مصعب أيوب
بات التيكتوك وجهة لكثير من الممثلين السوريين ومنهم خالد حيدر وليليا الأطرش وغادة بشور وجرجس جبارة ومازن عباس وغيرهم، فهم يتنافسون للحصول على الهدايا والدعم من المتابعين ليتم تحويل ذلك فيما بعد إلى الحسابات البنكية، كما يعد البعض التيكتوك وسيلة مناسبة لكسب مشروع ولا حرج فيها، ولأي فنان الحق في استخدام هذه المنصة كما يشاء ولاسيما في ظل الظروف الخانقة والضائقة المالية التي تعيشها البلاد وتحديد أدوار البطولة للأعمال الدرامية بأسماء معينة موضوعة بشكل مسبق من شركة الإنتاج إن لم نقل إن النص وضع خصيصاً لهم، ولعل ذلك ما يدفع الفنان الذي يتم استبعاده مراراً وتكراراً بشكل أو بآخر للبحث عن فرصة عمل أو طريقة يحقق منها مكسباً مالياً ويستعين على قضاء حوائجه، وهو كغيره من الناس لديه احتياجات وعنده التزامات ويسعى للوصول إلى سبل البقاء والاستمرار وخصوصاً أنه لا يجيد مهنة أو صنعة أخرى غير التمثيل.
مهنة إضافية
بعد انتهاء الموسم الرمضاني وانتشار إحصائيات وأرقام ضخمة وكبيرة قيل إنها أرقام المبالغ التي جناها الممثلون السوريون لقاء مشاركاتهم في الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان وهي مبالغ تصل إلى مليون دولار تقريباً، يلفتك ضجيج مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بصور وأخبار لممثلين سوريين حول امتهانهم لأعمال أخرى غير التمثيل ومزاولة أعمال يقوم بها أبناء الطبقة المتوسطة من أجل كسب المال، فتداول رواد مواقع التواصل مؤخراً صوراً للممثل بسام دكاك حول عمله في نقطة بيع ضمن معرض الزهور الذي تحتضنه العاصمة دمشق في دورته الرابعة والأربعين، إذ استهجن الزوار وقوفه على بسطة لبيع البسكويت والمعجنات والفطائر، وقد تداول البعض مقولة له تفيد بأن «الشغل موعيب وأحسن ما مد إيدي لحدا».
تأمين مستلزمات المعيشة
دكاك لم يكن الوحيد الذي تناقلت الصفحات أخباره ووقف الكثيرون عند التحولات في حياتهم ومسيرتهم، فظهرت الممثلة سوسن ميخائيل قبل أيام أيضاً ضمن لقاء تلفزيوني مبينة أن لجوءها إلى تطبيق «تيك توك» سببه يعود إلى قلة الأعمال المعروضة عليها لتتمكن من تأمين مستلزمات المعيشة في ظل الظروف الصعبة، فقالت: أنا بفتح لايف ع «تيك توك» وبضطر أحياناً قول كبسوا كبسوا، بس أنا مجبورة لأن الشغل كتير قليل وأنا بدي عيش.
وأكملت خلال اللقاء: أنا عم أستغل اسمي انو في ناس بتحبني، وهاد المكان ماني مبسوطة فيه، أنا عم اطلع مجبورة.
رضا وقبول
على عكس ميخائيل يعتبر نزار أبو حجر أن التيك توك مشروع مجد مادياً إذ يعبر عن رضاه لدخوله هذا العالم، معرباً عن سعادته بالتخلص من سلطة المخرجين وشركات الإنتاج، ليشكل بدخوله إلى عالم التيك توك موضع جدل واختلاف في وجهات النظر، فبين أبو حجر في إحدى المقابلات التلفزيونية أن التيكتوك لا يقلل من هيبة الممثل لأنه منصة للحوار والنقاش وطرح الأسئلة والإجابة عنها وفيه الكثير من الشخصيات أصحاب الثقافة العالية والتوجهات المتنوعة.
لا تسد الرمق
بالعودة إلى ممارسة الفنان أعمالاً أخرى غير التمثيل نستذكر الممثل محمد كيلاني المشهور بـ«شرطي الدراما» نظراً لأن معظم مشاركاته الدرامية أدى فيها دور شرطي، فقد ظهر كيلاني في مقابلة مصورة في وقت سابق مصرحاً بأنه يمارس مهنة الخياطة مع شقيقه، مفيداً أن مهنة التمثيل ليست كافية لسد الرمق، كما بين أيضاً أنه اشتغل سابقاً على بسطة لبيع البسكويت والنقرشات في ضواحي دمشق قائلاً «الشغل مو عيب».
عجز مادي
كما ظهر الفنان ومدير الإنتاج هاني شاهين قبل عامين عبر فيديو مصور لفت فيه عناية الناس إلى أنه يقتات وزوجته منذ قرابة الـ3 أسابيع على «الزيت والزعتر»، وأنه نسي طعم الفاكهة، وأنه عاجز عن تركيب سماعة طبية بعد أن تردى جهازه السمعي لاسيما بعد أن تجاوز الثمانين من العمر، كما أنه باع سيارته لوفاء ديونه، كما وجه يومها نداء إلى القائمين على صناعة الدراما قائلاً فيه «مستعد للعمل مجاناً لكن لا تتركوني أرحل من دون أن أصنع شيئاً يليق بالختام».
وعلى ضوء ذلك انهالت العروض على شاهين وعدة شركات إنتاج تواصلت معه وعرض عليه المشاركة في عدة أعمال منها مسلسل كانون الذي لم يعرض بعد.
خلاصة
في النهاية لا بد من طرح تساؤلات عدة: هل مهنة التمثيل تتنكر لبعض أبنائها أم إنهم هم العاقون لها ولم يحسنوا التعامل معها والاختيار الجيد ووضع أنفسهم في المكان الصحيح وعدم امتلاكهم الموهبة اللازمة هو ما أدى إلى ذلك؟ أم إنها الشللية المنتشرة في الوسط الفني والمصالح المشتركة؟
تساؤل آخر يفيد بأن المواقع تضج والناس تستاء من ظهور فنان بمظهر لا يقدمه بشكل لائق أو مرموق وتعقد الاجتماعات وتحرك الأقلام، على حين أن نسبة كبيرة من الأدباء والمثقفين والكتاب اليوم ليسوا بحال أحسن من أولئك ولا أحد يكترث لأمرهم، فهل يمكن أن نرى ذلك التعاطف تجاه فنان تشكيلي أو كاتب روائي أو قاص؟ أم إن القداسة تتفرد بالممثل وهو فقط من يجب أن يكون بأبهى صورة وأفضل حال؟
سيرياهوم نيوز1-الوطن