بلال ديب
قبل ساعات اعلن موقع البعث ميديا بدء اجتماع القيادة المركزية للحزب للبت في نتائج الاستئناس الحزبي الممهد لاختيار مرشحي الحزب لانتخابات الدور التشريعي الرابع ويبدو أن انتظار قرار رفاقنا في القيادة المركزية للحزب المجتمعين منذ ساعات، قد يطول وهذا مبرر، كون المهمة الملقاة على عاتقهم ليست بسيطة كما أنها ليست صعبة، فطالما أن البوصلة عادة واضحة للاختيار من خلال نتائج الاستئناس والمعايير التمثيلية التقليدية، لكن تأتي الصعوبة حين نعمل على الموازنة في التمثيل للدوائر الانتخابية في المحافظات ضمن الكتلة البعثية المؤلفة من 167 عضواً من الفئتين (أ،ب) ممن سيقدمهم الحزب ليمثلوا البعثيين في 15 دائرة انتخابية على مساحة الجغرافيا السورية، ما يستلزم تدقيقاً في التمثيل الديمغرافي والجغرافي وتمثيل الشباب والمرأة وقبل ذلك اعتبار عدد أصوات المستأنسين ميزة تكاد تكون أساسية في المفاضلة، فهذه المعيارية والموازنة تحتاج لزمن ليس قصيرا في التداول والنقاش والحوار بين أعضاء القيادة، وإلى تبديل وتأخير وتقديم أسماء مكان أسماء، اذ قد يكون هناك تباين في وجهات النظر بين أعضاء القيادة وهذا من الطبيعي لان مسألة التمثيل في هذه الظروف مسألة غير يسيرة.
ولا شك في أن إرضاء الجميع غاية لا يمكن إدراكها وانما سيكون الأمر مبنياً وبوضوح على تحميل الناخب (المستأنس) مسؤولية خياره خاصة وأن التمييز بين الاستئناس كإجراء داخلي في الحزب وبين الانتخابات مسألة ضرورية للغاية، فقبل قليل نشر موقع البعث ميديا رأي مفاده أن “الحكم هم الناخبون وخياراتهم” وبد النشر بقليل وردت إلى الموقع عدة تعليقات من رفاقنا ترى أن هذا الحكم ليس هو خيارات الناخبين بالضرورة، اذ هناك مطالبة بدور للقيادة وفق المعطيات التي ترد إليها من وجود شبهات في بعض مفاصل عملية الاستئناس وعند المستأنسين والمستأنسين.
ففي الوقت الذي يوسع فيه الاستئناس مروحة الخيارات، ويمنح فرصة إضافية للانتقاء والتمثيل بأفضل الممكن من ضمن خيارات البعثيين لممثليهم، إضافة إلى المعايير التمثيلية، في الوقت نفسه يجب النظر إلى الفرق بين الخيارات الواسعة لنتائج عملية الاستئناس والتي يجب أن تكون غير ملزمة لقيادة الحزب، وهذا ما يتطلب التفريق بينها وبين نتائج الانتخابات التي عادة تكون حاسمة ولا رجعة في نتائجها أو حوار بعد صدورها، الا في حالات خاصة نص عليها قانون الانتخابات العامة.
مع ادراكنا أن هذا الانتظار الذي نتحدث عنه جاء بعد حوالى شهر من جولات الاستئناس (المتعوب عليها من كافة الأطراف) في مختلف فروع الحزب، والتي تمت بناء على محددات وشروط واضحة لم تترك عتباً على مؤسسات الحزب، اذ مُنِحت للكوادر حرية الاختيار بوعي ومسؤولية والتزام، مع تقنيات جديدة في الاقتراع تكفل للمستأنس الاختيار البعيد عن الضغوط والترغيب.. هذا بعض مما يرجح ضرورة التأكيد على مسؤوليتها المباشرة عما اختارت.
(سيرياهوم نيوز ٢-البعث)