هل تُهرِّب إيران الأسلحة لحزب الله عبر مطار بيروت؟ لماذا تستغِّل إسرائيل الإعلام الأجنبيّ للتهديد؟ عسكريٌّ إسرائيليٌّ: الكيان يخشى ضرب المطار لعدم التورّط بمُواجهة (حزب الله)

تتوخّى إسرائيل الحيطة والحذر في توجيه تهديداتها لإيران بسبب زعمها أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة بدأت بتفعيل خطّ نقلٍ مدنيٍّ جويٍّ من طهران إلى بيروت بهدف تهريب الأسلحة من إيران إلى منظمة (حزب الله) في بلاد الأرز، علمًا أنّ تل أبيب تعتبر الجمهوريّة الإسلاميّة تهديدًا إستراتيجيًا وجوديًا عليها، فيما تضع (حزب الله) بالمرتبة الثانية في قائمة الأعداء لدولة الاحتلال، وفق التقدير السنويّ للمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، فيما تحّل المقاومة الفلسطينيّة على جميع تنظيماتها في المرتبة الثالثة.

وفي هذا السياق تعتمِد إسرائيل على وسائل إعلامٍ عربيّةٍ وأجنبيّةٍ لنقل التهديدات باستهداف الطائرات المدنيّة الإيرانيّة التي تحُطّ في مطار بيروت الدوليّ، وتزعم أنّها تحمِل الأسلحة الدقيقة وغيرها في حقائب المُسافرين إلى حزب الله، وفق ما ذكرته اليوم الخميس صحيفة (هآرتس) العبريّة.

مُحلّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، ألون بن دافيد تطرّق إلى المسألة الراهنة والتهديد الإيرانيّ الجديد، وقال في تحليلٍ لم يُشِر فيه إلى مصادره، قال إنّ إسرائيل تخشى من توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للطائرات المدنيّة الإيرانيّة خشية اندلاع مواجهةٍ كبيرةٍ مع حزب الله، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ كيان الاحتلال وحزب الله ما زالا يُحافظان على ميزان الردع وقواعد الاشتباك اللذيْن تشكّلا بعد أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب (أغسطس) من العام 2006، على حدّ قوله.

وكانت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، قد قالت إنّ تل أبيب تشتبه في محاولةٍ إيرانيّةٍ جديدةٍ لتهريب أسلحةٍّ عبر مطار بيروت الدولي بالاستعانة بشركة (معراج) للطيران التي بدأت مؤخرًا تسيير رحلاتٍ مباشرةٍ بين طهران والعاصمة اللبنانيّة.

وأضافت أنّ التقرير الذي بثته القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ لفت إلى أنّ تل أبيب تتحرى عن محاولة طهران إنشاء ممّرٍ لتهريب الأسلحة في رحلاتٍ مدنيّةٍ على طائرات الشركة إلى بيروت.

كما أشارت إلى أنّ التفكير في طريق التهريب الجديد المحتمل جاء نتيجة إحباط إسرائيل محاولات نقل الأسلحة الإيرانية عبر العاصمة السورية دمشق، مُضيفةً في ذات الوقت أنّ إسرائيل هددت بشنّ ضرباتٍ على مطار بيروت لإحباط توصيل شحنات الأسلحة على غرار ما فعلته من قبل في دمشق، على حدّ زعمها.

يذكر أنّ مصادر أفادت لفضائية “العربية” بأنّ شركة طيران (معراج) الإيرانيّة المرتبطة بالحرس الثوريّ تقوم بتسيير رحلاتٍ لمطار بيروت، مبينةً أنّ رحلات الشركة الإيرانيّة إلى لبنان قد تنقل أسلحة ومعدات حساسة لحزب الله، لافتة إلى أنّ استغلال مطار بيروت في نقل أسلحةٍ إيرانيّةٍ للبنان سيُلحِق الأضرار بالاقتصاد اللبنانيّ.

وشدّدّت فضائية (العربيّة)، بحسب موقعها الالكترونيّ، على أنّ أوّل رحلةٍ لشركة (معراج) الإيرانيّة إلى مطار بيروت كانت في الـ 14 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

علاوةً على ما جاء أعلاه، أفادت المصادر عينها للفضائية السعوديّة، والتي تمّ اقتباسها في وسائل الإعلام العبريّة، أفادت أنّ إسرائيل تخشى انضمام مطار بيروت إلى مسار تهريب الأسلحة من إيران للبنان، فيما أضافت أنّ رحلات شركة (معراج) الإيرانيّة تهبط بشكلٍ أسبوعيٍّ في مطار دمشق الدوليّ.

يُذكر أنّ دولة الاحتلال كانت قد اتهمت حزب الله بنقل أسلحة من إيران إلى لبنان عبر “رحلات مدنية” هبطت في مطار دمشق الدوليّ.

على صلةٍ بما سلف، كشف المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ للإعلام العربيّ، أفيحاي أدرعي، في منشورات على (تويتر)، في أيّار (مايو) الماضي، عن مسار نقل أسلحة يديره نجل قياديٍّ في حزب الله.

كما زعم إدرعي أنّ القيادي “استغل منصبه الرفيع والبنى التحتية للدولة اللبنانية لمساعدة نجله في نقل الأسلحة الاستراتيجية من إيران إلى حزب الله”، مؤكِّدًا في الوقت عينه أنّه من أجل “ضمان الحفاظ على السريّة، يتّم نقل الأسلحة على متن رحلات مدنية من إيران إلى مطار دمشق الدوليّ، الأمر الذي يُعرِّض المدنيين إلى خطرٍ محدقٍ”، على حدّ قوله.

من ناحيته، أوضح محلل الشؤون العسكريّة بصحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أنّ إسرائيل تخوض منذ حوالي عقدٍ من الزمن حملةً واسعة النطاق من أجل منع تهريب الأسلحة الإيرانيّة إلى حزب الله اللبنانيّ، لافتًا إلى أنّ هذه الحملة هي أهّم خطوةٍ في (المعركة بين الحروب).

وزعم المُحلل أيضًا أنّ لجوء إيران، بحسب الأنباء بالصحف غير الإسرائيليّة، إلى مطار بيروت الدوليّ لتهريب الأسلحة قد يُشير إلى وجود صعوباتٍ لدى الإيرانيين في تهريب الأسلحة من خلال مساراتٍ أخرى، وفي مقدّمتها عبر الأراضي السوريّة، على حدّ قوله.