الرئيسية » أخبار الميدان » هل تشهد الأيّام القادمة انهيارًا للجيش الأوكراني؟

هل تشهد الأيّام القادمة انهيارًا للجيش الأوكراني؟

د. بسام روبين

إن أبجديات التحليل العسكري الصحيح وفقا لموازين القوى على الأرض تؤكد   تفوق القوات الروسية على تلك الأوكرانية ،وقدرتها على إنهاء الحرب الدائرة خلال أيام معدودة من بدء المعارك ،ولكن هنالك تعديلات حدثت اوجدتها فنون الحرب دفعت بالقيادة الروسية لإطالة أمد الحرب واستنزاف المعسكر الغربي لإحداث حراك سياسي  ضد سياسة القطب الواحد لتنويعها ،وقد نجحت الإستراتيجيات الروسية في صناعة رأي عام عالمي بات مقتنعا بأن الحرب الدائرة في أوكرانيا تقوم بين روسيا من جهة والمعسكر الغربي بزعامة أمريكا من جهة ثانية ،ولو أن روسيا حققت أهدافها خلال الأيام الأولى من الحملة العسكرية لما كان هنالك نكهة تذكر لأي إنتصار روسي ،فروسيا دولة عظمى والجيش الأوكراني متواضع الإمكانات والخبرات ،أما الآن وبعد تهيئة الرأي العام العالمي ،وقيام الغرب بتقديم كافة أشكال الدعم لأوكرانيا وفقا للشروط الروسية فإن أي نصر سيعني هزيمة المعسكر الغربي وتقهقره أمام روسيا العظمى ،لذلك نرى تحولا ملموسا في الإعلام المضلل والمدعوم من الغرب حيث بدأ الحديث فقط عن تقدم القوات الروسية وتقهقر الجيش الأوكراني على جبهات القتال يوازي ذلك إستعدادات روسية لتأمين المدن الروسية والأهداف الحيوية في روسيا ضد أي ردة فعل للغريق الأوكراني الذي لم يعد يمتلك شيئا ،ولا يخشى من اي بلل ،فالدعم الغربي المادي لأوكرانيا كان موجها في معظمه لتثبيت النخب السياسية والقادة العسكريين لثنيهم عن أي إنشقاقات وانهيارات مبكره.

ولكن الأمور وكما يبدو خرجت عن السيطرة لدى الغرب وبدأت نزاعات تظهر بالأفق بين الصف الغربي ،واقتربت ساعة الحسم في ظل تقدم ملموس للقوات الروسية على الجبهة الشرقية التي يتخندق فيها غالبية الجيش الأوكراني  وربما تكون الخطة الروسية الأخيرة تتمثل في الإطباق على أوكرانيا بشن هجوم متعدد المحاور خصوصا وأن الجبهات الأخرى فقيرة بالقوات العسكرية ولا تمتلك الصمود أمام أي خطة هجومية روسية، وأن أي نقل للقوات من الجبهة الشرقية ربما يؤدي لإنهيار الجيش الأوكراني على كافة المحاور ،وبذلك تكون روسيا قد حققت ما خططت له.

والتخوف هنا من تمرد الدول الغربية  على الشروط الروسية في تسليح الجانب الأوكراني بأسلحه متطورة وبعيدة المدى كطلقه غربية أخيره منها لرد إعتبار الغرب قبيل الدخول في تفاوض يقبل بالواقع الجديد ويثبت وقف إطلاق النار وفقا للمكاسب التي حققتها روسيا ،وهذا إن حصل قد ينقل الحرب من الحالة التقليدية إلى الخطر النووي الذي يتخوف منه العالم مما قد يدفع بروسيا لتوجيه ضربة نووية وفقا لتطورات الموقف. ونتمنى تحقيق ما جاء على لسان رئيس الأركان الأمريكي، وهو مطلع على خفايا الامور وعلى موازين القوى حيث يرى أن التفاوض هو الوسيلة الوحيدة لانهاء النزاع.

لذلك فإن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفآجات ،وقد ينهار الجيش الأوكراني اذا استمرت سياسة التعنت الغربي ،وتركهم للرئيس الاوكراني يسرح ويمرح كضيف حامل سيف.

عميد أردني متقاعد

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أوكرانيا: الصاروخ الروسي البالستي أصاب هدفه في دنيبرو بسرعة 13 ألف كلم في الساعة

مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تقرّ بأنّ الصاروخ الروسي الذي أطلق ، أمس الخميس، ضرب مدينة دنيبرو الأوكرانية بسرعة 13 ألف كيلومتر في الساعة، واستغرق 15 ...