محمود القيعي:
أثار حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس عن الدين جدلا واسعا، وفتح باب النقاش مجددا حول “خانة الديانة” الموجودة في البطاقات الشخصية (مسلم… مسيحي ).
حديث السيسي نزل بردا وسلاما على قلوب العلمانيين الذين انتهزوا الفرصة، وسارعوا إلى فتح باب النقاش حول إلغاء خانة الديانة.
د. خالد منتصر (أحد رافعي راية العلمانية في مصر) يرى أن إلغاء خانة الديانة من البطاقة لايعني إلغاء الديانة من المجتمع أو سلبها من المواطن، مشيرا إلى أن شطبها هو تأكيد على مدنية الدولة وانضمامها لطابور الحداثة والتحضر.
وأضاف منتصر أن البطاقة بطاقة هوية، والهوية وطن قبل أن تكون ديناً.
وأردف: “هويتي مصري وهي علاقة عامة مع المجتمع، ديانتي مسلم وهي علاقة خاصة مع الله.”
الوقت ليس مناسبا
برأي محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر فإن الوقت ليس مناسبًا لطرح فكرة حذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي، مشيرا إلى أن الإسلام يحترم الأديان وحرية الآخرين، والمسيحيين مؤمنون بالله، وكلنا مصريون، ولا نسير في الشارع نقول هذا مسلم وهذا مسيحي.
وأضاف في مداخلة مع أحد البرامج الحوارية أن إلغاء خانة الديانة يحتاج لتمهيد خاصة أن هناك بعض المتشددين، ونحتاج لتمهيد وحوار مجتمعي حول الأمر، مشيرا إلى أن خانة الديانة ليس بها أي تمييز على الإطلاق.
مجتمع متدين ظاهريا
البعض تساءل: كيف نلغى خانة الديانة من البطاقة ونحن كمجتمع مصرى متدين ظاهرياً بطبعنا.
وتابع: “المصاحف والصلبان والرسومات في العربيات ووشم الصليب علي الأيادى بالحجم الكبير دولة مدنية يعنى مجتمعا مثقفا يعيش في مناخ ديمقراطي ونحن بصراحة لا نملك هذه المميزات ونهتم بالتدين الظاهرى فقط”
المسيحيون
في ذات السياق تساءل البعض عن الإخوة المسيحيين ودق الصليب على أيديهم، وهل سيكون هناك إجراء معهم؟
هويتي
برأي البعض فإن هويتنا هي ديننا ومعتقدنا، مشيرا إلى أنه لو كانت الهوية للأرض والوطن ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وترك وطنه في سبيل عقيدته.
سؤال الهوية
المترجم والمفكر المصري الكبير شوقي جلال قال إن الصين واليابان لم تغرقا في كلام نظري مجرد عن الهوية، وإنما أكدتا هويتهما وحققتا ذاتهما بالتحدي والندية لإنتاج الوجود المجتمعي على مستوى حضارة العصر.
وأضاف جلال لـ “رأي اليوم” أن البلدان العربية غرقت في مساجلات أو ملاحاة كلامية عن هوية ثابتة تحققت في الماضي.
وخلص جلال إلى أن مبدأ الهوية أن الشيء هو هو غير صحيح بالمطلق، ولكنه صحيح إجرائيا أو مرحليا لأنه لا يوجد شيء هو هو في الزمان والمكان، وإنما كل شيء يتغير بفضل الفعل المجتمعي لإنتاج الوجود.
وأنهى قائلا: “الهوية فعل مجتمعي حضاري متطور في الزمان وليست كيانا جامدا نشأ مرة وإلى الأبد”.
خانة الديانة
برأي محمد مرعي فإن تصريح الرئيس السيسي بالأمس قد يكون مدخلا لكل القوى والمؤسسات المجتمعية خاصة مجلس النواب للنقاش حول إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، مشيرا إلى أن هذه خطوة طال انتظارها. وبخصوص التخوفات حول أهمية معرفة الديانة في قضايا الزواج وغيرها، قال مرعي إن حسم هذا الأمر أن يقتصر ذكر الديانة في شهادات الميلاد فقط .
رأي الأزهر
العيون أصبحت شاخصة الآن نحو الأزهر، ليقول رأيه في هذا الأمر؟ وهل تأخذ الدولة برأي الأزهر أم تعرض عنه؟
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم