كشفت مصادر تركية عن أن اللقاء المحتمل بين الرئيسين رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، قد يُعقد عند معبر كسب الحدودي في اب اغسطس المقبل، بحسب ما اتفق عليه بين رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين ورئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين خلال لقائهما في أنقرة قبل أيام قليلة.
ونقلت صحيفة “تركيا” القريبة من الحكومة، عن مصادر مطلعة، أن مسؤولين أتراكاً وسوريين عقدوا 3 جولات من المحادثات خلال شهر يونيو حزيران الماضي، للتحضير للقاء إردوغان والأسد، وأن العملية تتطور بسرعة، وقد يعقد اللقاء في معبر كسب على الحدود التركية – السورية في اب أغسطس المقبل.
فهل تكون مدينة كسب الحدودية رائعة الجمال في فصل الصيف المكان المتفق عليه لطي صفحة الخلاف بين الجارين، واغلاق حقبة سوداء في تاريخ العلاقات؟
لم تعلق المصادر الرسمية السورية أو التركية على هذه الأنباء، لكن الصحيفة المقربة من الرئيس إردوغان لم تحدد الموقع والزمان من تلقاء نفسها، إنما بوحي من الرئيس التركي نفسه على ما يبدو.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، إنه تم في البداية مناقشة فكرة أن تكون بغداد هي مكان اللقاء بين إردوغان والأسد، لكن أنقرة تدرس الآن خيار عقد القمة في معبر كسب.
وسبق أن استضاف معبر كسب لقاءات عديدة بين مسؤولين من الاستخبارات التركية والسورية في بدايات التحركات التي قادتها روسيا لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها.
.لفتت الصحيفة إلى أنه بعد لقاء الرئيس الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الأربعاء الماضي، تردد أن لقاء الأسد وإردوغان سيعقد في موسكو، لكن مصادر دبلوماسية سارعت إلى نفي ذلك. ويبدو أن القمة المرتقبة بين الأسد وإردوغان كانت في اعلى سلم المباحثات بين الأسد وبوتين خلال زيارة الأسد الأخيرة لموسكو. وعلى الأرجح استطاع الرئيس بوتين تبديد هواجس الأسد حول عدم الثقة في التزام اردوغان بالاتفاقات وتنفيذها.
ما زالت دمشق تؤكد أن لا ما نع لديها في عقد قمة، لكن ليس هذا هو الجوهر في المفاوضات، انما تحقيق اهداف هذه القمة، وتركز دمشق بشكل أساس على انسحاب القوات التركية من شمال سورية، وتسعى سورية الى انتزاع ضمانة والتزما تركيا بالقيام بذلك كنتيجة لمسار المفاوضات.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أشار إلى ذلك منتصف هذا الشهر، في اول تعليق له على دعوة الرئيس إردوغان، وأكد الأسد أن القمة يجب أن تكون معدة بحيث تحقق الأهداف التي عقدت من اجلها وان تكون مرجعيتها واضحة.
بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن وزير خارجيته هاكان فيدان يجري الترتيبات من أجل لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، داعيا إلى تأييد هذه الدعوة التاريخية.
قد تكون مدينة كسب الحدودية بين الطرفين مكانا مثاليا للقاء، حيث سيكون لذلك رمزية تتعلق باحترام الحدود، وعودة حسن الجوار، لكن بعيدا عن الرمزية الإيجابية الملفات بين الطرفين مقعدة، وتحتاج الى جهد لتفكيكها، ومفتاح الحل يكمن في اعلان تركية التزامها بالانسحاب الكامل من الشمال السوري.
ومن المرجح أن يسبق قمة الأسد إردوغان، اجتماع بغداد الذي يضم الجانبين مع العراق وايران وروسيا. حيث ستوضع الأسس والالتزامات وخريطة الطريق للوصول الى التطبيع الكامل بين البلدين ومن المتوقع ان يعقد الاجتماع في بغداد منتصف شهر اب أغسطس. فهل ستليه القمة مباشرة، وبناء على نتائجه، أم تُعقد القمة لدعم المسار؟
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم