آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » هل دخلت تركيا أردوغان زمن الفوضى؟؟

هل دخلت تركيا أردوغان زمن الفوضى؟؟

 

 

 

ميخائيل عوض

 

١

قبل أن تقفل هواتف بوتين ترمب شنت السلطة التركية حملة شعواء استهدفت رئيس بلدية اسطنبول إمام أوغلو وكوادر إدارته وحملته للانتخابات الرئاسية التي يقترب موعدها في زمن يحاول أردوغان تغيير الدستور لتامين ولاية خامسة لا تراجع عنها ولو انفجرت تركيا.

ترافقت الحملة بإجراءات قمعية وبانهيار قيمة الليرة وبتحركات في الشارع وتصاعد رفض ’الأردوغانية’ وارتفاع صوت المعارضة وتوحدها.

٢

أردوغان وحزبه ينتمون إلى فكر ونظرية ’الإخوان المسلمين’ وعهدهم أن يأخذوا السلطة بالصناديق ولا يتركونها إلا بالحروب والمذابح فالسلطنة الهدف الأعلى.

في زمن التمكن و صعود أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أجاد اللعب على الحبال والتلون والاستثمار بالتحولات وبموقع تركيا الحاكم.

٣

سجل له نجاحات باهرة في تأمين الحزب والعائلة والبقاء في السلطة وتكييف الدستور والقانون وقمع الحريات وشن حملات كاسرة على جماعة ’فتح الله غولن’ معلمه والمؤسس لصعود الظاهرة الإسلامية وضد المعارضات وناور على الكرد و استثمر باللاجئين السورين وورط تركيا بانتشار عسكري عالمي واسع كثاني دولة بعد أمريكا.

٤

نجا أردوغان مرتين من السقوط في وجه محاولة انقلاب استخدمها لتطويع وتصفية الجيش ودوره في الدولة العميقة وأسلَمه بسحق ’الأتاتوركية’ وفي الانتخابات الرئاسية التي كسبها بفارق بسيط جدا أهداه الانتصار بوتين وإيران والصين الذين أغدقوا عليه العطاءات، إضافة إلى أموال قطر وحاجة لوبي العولمة في أمريكا وارتباك اوروبا.

٥

بقاء أردوغان في السلطة ونجاحاته وسعيه لاستعادة عثمانية بائدة بتوريط تركيا بنشر قواعد وجنود والتورط بحروب وأزمات  وتأمين ’جيش الإسلام الإخواني الأمريكي’ ما كان ليحصل بفعل ذكائه وقدرات تركيا . إنما بما أعلن بلسانه؛ (رغبته ان يكون وكيلاً للوبي العولمة في الشرق الأوسط الجديد) وأجاد دوره.

٦

صعود أردوغان كان محمولاً على بيئات إقليمية وعالمية أسهمت في تصنيع الظاهرة والفقاعة الاقتصادية في زمن صعود ’الإسلام السياسي الشيعي والسني’ وبتفاهمات عميقة بين الإخوان ولوبي العولمة الامريكي وتفاعل مع وصول أوباما إلى البيت الأبيض ومحاولات انتاج تركية ’كإسلام سني’ معتدل يوظف الإسلام المسلح ويوازن ايران.

٧

تركيا بموقعها الجيوبوليتيكي حاجة لإيران المحاصرة ولروسيا المستهدفة وللصين ولإسرائيل الساعية الى تصفية القضية الفلسطينية

تلك هي الظروف الموضوعية وقواها وحاجاتها التي أمنت صعود أردوغان وتمكنه واستقرار تركيا.

الأحداث المستجدة فيها تجري في بيئة انقلبت حدياً. فهل تسعف أردوغان أم تسقطه؟

٨

ترمب وبوتين كلاهما يتربص باردوغان وسيثأران منه ويسعيان لتفكيك تركيا ومنشار ماسك يستعجلها بعد أن شرع بإنهاء الحرب الأوكرانية وشنَّ حربه لتصفية لوبي العولمة في أمريكا وقطع الكثير من أذرعه العالمية وقد جاء دور أردوغان وقطر والإخوان وجيشهم ’المعولم’ فقد وضِعَت تركيا على طاولة التشريح.

٩

أدرك اردوغان فحوى  التفاهمات في اتصال ترمب بوتين وشملت الملاحة في البحر الأسود والمضائق والبحر الأحمر والعلاقات الاقتصادية والتجارية ومستقبل أوروبا والأطلسي والشرق الاوسط. فحاول تنفيذ ضربة استباقية لتامين نفسه في تركيا ففعل ما جرى معه عام ١٩٩٨ عندما كان رئيس بلدية اسطنبول ومرشحا للرئاسة مع إمام أوغلو منافسه الاقوى.

١٠

بلدية اسطنبول تصعد الرؤساء- اردوغان-

مغامرته ضد إمام أوغلو مقتَلتَه بكل الأبعاد، فكل الظروف لا تعمل لصالحه والأزمه الاقتصادية ضاربه والمناورات مع الكرد أخفقت وقاعدة العدالة والتنمية تراجعت حدياً وخطوته الاستباقية لتسليم سورية للجولاني أضرت روسيا وايران والصين واستفزت العرب.

١١

الإسلام السياسي مأزوم بشقيه.

صاحب الإسلام السياسي السني والمسلح والوسطية” لوبي العولمة” ينحسر ويخسر في كل مكان والإخوان وإخوانهم جربوا وانكشفوا وغزة تُشهِّر بهم كسورية ومذابح الساحل وقد سقطوا في مصر وتونس والسودان وفشلوا في كازاخستان والقوقاز

كل الظروف تؤكد أنَّ تركيا دخلت زمن الأزمة وقد تصير فوضى.

هل تم تشغيل منشار إيلون ماسك؟؟؟

 

(أخبار سوريا الوطن١-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لماذا تشتعل المُواجهات الدمويّة على الحُدود السوريّة- اللبنانيّة فجأةً؟ ومن يقف وراء اغتيال الجُنود السوريين الثّلاثة؟ وأين يكمن الخطر الحقيقي على “سورية الجديدة”؟

عبد الباري عطوان أثارت الاشتباكات وأعمال القتل التي وقعت على الحُدود اللبنانيّة- السوريّة في اليومين الماضيين حالةً من القلق غير مسبوقة تعكس حالةً من الفوضى ...