بقلم:باسل علي الخطيب
دعونا نطرح السؤال التالي: ماذا يبقى من الشرق إن غادره المسيحيون؟…
تبقى الصحراء….
ذات لقاء عاصف عام 1976 جمع الرئيس الراحل حافظ الأسد وهنري كيسنجر، كيسنحر يتكلم (تهديداً) حيناً، و(نصحاً) أحياناً أن لاترسلوا حيشكم إلى لبنان، كان رد الرئيس الاسد انه لو استمر الاقتتال الداخلي على ماهو عليه في لبنان فلن يبقى هناك مسيحي واحد، كان جواب كيسنجر سنرسل لهم سفناً تقلهم إلى الغرب….
الرسالة وصلت، الهدف إفراغ الشرق من المسيحيين…
اليوم الثاني كانت القوات السورية تدخل لبنان….
لاحقاً، خطة إفراغ الشرق من المسيحيين استكملتها داعش والنصرة وبقية ذاك الرهط، ومرة أخرى يتولى الجيش العربي السوري مهمة التصدي…..
ذات زيارة كان السيد الرئيس بشار الأسد في معلولا بعد تحريرها بعدة ايام، الرسالة كانت واضحة، ذاك العرين فوق قاسيون لن يسمح إلا ان تبقى سورية على تنوعها، أن سر قوتها وعبقريتها هو هذا التنوع….
هل قرأتم رواية (المسيح يصلب من جديد) لليوناني نيكوس كازانتراكيس؟….
أنا قرأتها قبل عشرين عاماً….
وشاهدتها عياناً أمس…
شاهدتها في حفل افتتاح اولمبياد باريس….
و في تلك الزاوية كان بيلاطس إياه يقف ويضحك، يغسل يديه ويقول أنا بريء من دم ذاك البار….
تسألون عن الفريسبين؟…
من تراهم الذين كانوا على المنصة إذاً؟!!..
ذاك لم يكن نهر السين، ذاك كان مرة اخرى درب الجلجلة،
أحقاً لم تشاهدوا ذاك الناصري الجميل يقطعه مثاقلاً، بجر صليبه وقد أثخنت الجراح جسده.؟؟….
وكل ذاك الرهط يصفق ويرقص على ضفتي النهر…
ذاك الحفل لم يكن انتقاما من المسيحية أو المسيحيين، ذاك الحفل كان انتقاما من السيد المسيح عليه السلام نفسه…
ترى ماذا يبقى من المسيحية من دون الناصري عليه السلام؟!!..
يبقى منها العهد القديم….
هل من داعي أن أقول إنه بعد ذلك سيكون التلمود هو الكتاب المقدس الجديد؟…
تباً، كم اكره تلك التسميات النمطية الصندوقية، (المسيحية الصهيونية)، إياكم أن تستعملوها، هذه تشبه أن نقول (الاسلام المعتدل) أو (الاسلام المتطرف)، يوجد الاسلام والاسلام فقط وهو عين الاعتدال والوسطية، فكيف تعرف المعرف؟!!…
نعم، كل فضيلة هي وسط هي رزيلتين، والاسلام هو ذاك الوسط هو تلك الفضيلة بين رزيلتي الكفر والتكفير…
على فكرة على سيرة السرقات التي تحدثت عنها في الجزء السابق، كلمة (صهيون) أو (سيون) هي كلمة سورية وتعني (الشمس) وقد سرقها هؤلاء….
ولكن ألم يسرقوا كلمة (إسرائيل) ايضاً؟!!…
ليس العشاء الاخير بالنسبة لي لوحة دافنشي، دافنشي لم يرسم تلك اللوحة ليوثق الحادثة، دافنشي رسم تلك اللوحة ليمرر الكثير من الرسائل….
اية رسائل؟…
حسناً، دققوا في الشخصية التي تجلس إلى جانب السيد المسيح…
هل وصلت الرسالة؟…
بالمناسبة في تلك اللوحة الشيطانية التي تم تصويرها في ذاك الحفل عن العشاء الاخير، وضعوا مكان يهوذا الاسخريوطي إياه فتاة او صبي بملامح آسيوية….
حقاً، أي خبث عند هؤلاء….
على فكرة من اين اتت تلك التسمية (العشاء الاخير)؟…
نعم، دافنشي اخترعها…
ذاك اللقاء وقد التقى الناصري الحواريين يجب أن يسمى الوصية او الرسالة الاخيرة، وقد مرر عليه السلام كسرات الخبز لحواريه أن كلوا، ومرر لهم كاس النبيذ أن اشربوا، كلهم أكلوا من (ذات) الرغيف وكلهم شربوا من (ذات) الكاس…
المغزى؟..
تلك الكسرة هي العمل الصالح وهذه الرشفة العلم النافع، نور على نور، وعلى هذا الصراط وكل صراط كانت هكذا دائماً: اياك نعبد واياك نستعين، وقد أشارت اليه، قالوا كيف نكلم في المهد من كان صبيا، قال أنا عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اين ما كنت، واوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا….
صحيح، كأن البعض قد ظن أنني احمل (الماسونية) المسؤولية عن هذا الجنون الذي يجتاح العالم!!!..
كلا أيها السادة، (فوبيا الماسونية) هي كانت وسيلة الإلهاء لإبعاد الأنظار والافكار عن الشيطان الحقيقي…
ألم اقل لكم لا اريد لأفكاركم أن تذهب بعيداً، بل اريدها أن تذهب أبعد؟…
و تتتالت لوحات ذاك الحفل الشيطاني…
الحرية…
Liberte
الحرية كانت أول شعارات الثورة الفرنسية…
ذاك الحفل اختزل الحرية بالحرية الجنسية، الصورة كانت فجة جدا، ولم يقتصر الامر على ترويج الشذوذ، لا باس ايضا بالجنس الجماعي….
