هلوسات لاتنتهي…

 

 

د.ريم حرفوش

 

لاتطيلي الوقوف والتفكير ..

لاوطن هنا يشبه ماتبحثين عنه ..

فتلك الحكايا عن أشعة الفجر ..

والماء الصافي في النهر ..

والشجر دائم الخضرة والعصافير التي تلون الصباح بزقزڨتها ..

الغرف المرتبة والنوافذ ذات الستائر الملونة ..

ورائحةعطر يغتالك مع كل شهيق وتنهيدة ..

وقوس قزح يلوّن سماء عينين تُمطر كحلها الأسود ..

هل تصدقين الأحلام والمنجمين وتستمتعين بحالة الغباء ..

يكتبك النور قصيدة مشتعلة ويحيلك رماداً ..

والمياه حولك تغمرك كالكذب والضلال ..

في تاريخ الموت والولادة والحياة ..

كل ما هنا مستسلم للكسل والخمول ..

نتصفح الصحف و الجرائد والمجلات ..

بانتظار حلول .. ونلعن الظروف ..

نمارس رفاهية الدجل على مواقع التواصل الاجتماعي ..

وننام على هلوسات لاتنتهي ..

كلنا في البداية رائعون ..

مساء نخلع ثوب الطهارة أرهقنا بنقاوته ..

ونحن مشوهون بما يكفي لنمحو بياضه بسواد الأفكار والقلوب ..

نتعبد ونغرق بكأس النبيذ المعتق ..

لا عقلانيون حد الجنون ..

صلبنا البحر فوق رماد احتراقنا ..

وانتظرنا الحوريات واللؤلؤ الموعود ..

الشاطئ يتآكل هنا ياصديقي ..

يتحول لوحش كل مساء يحرمني الرقاد ..

أحلامي الوردية تحرق أعصابي وتصيبني بمس من الهذيان ..

لاأريد أن أطارد الحصان الأبيض ..

فالفرسان في هذا الزمن يسقطون مع أول كبوة ..

وليس في حساباتي الوقوف على الاطلال ..

وإدمان الحزن والبكاء ..

صار يوجعني أني أعلّق مشانق لقلبي وعقلي كل وعد وموعد ..

اخترع وطناً صغيراً لي وحدي فقط ..

على مقاس حذائي ..

ماينفعني وسع العالم وكل مافيه من لغات وأوطان ..

إذا كان حذائي ضيقاً ..

وماعدت قادرة وقدماي تنزفان على اللحاق بك ..

ماينفعني أن الزمن توقف بك عندي ..

وأنا عندما أقع لاتمسك يدك بيدي ..

هذا الشعور الغريب بداخلي رميته بالبحر ..

أصيب بالدوار مع كل هذه التناقضات ..

ابتلعه الموج .. وصمت الكون ..

وأنا رحلت حافية والألم يعتصر قدماي ..

علمني الغدر ألا أطيل الوقوف والتفكير ..

فكل مفارق الطرق هنا ليس لها ذاكرة الفرح ..

كل خربشاتي السابقة مالم يأكله البحر ومااستعصى عليه رميته في سلة المهملات ..

روعة الأشياء أن تبدأ من جديد ..

بدون ذاكرة .. ولامواقف انتظار ..ولاحذاء ..

ولاحتى أقدام …………

(سيرياهوم نيوز ١)