أحداث غير مسبوقة أثرت في كيفية ادخار الناس لمواردهم المالية وكيفية إنفاقها واستثمارها وتحديد أولوياتهم، فتداعيات أزمة «كورونا» وغلاء الأسعار أثرت في الناس بطرق وبدرجات متفاوتة، ولم يعد هناك مكان للتفكير في الادخار.
فالسيد رضوان قال: بسبب الأوضاع الوظيفية غير المستقرة بات الناس يعطون الأولوية للمسائل المالية الفورية كدفع الفواتير المتأخرة وتأمين الغذاء اليومي، مضيفاً: «رب ضارة نافعة», فجائحة «كورونا» وغلاء الأسعار جعلانا أكثر تنظيماً على الصعيد المادي مما كنا عليه، فسابقاً كنا نشتري الأشياء والحاجات غير الضرورية، أما اليوم وبعد أن ارتفع سعر كل سلعة إلى الضعفين وأكثر أصبحنا نقدر حاجتنا للشيء وضرورة وجوده قبل شرائه.
بينما ترى شادية أنه من الطبيعي أن نولي الاهتمام لتفاصيل مواردنا المالية، وذلك لأن الأحداث الاقتصادية أثرت في كل شيء، بدءاً من الاستقرار الوظيفي وصولاً إلى ارتفاع الأسعار، ومصروف الأبناء والمدارس وأجور النقل وثمن أدوية وأجور طبيب وغير ذلك، فمن الضروري تأسيس موازنة من بداية الشهر تتناسب مع الدخل والأجر الذي تتقاضاه العائلة.
د. زكوان قريط إدارة أعمال قال في معرض رده على تغيير عاداتنا المالية: مما لاشك فيه أن جائحة «كورونا» قد أثرت بشكل أو بآخر في أنماط معيشتنا، وخاصة من ناحية الاستهلاك والادخار والإنفاق، وذلك حسب الوضع المالي للأسرة فمنهم من اقترب من الإفلاس، بعد أسابيع قليلة من إعلان الحجر، لأنه فقد عمله واستهلك كل مدخراته، وصار ينفق حسب الأولويات، وهذا يعود إلى قدرة رب الأسرة على حسن التخطيط والتدبير، ووضع خطة مالية لأن لكل أسرة فلسفة مالية خاصة بها وعادات وأنماطاً استهلاكية، فمنهم من اختصر كل الاستهلاك من السلع الكمالية، واكتفى بالأساسيات الضرورية واليومية نظراً لحاجتها، ومنهم من استمر بالنمط والفلسفة المالية نفسيهما فغرق في الديون، وبالنتيجة يعود كل ذلك إلى قدرة الأسرة والأبناء على التأقلم مع مختلف الظروف الصعبة، وخاصة في ظل الغلاء وندرة تواجد بعض السلع في الأسواق والتخوف من فقدانها.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)