الرئيسية » ثقافة وفن » هل الكاتب أسير القلم أم العكس؟ الكاتب اسماعيل مروة يغادر قلمه بعيداً عن ترّهات الثّقافة المستحدثة…

هل الكاتب أسير القلم أم العكس؟ الكاتب اسماعيل مروة يغادر قلمه بعيداً عن ترّهات الثّقافة المستحدثة…

عامر فؤاد عامر

وقْعَ الدّكتور اسماعيل مروة كتابه “الأيّام كما عشتها” وقد أعلن بأنه الكتاب الأخير له، بعد رحلة مهمّة مع الحرف والكلمة قالها عبر كتبٍ، وقصصٍ، ورواياتٍ، ودراساتٍ، وغيرها، ومن الحكمة أن يضع الكاتبُ نقطة عند رحلة عطائه فالكتاب موقف، وكيف إذا كان هذا الكتاب يتحدّث عن السّيرة الذّاتيّة للكاتب. التقت “ريتينغ برودكشن” صاحب “الأيّام كما عشتها” وكان لها حديثاً عن الكتاب، وعن الحياة الثقافيّة في الوطن العربي، واقتطفنا منه التّالي: “عن كتابي “الأيّام كما عشتها” أقول هو صرخةٌ من العبث في وجه وسطٍ عابث، فأنا لا أقبل السّير على رصيفٍ من دون النّظر إلى بلاطه؛ فقد يكون فيها فراغاً، وهذه الفكرة دوماً معي، لذلك عندما وصلت إلى قناعة أن البيئة ليست حاضنة، والثّقافة ليست ثقافة، وبأن مثقفي السّلطة في الوطن العربي كلّه هم الذين يتسيّدون، ولو لم يكن لديهم أيُّ إنجاز بل يشتمون أيّ مُنجَز، وأيّ مُنجِز، ويدّعون التّفوّق عليه، وعندما أدركت أن السّلطات العربيّة لا يعنيها الثّقافة على الإطلاق؛ كان لي القول بأنني لا أريد إكمال رحلة العبث، سأمارس العبث وحدي، أجلس أتأمّل، أكتب، أحبّ، أعشق، أمارس جنوني، أهدرَ مالي، وبالطريقة التي أشاء. أنا قليلاً ما أومن بأن الثّقافة تحمل رسالة لتنوّر النّاس، لا نوّر نفسك أولاً قبل أن تتجه للناس، فالثّقافة فعلٌ أناني، قد تدفع إلى التنوير إن كان المثقفُ كبيراً كرفاعة الطهطاوي وطه حسين مثلاً، لكن الثّقافة والتّنوير يأتي بالتّراكم، وليس بفعلٍ خاصّ، ومن هنا جاءت العبثيّة، وعندما وجدت أن مرحلة السّتينات قد حمل لوائها سادة الثّقافة والفكر من مصر إلى سوريا ولبنان وغيرها، وعندما حدث هزيمة 67 بقي صلاح جاهين محبّاً للثورة لكنه توقّف عن الكتابة، وبقي سليمان العيسى محبّاً للبعث لكنه توقف عن الكتابة وقال لي: “لا أمجد شيئاً لا يستحق التّمجيد” والأمثلة كثيرة. جاءت لاحقاً مرحلة تدجين المثقفين وتقزيم الحقيقيين، والسّلطات لا تدري ما تفعل بنفسها، وعندما حدث ما يسمّى بالرّبيع العربي كان أوّل من طعن بالرّئيس المصري “حسني مبارك” المثقفون الذين صنعهم، فعندما يُستبدل محمد حسنين هيكل بشخص لا يجيد كتابة خبر فمن الطبيعي عندها أن يكون الإعلام عاجزاً عن الدّفاع عن سيده، وعندما يتصدّر شخصٌ الثّقافة، مهما كان مهمّاً، لكنه لا يملك رؤيةً، فلن يكون قادراً على الدّفاع عن النظام الذي وضعه، وهناك قضايا كثيرة ذكرها الكتاب، وعلى الرّغم من كثرة التّجارب المريرة إلا أنني لم أذكرها كلّها، وأنا لا أريد إلا استرضاء روحي، وحرفي، وما تبقى من خلاياي، لأغادر وأنا سعيد جداً، وأفخر بأنني لم ألوَّث، ولم أستزلم، ولم أسرق”.

(سيرياهوم نيوز-ريتنغ18-9-2021)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...