فجر أحد شهود العيان الفلسطينيين مفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف لأحد الفضائيات العربية بانه شاهد “بأم عينه” قوات أمريكية متوغلة داخل مدينة غزة، وتقف جنبًا إلى جنب مع القوات الإسرائيلية التي بدأت اجتياحها البري الواسع للقطاع منذ اسبوعين تقريبا.
ورغم أن الإدارة الأمريكية تنفي مرارًا وتكرارًا وجود أي قوات أمريكية “رسمية” تقاتل في غزة، إلا أن العديد من التقارير التي نشرت على الصحف العربية وكذلك الدولية، تؤكد وجود قوات أمريكية خاصة تقاتل المقاومة الفلسطينية وأنها قد تكبدت خسائر بشرية فادحة جدًا.
قال شاهد عيان فلسطيني نزح من مناطق شمال غزة، إن قوة أمريكية هي التي كانت منتشرة في منطقتهم.
وذكر الشاب في مقابلة مع قناة “الجزيرة”، أنه تكلم مع القوة التي كانت تحاصر منازلهم، وكان جنودها يضعون العلم الأمريكي على بزاتهم العسكرية.
ومنتصف الشهر الماضي، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة أرسلت فريقا من قوات العمليات الخاصة إلى الأراضي المحتلة.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤول، قوله إن الفريق الذي تم إرساله إلى إسرائيل سيساعد في الاستخبارات المتعلقة بالرهائن، منوهة إلى أن واشنطن نشرت طائرات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة.
وسبق أن صرح مسؤولون أمريكيون، بأن الجيش الأمريكي يستعد لنشر 2000 جندي من أجل مساعدة إسرائيل، وفقًا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وكان البنتاغون أعلن عقب عملية “طوفان الأقصى”، عن وصول قوات “دلتا فورس” الأمريكية إلى الأراضي المحتلة، حيث تختص هذه القوات بتنفيذ مهام معينة، وسبق أن نفذت عملية استهداف وقتل زعيمي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتنظيم الدولة أبي بكر البغدادي.
– المهمة السرية
وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة لديها “أشخاص على الأرض”، سيساعدون السلطات الإسرائيلية “بالاستخبارات والتخطيط” للعمليات المحتملة التي تنطوي على جهود إنقاذ الرهائن، مضيفًا أن “البنتاغون لديه خلية اتصال في إسرائيل تعمل مع قوات العمليات الخاصة الإسرائيلية، إذ تستطيع الولايات المتحدة نشر موارد أخرى بسرعة في المنطقة”.
وفي تناقد واضح للتصريحات، قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن ليس لها خطط لإرسال قوات إلى إسرائيل أو قطاع غزة، وأوضحت في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” أن واشنطن “ليس لديها نية أو خطط لإرسال قوات إلى إسرائيل أو غزة”.
وأكدت أن “الولايات المتحدة تزود إسرائيل بالمشورة والمعدات والدعم الدبلوماسي” في حربها على قطاع غزة.
وقالت “إسرائيل، دون شك، لها الحق في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك، من المهم جدا ألا تكون هناك مساواة بين حماس والفلسطينيين.. للفلسطينيين حق في الأمن وتقرير المصير والكرامة، وكنا واضحين جدا في أنه يجب الالتزام بقواعد الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية لهم”.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة “ميلتاري واتش” الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، عن مقتل عدد من القوات الامريكية الخاصة، شاركت في الهجوم البري على غزة، وأن جثثهم أصبحت اشلائًا.
اللافت في الامر أن الخبر نقلته الصحيفة عن الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغو، الذي كان يتحدث لأحد البرامج الأمريكية، حيث قال: انه “في الساعات الـ 24 الماضية أو نحو ذلك، ذهبت بعض قوات العمليات الخاصة لدينا وقوات العمليات الخاصة الإسرائيلية إلى غزة للاستطلاع، بهدف التخطيط للمكان الذي قد يرغبون في الذهاب إليه لتحرير الرهائن.. تم إطلاق النار عليهم وتكبدوا خسائر فادحة، كما علمت”.
ومن الواضح ان المشاركة الفاعلة والمباشرة لامريكا في الحرب على غزة، لم ولن تكون من أجل تحرير الاسرى لدى “حماس”، بل هي مشاركة فرضها جبن وعجز جيش الاحتلال الذي أسقط “طوفان الاقصى” آخر ورقة توت تستر بها، وبان كم هو هش وضعيف ولا قدرة له على مواجهة رجال المقاومة على الارض، فكان لابد لأمريكا ان تتدخل مباشرة لانقاذ الكيان الاسرائيلي من مصيره المحتوم.
أمريكا التي اقامت الدنيا ولم تقعدها، عبر ارسالها أضخم ما في ترسانتها العسكرية من حاملات طائرات وسفن حربية وانظمة دفاع جوي الى شرق المتوسط قبالة غزة، تحت ذريعة الحيلولة دون تدخل اطراف اخرى ومنع توسع رقعة الحرب، نراها تتدخل وبشكل مباشر الى جانب إسرائيل المهزوزة والمنهارة، بعد ان اقامت جسرا جويا على مدار الساعة لنقل العتاد والذخيرة والاسلحة والجنود، الى اسرائيل، عسى ولعل ان يهدأ ذلك من روعها ولكن دون جدوى.
وأمام هذا التضارب في التصريحات الأمريكية يبقى التساؤل الأكبر هنا.. ما هدف تلك القوات بغزة؟ وهل الجيش الإسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية؟ أم هناك خفايا أخرى قد تكشفها الأيام المقبلة؟
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم