آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » هل “زراعتنا ” بخير ؟!

هل “زراعتنا ” بخير ؟!

 

 

سليمان خليل

 

أعدتُّ طرح هذا السؤال على عددٍ لابأس فيه من الفلاحين والمزارعين خلال جولة ريفية.. وكان الجواب ( الغالب الواضح ) على لسان ، وفي إيماءات وإيحاءات من قابلتهم واستمعت إليهم سلبياً أو صامتاً متعباً بزفير الآه ..!

 

“سورية بلد زراعي” نسمع هذه الكلمة مراراً وتكراراً ولكن على الواقع وفي علم التحليل والبيانات وحسابات الحقل والبيدر هي مازالت بعيدة عن امتلاك ناصية السبق الزراعي وتبوؤ المكانة التي تتمتع بها بالنظر إلى المقومات الطبيعية والتنوع المناخي والإرث الشعبي المحب للأرض وخيرات الأرض ..

 

عاماً بعد عام تجد معدلات الانخفاض في الانتاج الزراعي وترى أنه بات من الطفرة أن نفوز بموسمٍ وفير يحقق الاكتفاء الذاتي ودرجة ( التصدير) وخاصةً في محاصيل استراتيجية كالقمح والزيتون والقطن .. وهاهي هذا العام تصل لمعدلات انخفاضٍ غير مسبوقة مما يدق ناقوس الخطر في تدبير الحال وزيادة العبء المالي والاقتصادي على الأسرة والمجتمع بشكل عام ، والأرقام الرسمية التي بدأت تظهر غير مطمئنة في هذا الشأن.

 

لا ينكرُ أحد الظروف المناخية الصعبة التي تواجه البلاد بدءاً من النقص الحاد في هطول الأمطار ، والحرارة المرتفعة في فترات الإزهار ،والجفاف ، ناهيك عن موجة الحرائق التي طالت مساحات واسعة ، وعمليات التحطيب والقلع وتغيير النوع يضاف إليها انحسار كبير ومقلق في توفر المياه والسقاية وصل إلى حد متدهور في بعض المناطق ..

 

في المقابل هناك حاجة كبيرة جداً لدعم الفلاح والقطاع الزراعي فمستلزمات الإنتاج والحياة الزراعية باتت مكلفة ومرهقة ﺍﻟﻰ حد يصعب تجاوزها بدءاً من وسائل الزراعة الميكانيكية وتوفير المياه والوقود والأسمدة والمبيدات ومستلزمات الحقول او البيوت البلاستيكية وأجور اليد العاملة وصولاً للتسويق وتكاليف النقل وغيرها الكثير … الأمر الذي جعلَ الفلاح يعزف عن زيادة مساحات الأراضي الزراعية ومنهم من توقف أو اكتفى بأنواع معينة على حساب محاصيل أخرى او بإنتاجٍ شبه مقبول في ضوء الظروف التي تمر عليه ..

 

البديهي الذي نبحث عنه جميعاً هو ألا نصل لمرحلة أن نسأل السؤال بحد ذاته ( هل الزراعة بخير.. ؟ ) بل أن تكون من ضمن الأولويات والمسلّمات التي يجب عدم التردد في دعمها ودعم كل خطوة وكل جهد فيها..

هذا بحث طويل لابد من أصحاب القرار والمهتمين منحه كل الوقت والاهتمام والدعم للوصول إلى نتائج ملموسة على الأرض قولاً وواقعاً ونشد على أيديهم وجهودهم وندعو كافة المؤسسات والهيئات والجهات الحكومية والخاصة والأهلية ، وحتى الفلاح ذاته ، والتاجر وكل الحلقات التي تتعلق بهذا الشأن للتعاون والتنسيق معهم وتقديم كل الدعم والمساندة ..

 

كلنا بخير عندما تكون الزراعة بخير

 

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

موضوع تعبير..؟؟؟!!!

    مالك صقور   سأل أستاذ اللغة العربية : ماهو درسنا اليوم ؟ وأتى الجواب : تعبير .. فقال الأستاذ : لقد كتبتم موضوعات ...