| غانم محمد
تمّت عملية (التنفيث)، والقلوب التي كانت تئنّ وجعاً استسلمت مؤقتاً لهذا الوجع، واللجنة (المشتركة) التي مثّلت سلطتين (تشريعية وتنفيذية) لا أحد يسأل عن أخبارها، لأنه لا أحد ينتظر منها أي شيء!
هو نوع من الإحباط، وعدم الثقة بقدرة أي جهة على عمل ما هو خير للشعب، وبالتالي، فإنّ الاتجاه إلى الحلول الفردية هو عنوان هذه المرحلة لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً…
ربما، يكون قرار إيقاف طباعة المفكرات السنوية، الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء خطوة على الطريق، ومن وفر هذا القرار، ربما يتحسّن الوضع المعيشي للمواطنين.
المشكلة أن القرارات تأتي في معظمها مستفزّة، وكأن كل ما هو أهمّ منها قد تمّ إنجازه!
في الجدّ قليلاً، يقول الخبر:
وافق رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة الاستمرار بتقديم الدعم لمستلزمات الإنتاج الزراعي للمحاصيل الاستراتيجية المستلمة من قبل الجهات العامة وللمحاصيل الرئيسية وللثروة الحيوانية وفق الإمكانيات المتاحة، والاستمرار بتقديم الدعم للمنتج النهائي للمحاصيل التي تتسوقها مؤسسات الدولة بما يحقق مصلحة الفلاحين ووفق الإمكانيات المتاحة.
يا سيّدي المسؤول: قليلون هم الذين يتابعون الأخبار، وبالتالي فإن مثل هذه الأخبار لن تحدث أي أثر إيجابي بين الناس، أما الأكثر فهم الذين يعيشون الواقع، ونحن منهم، ونعيش وسط هؤلاء الفلاحين الذين تتحدث عن دعم إنتاجهم، فإن قلتُ لهم إن الحكومة تدعمكم وأنتم تنكرون، سيقلبون على (قفاهم) من الضحك!
قلناها مرة واثنتين وألفاً: الدعم ليس قراراً، الدعم إجراءات على أرض الواقع، وهذا غير موجود، ونحن على ذلك شهود..
أنا مستعد أن أرافق السيد رئيس مجلس الوزراء، أو السيد وزير الزراعة، إلى 10 آلاف مزارع، ونسألهم سوية، فإن اعترف مزارع منهم بوجود الدعم، فسأضع نفسي تحت أي عقاب ترونه مناسباً.
(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)