ابيض، اسود، اصفر….
أين الاحمر؟؟…..
صحيح، لقد نسيت، هؤلاء قد ابادهم المستعمرون البيض الأوروبيين في امريكا…
150 مليون هندي احمر تم قتلهم على مذبح ارض الميعاد….
هل كنتم تظنون أن فلسطين هي أول ارض ميعاد؟؟..
ابادوهم لكنهم تركوا عنهم ذكرى وأثر…
طائرة الأباتشي….
لاحظوا هذا الخبث الابيض، الطائرة التي ما انفكت تقتل المدنيين في اقاصي بلاد الأرض بعدا عن امريكا سموها على اسم اكبر قبائل الهنود الحمر التي تمت ابادتها بنفس الطريقة….
إذاً، كل ذاك الشذوذ أعلاه تم تسويقه تحت عنوان الحب….
في خلفية الصورة في الحفل تظهر رواية (البؤساء) لفيكتور هوغو…
مرة اخرى الاغتصاب اياه….
هذه المرة اغتصاب المعاناة في ترويج ثقافة الألوان السبعة…
على فكر قصة الحب في تلك الرواية هي من اجمل قصص الحب في الأدب، كانت قصة حب طبيعية بين الأنثى كوزيت والرجل ماريوس…..
اعتقد لو كان بطل الرواية (جان فالجان) حياً، وعرضوا عليه حمل الشعلة الأولمبية لرفض، وهو الذي دخل السجن من اجل كسرة خبر….
هل سبق وحدثتكم عن (ثقافة الخواجة)؟؟…
على فكرة أغلبنا عبيد لثقافة الخواجة….
السبب؟!..
اننا نسينا من نكون….
إذاً، انتظروا المزيد عبر مجارير العولمة…
ذاك المزيد على فكرة سياتينا مزركشاً و زاهياً، بالحمرة الفاقعة والكعب العالي…
ترى متى كان يظهر بافومت بقرنيه؟…
هل تعرفون لماذا اشتهرت العطور الفرنسية على سواها؟…
ذات تاريخ وقد كانت اخوات دمشق الصغيرات قرطبة وإشبيلية وغرناطة وغيرها تضج بالحضارة والجمال، كان الفرنسيون لايستحمون إلا مرة كل عدة اشهر، فكان لابد من اختراع روائح تزيل روائحهم البشعة…
ولكن من قال أن تلك الروائح قد زالت؟…
ما فعلوه في الجزائر مثالاً….
هذا فقط لأذكركم ماهي ثقافة ذاك الخواجة….
منبهرون أنتم بثقافة الخواجة، أليس كذلك؟…
حسناً، الثورة الفرنسية التي قطعت راس الملكة ماري انطوانيت، هي ذاتها التي قطعت راس لافوازييه وبنفس المقصلة….
تسألون من هو لافوازييه؟….
ابو الكيمياء الحديثة…
لافوزييه هو صاحب مبدا مصونية المادة الشهير ” المادة لاتنشأ من العدم ولاتفنى، إنما تتحول من شكل إلى آخر”…
هل تظنون أن هذا الكلام ينطبق على الكيمياء فحسب؟…
أسأل أحياناً إن كانت المادة تتحول إلى طاقة، فهل تتحول الطاقة إلى مادة؟…
اسال لأنني احاول ان افهم كيف يمكن للطاقة التي نتجت عن كتابات فولتيير وموليير وفجرت الثورة الفرنسية، كيف تحولت إلى تلك المادة المظلمة عند سيمون دي بوفوار و سارتر؟؟!!….
على فكرة المادة المظلمة هي الأكثر انتشارا في الكون…
ولكن من قال أن الكثرة أمر محمود؟…
كلمة الكثرة ومشتقاتها لم تذكر ولا مرة في القران الكريم إلا في موضع الذم…
نعم، النور لايعرف إلا بالنور، والرجال تعرف بالحق، ولكن كيف تعرف المادة المظلمة وهي عدم أي لاشيء،؟…
الظلمة ضعيفة إلى ذاك الحد أنها لاتستطيع أن تعبر عن نفسها إلا بادواتها…
من هم أدواتها؟!!..
بضعة منهم من شاهدتموهم في ذاك الحفل سواء الراقصين أو من هم على المنصة….
أين البقية؟…
بعضهم يتنافسون حالياً في الانتخابات في امريكا، بعضهم يبني مدينة نيوم في ذاك الكيان، وبعضهم يكتب الدين الجديد في الكيان الآخر….
هل فهمتم لماذا سميت نهر السين طريق الجلجلة؟..
كيف تقهرون تلك الظلمة؟…
جوعوها….
اليدان ترتجفان، اللسان يرتجف، القلب يرتجف، اكتب وانا اشعر بهول ماهو قادم…
تسألون عن الحل؟؟…
ليس لنا إلا اللطف واللطف فقط…
اتدرون؟…. احب تلك الصلاة ” ربنا آتنا خبزنا كفاف يومنا ولاتوقعنا في التجربة، ونجنا من الشرير”…
ولكن أليست هي إياه في القران الكريم ومعها الجواب
” لايكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لاتؤاخذتا أن نسينا او اخطأنا، ربنا و لاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ولاتحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”…..
هل مازال بإمكانكم التحمل؟…
هل اكمل؟…
يتبع…
(موقع سيرياهوم نيوز-2)