على الرغم من كل ما عملوا عليه من ضخ إعلامي وغزو منظم لعقول الشعوب والأمم غير الغربية, للوصول إلى نقطة فارقة في الفكر السياسي والثقافي والاجتماعي, مفادها أن الغرب هو المركز لكل شيء وبكل شيء أيضاً و في المال والسياسة والآداب والعلوم والتطور التقني.
حقيقة لايمكن لأحد في هذا الكون أن ينكر أن الغرب متقدم تقنياً وحضارياً, والحضارة بمفهومها المادي لا الروحي ولا الثقافي, ولكن لايمكن أيضاً لأحد في العالم بعد التجارب المريرة التي عاشها مع الغرب أن يقول إن العواصم الغربية تعمل لحظة واحدة لمصلحة الشعوب, أو أنها فعلاً تؤمن بالشعارات والمصطلحات التي أطلقتها من منابر أممية, وتتاجر بها دائماً.
هل نذكرهم بمفاهيم السيادة الوطنية, وحق الشعوب في تقرير مصيرها, واختيار نظام وشكل الحكم الذي تراها يخدم مجتمعها وينهض به؟ وغير ذلك كثير مما نجده في الأدبيات السياسية العالمية, ومعها حقوق الإنسان, ولكن على ما يبدو أن حبر المواثيق ليس ثابتاً إلا عندما يريدونه مطية للتدخل في شؤون الدول الأخرى.
السوريون الذين فككوا هذه الازدواجية الغربية, وعروها أمام العالم كله, ليسوا بحاجة إلى إعادة تذكير باريس بعَته ساستها, ماضياً وحاضراً, وربما مستقبلاً, عندما تتخذ سورية قراراتها السيادية, فإنما تمارس أقدس حق عرفته البشرية, وما يجري الآن في سورية يراه العالم كله, خارجياً وداخلياً, المشهد واضح لا لبس فيه نحن نمضي نحو الغد, نمارس حقنا في وطننا وعلى أرضنا, ونختار من نريد, بوصلتنا مصلحة الوطن, لا ننتظر شهادات أحد في العالم, إلا شهادة الشعب السوري, وقد رأيتم جانباً منها منذ أيام, وبكل الأحوال بعد الاستحقاق الانتخابي بثلاثة أيام أي 29 أيار, سوف يحيي السوريون ذكرى مجازر فرنسا في البرلمان السوري, لتتذكر باريس أنها وهي تصب جام غضبها على المدنيين, لم يتراجع رجال (الدرك السوريون) عن مواقفهم, وارتقوا شامخين أحياء, تحيتهم للعلم السوري وحده, لا لغيره, فليتذكروا ذلك جيداً.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا