كتب رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
يوم امس وانا عائد الى بيتي لاحظت وجود عبوات مياه معمل السن الحكومية امام احد المحلات الخاصة في مدينة طرطوس ،فتوقفت ونزلت الى المحل وطلبت ستة عبوات مغلّفة مع بعضها ،وسالت صاحب المحل عن السعر ،فقال لي ستة الاف ليرة ..قلت له ولكن هذا السعر مرتفع جداً سيما وان السعر المدوّن على العبوة- سعة ليتر ونصف-هو 525 ليرة للمستهلك فأجاب هذا سعرنا ..خرجت من المحل وتذكرت ان لدينا وزارة طويلة عريضة لحماية المستهلك ،وقلت انها كانت خلال الفترات السابقة في وادٍ والمستهلك في وادٍ آخر ،وبالتالي لم يشعر بحمايتها له ولم يلمس على ارض الواقع اي شيئ يذكر من هذه الحماية، سواء اشتكى او لم يشتكِ، وسواء رفع صوته عالياً او بقي خافتاً من الخوف،وسواء نشر الإعلام معاناته او ترك النشر لوسائل التواصل ،والأدلة على ماتقدم كثيرة جداً لعلّ ابرزها ارتفاع كافة الاسعار والأجور بشكل لايقبله منطق أوعقل ،وفوضى الاسواق بعيداً عن اي ضابط وغياب اي تأثير يذكر لرقابة وزارة (الحماية)رغم صدور القانون 8 الذي شدّد العقوبات على المخالفين!
ومع وصولي الى البيت ،والتمعّن جيداً بما كان يكتبه المهندس عمرو سالم على صفحته بشكل متواتر حول امور كثيرة تتعلق برؤيته لحماية المستهلك ،وبما كتبه اليوم(امس) بعد تسميته وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في الوزارة الجديدة ،تساءلت بيني وبين نفسي فيما اذا كان سيتمكن حقاً من تنفيذ وعوده وبالأخص منها وعده بحماية المستهلك المستحق لهذه الحماية..ودون الدخول بتفاصيل ماكتب من آراء وما اطلق من وعود تعكس حرصه الشديد على تغيير الواقع القائم نحو الأفضل..أقول ان حماية المستهلك السوري غير المقتدر لايمكن ان تتم بآليات العمل والمتابعة والرقابة والعقليات والمصالح القائمة حالياً ،ولا يمكن ان تتم بطرق الدعم المتبعة للخبز وبعض المواد التموينية ،ولا بتجاهل نوعية الخبز السيئة ،ونقص وزن الربطة وزيادة سعرها عما هو محدد وسوء طريقة ايصالها ،ولا بترك سائقي التكاسي وسائقي السرافيس والشاحنات يفرضون الاجور على (المستهلك)كما يريدون،ولا بترك اصحاب المهن والحرف في الاسواق والمناطق الصناعية ينتفون (المستهلك)نتفاً عندما يحتاجهم ،ولا بترك تجار الجملة والمستوردين يحددون الكلف والفواتير كما يرغبون ..ولا ولا …الخ
فهل ستكون وزارة (حماية المستهلك)في الفترة القادمة وهو على رأسها، وزارة تحمي المستهلك الذي يحلم بهذه الحماية قولاً وفعلاً ؟ام ان الامور ستبقى كما هي لأسباب مختلفة؟الايام والأسابيع القادمة كفيلة بالإجابة على هذين السؤالين ..فلننتظر
(سيرياهوم نيوز-الثورة11-8-2021)