استخدام هذا المصطلح …دينيا وسياسياً ….؟؟ كم نحتاج الى محاكمة ...