غانم محمد
سأتجاوز (التعليمات)، وأتحدث عن الدولار شخصياً، دون الاكتفاء بنعته بـ (الأخضر)، والهبوط في سعر صرفه، والذي تحدثوا عنه خلال اليومين الماضيين، لن يكون خادعاً بالنسبة لعامة المواطنين، حيث لم نجد أي تأثير مباشر على ما نصرفه يومياً، على عكس ارتفاعاته السابقة، إذ أنه، وخلال ثوانٍ من ارتفاعه ولو عشر ليرات كانت (تنطّ) الأسعار بشكل جنونيّ، أما والحديث عن تراجعه أكثر من ألف ليرة، ولم يتحرّك السوق هبوطاً، فذاك سؤال يحيّرنا، رغم ادعائنا بالمعرفة!
الأمر يفرحنا نظرياً، أما التبرير، حتى من قبل الناس، أن البضاعة موجودة في السوق، وإنه سيتمّ غضّ النظر حتى يتمّ تصريفها حتى لا يخسر التجّار فهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً، لأنه عند الارتفاع كانت البضاعة موجودة في السوق أيضاً..
لا نريد أن تكون الانفراجات الموعودة بهذا اللبوس، وأن تكون ساعة تغذية كهرباء مثلاً هي الحلم المنشود.. عانينا ما فيه الكفاية، وصبرنا، وبإمكاننا أن نصبر أكثر، شرط أن نرى عملاً حقيقياً على الأرض، عملاً يبشّرنا أن الانفراجات ستكون حقيقية وليست فقاعات أو آنية.
شكونا كثيراً، ومع هذا لم نتخلَّ عن أي شيء من ثوابتنا الوطنية، وما قدّمه الإنسان السوري العظيم من كرامة (وإن كانت مغمّسة بالدم)، يستحق عليه مكافأة على شكل كلمة (شكراً من القلب)، مقرونة بحملة حقيقية لكبح جماح الفساد والفاسدين، تحت مسمى إعادة الحقّ لأهله، وخيرات البلد لمن يستحقها، لا لمن تلاعب وتاجر بها، وحرم غالبية الناس منها..
هنا، وفي هذه الحالة، سنبقى على ما نحن عليه، جنوداً حقيقيين في معركة البناء القادمة، وإلا قد تسرقنا خيبتنا إلى الخنوع والإحباط.
(سيرياهوم نيوز1-خاص بالموقع)