يبدو واستنادا إلى مصادر دبلوماسية مطلعة جدا ان الاردن يريد ان يلعب دورا اساسيا في اعادة انتاج مشهد الرئاسة الفلسطينية باعتبارها تمثل الشرعية الاساسية في اي نقاشات أمريكية او غربية لها علاقة بمستقبل قطاع غزة تفاعلا على الارجح مع شكوى وتذمر وصلت الى عمان من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشتكي من انه بات معزولا لا بل إتهم وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بالكذب عليه مرتين وبتقديم وعود له لها علاقة بملف الاصلاح وتمويل السلطة والرواتب العالقة عند وزير المالية الاسرائيلية لكنه لم ينفذها.
وخلف ستائر كواليس قمة العقبة الثلاثية التي جمعت العاهل الأردني بالرئيس الرئيسين المصري والفلسطيني تقف محاولة أردنية جديدة لمساعدة مؤسسة الرئاسة الفلسطينية واعتبارها جزء اساسي وفاعل ونشط في اي محاولة لهندسة المشهد الفلسطيني مستقبلا.
طبعا كل تلك الفعاليات في القمة ناقشت الكثير من التفاصيل المرتبطة بأن تتوحد المواقف الرسمية لكل من عمان ورام الله والقاهرة بعد الان في اطار دعم واسناد الشرعية الفلسطينية مع ان العديد من الاطراف داخل الاردن وخارجه بدات تعتبر بان مسالة الشرعية الفلسطينية تحديدا لم يعد من الممكن اعتبارها محصورة في السلطة الوطنية الفلسطينية او حتى بالمقاطعة في رام الله و الرئاسة الفلسطينية بسبب عدم حصول انتخابات منذ سنوات طويلة.
وبسبب المستجدات والتداعيات التي تثيرها واثارتها معركة طوفان الأقصى والقصف الاجرامي والهمجي الاسرائيلي على أهل قطاع غزة.
وهنا برزت مداخلات اقرب الى عتب من قبل بعض قادة المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس تجاه الادوار الاردنية والمصرية في التركيز على السلطة الفلسطينية دون ادنى اعتبار للتحولات الجذرية الجارية في فلسطين المحتلة والتي تؤشر على استمرار العدوان العسكري العنيف والرغبة بتهجير سكان غزة اضافة الى حالة الانهيار الأمني و بواكير الانتفاضة المسلحة التي بدأت تظهر في الضفة الغربية.
ويعتبر الاردن ان دفاعه عما يسميه بالشرعية الفلسطينية ممثلة بالسلطة ورئيسها واجهزتها هو المدخل الطبيعي والاساسي لأي عملية هندسة للمشهد الفلسطيني تحت العنوان الذي اقترحه الوزير الذي اقترحه انتةني بلينكن باسم رسمم مستقبل قطاع غزة.
و لاحظ الجميع ان بلينكن في أخر تصريحاته بعد زيارته و جولته الاخيرة مع 7 دول في المنطقة تحدث عن دور لخمسة دول هي السعودية والامارات وقطر والاردن وتركيا في مناقشات لها علاقة بمستقبل قطاع غزة تحديدا بعد وقف الاعمال الحربية.
لكن الوزير الامريكي هنا إستثنى كل من مصر والسلطة الفلسطينية من هذا الاطار وهو المبرر الاساسي الذي دفع فيما يبدو الاردن لإعادة انتاج المشهد واستضافة القمة الثلاثية الطارئة في مدينة العقبة بهدف مساعدة السلطة الفلسطينية على الصمود ازاء معركتين تخوضهما الان .
الاولى بعد حجب رواتبها ومخصصاتها من الضرائب من قبل وزير المالية الاسرائيلي المتشدد والثانية مع الادارة الامريكية التي بدات تتصور بان السلطة الفلسطينية بوضعها الحالي لا يمكن مناقشة مستقبل الملف الفلسطيني معها وانها ينبغي ان تتعرض لعملية اصلاح او تغيير هيكلي في المستوى القيادي.
وفي الحالتين الاسرائيلية والأمريكية معا يبدو ان الرئيس الفلسطيني يشعر بالغبن والعزلة الغضب ويتذمر بين الحين والأخر ويؤكد بان الضغوط التي تمارسها اسرائيل على السلطة واجهزتها ماليا واداريا وامنيا هي التي تحاصر السلطة وقيادتها وتعزلها عن سياق الاحداث علما بان الاتهامات واضحة في الشارعين الاردني والفلسطيني على الاقل تجاه دور السلطة السلبي في توفير الحماية واسناد اهل قطاع غزة وفي ايضا الموافقة او العجز امام الاختراقات والاقتحامات الاسرائيلية العسكرية العنيفة للعديد من مدن الضفة الغربية.
بكل حال يحاول الاردن تطيبب بعض الجراح او وضع بلسم سياسي على الجراح التي تشعر بها مؤسسة الرئاسة الفلسطينية لكن مسعاه حتى الان في هذا السياق مرتبط بالثنائية مع القيادة المصرية وقمة العقبة جاءت في هذا السياق على الارجح.
لكن مع شعور الرئيس الفلسطيني بالعزلة يؤكد ويرجح بانه تعرض لعملية كذب منهجية من الجانب الامريكي وان الوزير انتوني بلينكن طالبه مرتين بإجراء اصلاحات لكن الجانب الامريكي لا يحدد الاصلاحات المطلوبة في هيكل السلطة تحديدا والأهم بالنسبة لمقايسات الرئيس عباس ان الجانب الامريكي وهو يتحدث عن الاصلاحات في السلطة لا يشير اطلاقا لدور الاجهزة العسكرية والامنية الاسرائيلية في ضرب السلطة و في اظهار عجزها وفي وقف تمويلها واموالها.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم