آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » هكذا يتحقق الانتماء الوطني الفعلي 

هكذا يتحقق الانتماء الوطني الفعلي 

 

 

أنس جوده

 

لا تترسخ قيمة وأهمية الرموز الوطنية بمجرد قرارات سريعة، بل تصبح كذلك نتيجة تاريخ طويل وقناعة وإيمان مجتمعي واسع بها لتصبح جزءا أصيلا من الهوية الوطنية للمجتمع والدولة.

 

في #سوريا لم يعد هناك رموز وطنية جامعة منذ زمن طويل، أغلب التاريخ وشخصياته محل خلاف عميق، الأعلام اصبحت جزءاً من الانقسام، النشيد الوطني غير مقبول من الكثيرين، ليس هناك سردية جامعة ولاحتى قصة واحدة مشتركة عن تاريخ هذه البلاد ونضالات شعبها وآباءها وأمهاتها المؤسسين، حتى الفترة التي يحاول أغلب السوريين العودة إليها كفترة جامعة شوهها البعث سابقا في أدبياته واليوم يتم وصفها بالتيه السياسي.

 

الهوية الوطنية نتاج عمل دؤوب طويل ولاتبنى بالغصب والإكراه بل بالمشاركة والشراكة والاقتناع، حاول البعث لستين عاما فرض هويته على هوية البلاد وفشل وسيفشل حكماً كل من يحاول ذلك بنفس الطريقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بأفراد وشباب يافعين عاشوا كل عمرهم مع رموز معينة وفجأة يطلب اليهم احترام رموز لايعرفونها ولم يروها في حياتهم أبدا.

 

إذا كانت السلطة السياسية نفسها لاتلتزم بهذه الرموز وغير مقتنعة بها فلا عتب على شابتين صغيرتين أخطأتا خطأ بسيطاً لايستحق أن تضيع بسببه كل حياتهم الرياضية ويتم خلق مظلومية جديدة تشبه مظلومية طلاب الجامعات الذين تم فصلهم في بدايات الحراك عام ٢٠١١ .

 

خذوا الناس بالحلم والعقل واشتروا عواطفهم باللين والرفق وليس بالغلظة والشدة، ويجب أن نقتنع جميعاً أننا بحاجة لإعادة بناء رموزنا وهويتنا الوطنية بطريقة جامعة ضمن مسار المصالحة الوطنية، ويجب ان نقتنع أيضا أننا بحاجة لرموز جديدة ينتمي لها الجميع ويحبها الجميع ويشعر الجميع أنها تعبر عنهم وبهذا فقط يتحقق الانتماء الوطني الفعلي .

سوريا لك السلام

 

(موقع اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متطلبات العلاج ومتطلبات الوقاية متكاملتان 

    عبد اللطيف شعبان   شكوى رسمية صدرت قبل أيام– عبرالإعلام – أظهرت نقصاً كبيراً في أنواع الأدوية المعالجة للسرطانات، وقد عرضها مدير التخطيط ...