آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » هل تحتاج النساء إلى نوم أكثر من الرجال؟

هل تحتاج النساء إلى نوم أكثر من الرجال؟

 

 

دائماً ما عُدّ النوم عاملاً حاسماً في الصحة الجسدية والنفسية، لكن سؤالاً يتكرر في الأبحاث الحديثة: هل تختلف حاجة النساء إلى النوم عن الرجال؟

 

تشير دراسات علمية موثوقة إلى أن الإجابة ليست نعم أو لا بشكل مطلق، بل ترتبط بفروق بيولوجية وهرمونية وسلوكية تجعل احتياج النساء للنوم أعلى قليلاً في المتوسط، وإن كان الفارق بالدقائق لا بالساعات.

 

فروق مثبتة في مدة النوم

بحسب تحليل سكاني واسع نُشر في مجلة Sleep، وهي إحدى أبرز الدوريات العلمية المتخصصة في أبحاث النوم، تبيّن أن النساء يَنمن في المتوسط نحو 10 إلى 15 دقيقة أطول من الرجال في الليلة الواحدة. ورغم أن هذا الفارق يبدو بسيطاً، إلا أنه ظهر بشكل متكرر في عينات مختلفة، ما يشير إلى اختلافات بيولوجية حقيقية في تنظيم النوم بين الجنسين.

 

الهرمونات… العامل الخفي

تفسّر الأبحاث المنشورة في دورية Nature Reviews Neuroscience جزءاً من هذا الاختلاف من خلال التغيرات الهرمونية التي تمر بها النساء على امتداد حياتهن، من الدورة الشهرية إلى الحمل والرضاعة وانقطاع الطمث.

هذه التحولات تؤثر مباشرة في الساعة البيولوجية، وعمق النوم، وعدد مرات الاستيقاظ الليلي، ما قد يزيد الحاجة إلى نوم أطول أو تعويضي للحفاظ على التوازن العصبي والذهني.

 

اضطرابات النوم أكثر شيوعاً لدى النساء

وفق بيانات «المعاهد الوطنية للصحة» في الولايات المتحدة (NIH)، تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالأرق واضطرابات النوم المرتبطة بالقلق والاكتئاب مقارنة بالرجال.

وتشير المؤسسة إلى أن النوم المتقطع أو غير العميق قد يدفع الجسم إلى طلب وقت أطول في السرير، حتى وإن لم يكن النوم فعلياً أكثر جودة.

 

من جهتها، توضّح كلية الطب في جامعة هارفارد أن التوصيات العامة للنوم لا تختلف رسمياً بين الرجال والنساء، إذ يحتاج معظم البالغين من سبع إلى تسع ساعات من النوم ليلاً.

 

لكنها تشير في مقالاتها البحثية إلى أن النساء قد يشعرن بتأثيرات نقص النوم بشكل أسرع، مثل الإرهاق الذهني وتقلب المزاج وضعف التركيز، ما يجعلهن أكثر حساسية لأي خلل في عدد ساعات النوم أو جودته.

 

هل الدماغ الأنثوي يعمل أكثر؟

في دراسة شهيرة نُوقشت في أبحاث النوم ونُشرت نتائجها في مجلات علمية متخصصة، اقترح بعض الباحثين أن الدماغ الأنثوي قد يستخدم شبكات عصبية متعددة أثناء النهار بشكل أكبر، خصوصاً في ما يتعلق بالمهمات العاطفية والاجتماعية، وهو ما قد يزيد الحاجة إلى فترات أطول من النوم لاستعادة التوازن العصبي.

 

ورغم أن هذا الطرح لا يزال محل نقاش علمي، إلا أنه يُستخدم لتفسير سبب شعور بعض النساء بالحاجة إلى نوم أطول.

 

إذن… هل تحتاج النساء فعلاً إلى نوم أكثر؟

تُجمع المصادر العلمية، من Nature إلى Sleep وNIH و«هارفارد»، على أن الفارق ليس كبيراً أو مطلقاً، لكنه ملحوظ إحصائياً.

فالنساء، في المتوسط، قد يحتجن إلى قليل من النوم الإضافي، أو على الأقل إلى نوم أكثر انتظاماً وجودة، لتعويض التقلبات الهرمونية والاضطرابات الشائعة.

 

النساء لا يحتجن بالضرورة إلى ساعات نوم أكثر بكثير من الرجال، لكن الأبحاث تؤكد أن أجسادهن وأدمغتهن أكثر تأثراً بنقص النوم.

وبينما تبقى القاعدة العامة واحدة للجميع، فإن الاستماع إلى إشارات الجسم، لا المقارنة بالآخرين، يظل العامل الأهم في تحديد الحاجة الفعلية إلى النوم.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التنوع الديموغرافي السوري.. كيف يعالج السوريون إرث التلاعب الذي خلّفه النظام؟

عاصم الزعبي   تُعتبر سوريا من أقدم المناطق أو الدول المأهولة في التاريخ، وقد تعاقبت عليها الحضارات المختلفة منذ آلاف السنين، حيث عرفت الأرض السورية ...